hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

لجنة اليونيسكو أطلقت في ندوة في طرابلس كتاب البحر وحضوره في ثقافة مدينة

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 14:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقيم في قاعة المطران الراحل إلياس قربان في الثانوية الوطنية الأرثوذكسية "مار إلياس في ميناء طرابلس ندوة لمناسبة صدور كتاب "البحر وحضوره في ثقافة مدينة" عن اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو والذي أعده فريق عمل ضم: استاذة الإنتروبولوجيا ومديرة مركز الأبحاث في معهد العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة مها كيال والأستاذة والباحثة في معهد العلوم الإجتماعية الدكتورة مارلين حيدر نجار والأستاذ والباحث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور جان توما، وراجع الكتاب الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو والدكتورة زهيدة درويش جبور.

حضر الندوة حشد من الفاعليات والهيئات الثقافية والتربوية والإجتماعية. وألقت الدكتورة نجار كلمة تقديم فنوهت بمضمون الكتاب والجهود التي بذلها فريق العمل ثم تحدثت الدكتورة كيال عن تحضير الكتاب بطلب من اللجنة الوطنية لليونيسكو "من أجل رصد التراث الحرفي لمدينة الميناء بغية إنشاء متحف الحرف البحرية حيث توسع هدف هذا الكتاب مع العمل الميداني ليطال كل الابعاد المجالية الإجتماعية الحرفية الثقافية لمجتمع الصيادين في الميناء حيث أجرى فريق العمل 16 مقابلة بشكل سير ذاتية و15 مقابلة مفتوحة".

وقالت: "إن نجاح العمل الميداني لم يأت فقط من خبرة الباحثين بل من التعاون الكامل الذي وجدناه من أهل الميناء ومن حبهم لمدينتهم".
كما تناولت "أهمية الكتاب على مختلف المستويات المعرفية والتنموية والثقافية ووأشارت إلى أن إبراز أهمية تنوع البيئات الثقافية في لبنان بينت مدى ضعف رمزية تراثنا اللبناني عند ربطه بحدود ثقافة الريف مع إغفالنا لغنى هذا الوطن الذي يحتوي على موزاييك كبير من التنوع".

وتضمنت الندوة تعليقات لعدد من قراء الكتاب فتحدث المدير السابق للثانوية الوطنية شفيق حيدر، فقال: "الكتاب كما يقول عنوانه هو دراسة في ثقافة مدينة موضوعه إجتماعي يدور حول مدينة الميناء والظواهر الإجتماعية فيها عبر العصور منذ فينيقيا إلى يومنا هذا. ويعرض التحول الناتج ثم يبرره بالتدليل على السبب، فتنامي الحركة التجارية في الميناء وتبدل الهويات الوظيفية فيها إنما هما عائدان إلى توسيع المرفأ التجاري، ويقول النص عن هذا التوسع أنه أحدث انقلابا اساسيا، ولهذا تبدلت الهويات الوظيفية لقسم كبير من الصيادين الذين وجدوا أنفسهم أمام تحديات مهنية جديدة فعملوا على مواكبتها لتنشأ معهم في الميناء طبقة جديدة من الموظفين العاملين في حقل التجارة البحرية".

أضاف: "بقيت ميناؤنا وفي أحلك الظروف وأمرها واحة للتلاقي الفكري الإنساني".

كما تحدث إبن الميناء الفنان جورج شلهوب عن إنطباعاته وذكرياته في الميناء التي أحبها وأمضى فيها معظم سنوات طفولته ونشأته والتي تشكل له هاجسا بالعودة إليها "مهما طال الوقت". وقال: "هو الحنين الذي يشدني إلى (مينتي) وإلى أصدقاء وأهل وأقارب. هي المدينة التي لا يمكنني أن أبتعد عنها طويلا. هي ساحة العيش المشترك بين مختلف الأطياف والمذاهب والأديان بل هي ساحة اللقاء بين شعوب مختلفة وجاليات توافدت إلى الميناء عبر عصور وعصور وتلاقت على حب لبنان".

من جهتها قالت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو في توطئة الكتاب: "تندرج هذه الدراسة التي تتناول بشكل أساسي المجتمع البحري في مدينة الميناء ثغر طرابلس البحري بما يميزه من مهارات حرفية وأنماط عيش وعادات وتقاليد وبما يختزنه من أمثال شعبية تشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية، في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو لحماية التراث الثقافي اللامادي الذي جاء تعريفه كما ورد في إتفاقية اليونيسكو حول حماية التراث الثقافي اللامادي التي تمت المصادقة عليها في حزيران 2007، كما يلي: "يقصد بالتراث الثقافي اللامادي الممارسات والتمثلات والتعابير والمعارف والمهارات وكذلك الآلات والأدوات والأشياء الإصطناعية والفضاءات الثقافية المرتبطة بها والتي تعترف بها الجماعات والمجموعات وإذا اقتضى الحال الأفراد باعتبارها جزءا من تراثهم الثقافي".

أضافت: "لما كان لحرفة الصيد وما يتصل بها من بناء المراكب والسفن وصنع الأدوات والمعدات أهميتها في البنية الإجتماعية والإقتصادية للمدينة، من جهة، ونظرا لما للبحر والتعاطي معه من تأثير على الشخصية الجماعية وعلى طرق العيش وأنماط التعامل، من جهة أخرى، فقد تناول الباحثون الثلاثة هذه الموضوعات مرتكزين على ابحاث ميدانية سعيا لرصد الواقع وتوثيقه ومتسلحين بطرائق البحث العلمي التي مكنتهم من تحليل المعطيات ولفت الإنتباه إلى بعض المشكلات التي تعيق تطور قطاع الصيد، وما يتصل به من حرف من شأنها الإسهام في عملية التنمية المستدامة".

وفي ختام الندوة تم توزيع الكتاب على الحضور.
 

  • شارك الخبر