hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الشعار في مؤتمر صحافي: لا إرهاب في مدينة تختزن القيم

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 14:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد في دار المطرانية المارونية في طرابلس، مؤتمر صحافي خصص للاعلان عن اللقاء الجامع لإعلان ثوابت طرابلس الوطنية، شارك فيه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار.
بداية، تحدث المطران بو جوده فقال: "يطيب لي أن أرحب بكم في هذه الدار، التي تعتبر كغيرها من المراكز الدينية، المسيحية والإسلامية، دارا لجميع اللبنانيين، وهذا ما يؤكده الجميع عند زيارتهم لنا في مختلف المناسبات. نلتقي اليوم، نحن المسؤولين الدينيين في هذه المدينة، في دار المطرانية المارونية في طرابلس، وبمبادرة كريمة من صاحب السماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، لنعلن عن عقد لقاء جامع يؤكد ثوابت طرابلس الوطنية، التي نعيشها منذ زمن طويل، وذلك يوم السبت المقبل، في الخامس والعشرين من تشرين الأول، في فندق الكواليتي إن، آملين أن يكون هذا اللقاء فاتحة لقاءات أخرى دورية تجمع شرائح المجتمع المدني الطرابلسي بجميع فئاتها وبصورة خاصة الشباب الذين يتعرضون لحملة تأثير واسعة، يستعملون فيها لنقل الأفكار الهدامة. ولعل هذا اللقاء يكون مناسبة لنعمل معا على تخطي الصعوبات ومعالجتها. والتي لن تستطيع أية قوة أن تزعزعها، لأنها مبنية على صخرة "الوطنية" الحقيقية".

تابع بو جوده: "يعيش المسيحيون بمختلف طوائفهم، والمسلمون بمختلف مذاهبهم، في طرابلس، منذ أكثر من ألف وأربع مائة سنة، وقد أصبحت هذه المدينة، كما كل لبنان، مثالا وقدوة للكثير من البلدان إلى درجة أن البابا القديس يوحنا بولس الثاني قال: "إن لبنان ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان، بل هو رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع". ففي المسيحية في لبنان نفحة من الإسلام، وفي الإسلام نفحة من المسيحية، تظهر في كل العادات والتقاليد التي يعيشونها مع محافظتهم على كل مقومات إيمانهم إذ يبقى فيه المسلمون مسلمين، والمسيحيون مسيحيين بكل ما للكلمة من معنى. يبقون كلهم ثابتين، صامدين، ومترسخين في مبادئهم الدينية، جاعلين منها مادة للحوار، متحاشين دائما أن يجعلوا منها، مادة للخصام والعداوة. فالمسلمون في طرابلس مسلمون أصيلون وأصليون، والمسيحيون فيها أصيلون وأصليون. وهنالك ثوابت يتقيدون بها جميعهم ويسعون دائما للحفاظ عليها وتنميتها كي يصح فيها القول أنها في الحقيقة رسالة لكل البلدان مسلمة كانت أم مسيحية".

وقال: "يحاول البعض، خاصة في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها شرقنا العربي، وتعيشها البلدان المجاورة، أن يزعزع هذه الثوابت ويهدمها، بتأثير أكيد من قوى خارجية، ومن مؤامرة تحاك خيوطها منذ فترة من الزمن، ساعية إلى تفتيت هذه البلدان من أجل خلق دويلات طائفية، تبرر قيام الدولة الصهيونية الغاصبة التي عبرت صراحة، وبعد فترة طويلة من المواربة، أن تجعل من نفسها دولة يهودية، تفرض وجودها وسيطرتها على دويلات أخرى ذات طابع طائفي ومذهبي، تتصارع وتتحارب مع بعضها البعض، بينما تحاول هي أن تثبت وجودها وتبرره أمام الدول الأخرى. وما يحصل في بعض البلدان من تجاوزات، وتطرف طائفي مذهبي، ضد أبناء البلد الواحد، يشكل خطرا كبيرا على المنطقة العربية والشرق أوسطية بمجملها. وما نسمعه من تهديدات وتحذيرات على لسان بعض القوى الخارجية قد يدخل في هذا الإطار، إذ أن تصرفات بعض الفئات التي تسيطر على مناطق واسعة من عدد من البلدان وتطرد منها سكانها الأصليين كما هو حاصل في سوريا والعراق يثير القلق والخوف عند الكثيرين منا، مسيحيين ومسلمين".

وختم: "إننا كمسؤولين ورؤساء دينيين في طرابلس نلتقي بصورة دورية للبحث في هذه الأمور ونحن نتدارسها بعمق، فنجد أن هنالك ثوابتا في تاريخ هذه المدينة لا بد لنا من إعلانها صراحة، وأن نرفض تصرفات أقلية من الدخلاء على تاريخ هذه المدينة الذين يحاولون خلق جو من الفتنة والصراع بين أبنائها دون أن يعوا خطورة ما يقومون به. فأهلا وسهلا بكم أيها الإعلاميون الأعزاء فلكم الدور الكبير في المساهمة بهذا المشروع الوطني الحيوي لأنكم تعبرون عن تطلعات كل المواطنين وتنقلونها إلى الجميع كي يساهموا كلهم في بناء هذا الوطن الحبيب على الأسس والمبادئ الوطنية والأخلاقية الصالحة".
ثم تحدث مفتي طرابلس والشمال فقال: "الوطن بالنسبة لنا ليس مجرد أرض يعيش الإنسان عليها، أو بيت يؤويه وجنسية تحميه، بل هو حيث يجد فيه نفسه، وتحفظ فيه كرامته، وتصان فيه حريته، حينها يشعر بالإنتماء، ويناضل من أجل الحفاظ على ما هو امتياز له. ولبنان بالنسبة لنا، نحن اللبنانيين: مسلمين ومسيحيين، هو ذلك المكان الذي نجد فيه حريتنا وكرامتنا وأنفسنا، لذلك نحن معنيون بالحفاظ عليه كيانا وطائفا لأن الطائف هو الذي جعله ترجمة عملية لرسالة المحبة والتآلف والعيش الآمن والمطمئن".

أضاف: "من هنا، واجبنا في مواجهة كل محاولات الإلغاء لهذا الكيان الذي تتعرض فيه إمتيازاتنا للمصادرة، وبخاصة مع الحملة الإعلامية الظالمة التي تصوره على غير حقيقته، وتلبسه ثوبا ليس له، وبالأخص في طرابلس مدينة العلم والعلماء، مدينة العقل والعقلاء، مدينة العروبة والإباء. هذه المدينة التي قدمت للكيان اللبناني منذ نشأته الكثير الكثير، وتحملت في سبيل ذلك ما أصابها من نسيان وإهمال وتقصير. هذه المدينة التي كانت منذ تأسيسها حتى اليوم عنوانا للعيش الإنساني الراقي في علاقاته المختلفة والمتنوعة، حتى في أحلك الأيام التي مرت على لبنان في الحرب الأهلية، يوم كان القتل والتهجير على الهوية، لم يتعرض أحد في طرابلس لأحد بسبب دينه وطائفته، ولم تحدث تعديات من أبناء البلد على بعضهم البعض إلا بعد أن تدخلت السياسة الغريبة عن ثقافة البلد وتاريخها، فأغرت بين أبناء المنطقة الواحدة، بل والطائفة الواحدة، العداوة والبغضاء، الى أن أيقن الجميع أنه لا مناص من نبذ الفرقة والخلاف لحساب الآخرين، والعمل الجاد على حماية البلد ونسيجه من مطامع الآخرين، وتشويهات المشوهين، فمدينة تختزن هذا الألق من القيم الإنسانية لا يمكن أن يكون فيها إرهاب، ولا يمكن أن تحتضن إرهابا وإرهابيين، وما وجد فيها من ردات فعل أمنية كانت غالبها بأيد خارجة عن طرابلس، وبعضها سببه الظلم الذي يمارس على شريحة من أبنائها في ما بات يعرف بالموقوفين الإسلاميين".

وختم: "من هنا كان العمل على هذا اللقاء الطرابلسي الجامع لإعلان ثوابتنا الوطنية، وبيان الصورة الحقيقية الناصعة لأبناء طرابلس بنسيجها الملون المختلف الذي يكسبها رونقا وبهاء تماما كبستان زها بأزهاره ورياحينه فشكلت ألوانها المختلفة وأنواعها المتعددة لوحة جمالية تسر الناظرين".

وردا على سؤال قال: "تلطف الشيخ اسد عاصي رئيس المجلس العلوي معتذرا عن المشاركة بسبب موعد مرتبط به ربما خارج البلد، لكن ذكر لي ما يطمئن من الكلام، وتمنى علينا ان نبلغ الجميع تحياته ورغبته ومشاركته بالحضور مع اخوانه اصحاب السيادة المطارنة".
 

  • شارك الخبر