hit counter script

هوس الشباب بالماركات العالمية: ارضاء المظهر وارتقاء المكانة الاجتماعية

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 03:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

وكأنّ قيمة الإنسان تُحدَّد بـ"الماركة" التي يعتمدها، فترى الشباب يتهافتون يخضون سباقات وتحدّد فيها الأولوية وفق الأسبقية للماركة الأغلى ثمناً، ليصبح شغفهم بعالم الموضة هوساً يحول دون تمييزهم ما بين الأناقة والبذخ المبالغ فيه. وهكذا يحرص كثيرون من الشباب على الظّهور مرتدين أحدث الماركات العالميّة، حتّى لو فاقت قدرتهم الشرائية، باعتبارها عنواناً للشخصية أمام الآخرين.

تقول ديما (21 سنة) "إن ارتدائي الماركات العالمية يعطيني ثقة بنفسي بين أصدقائي. لا أستطيع ارتداء ما هو تقليدي، فالمظهر الخارجي في أيّامنا هذه مهم للغاية ويعطي الانطباع عن الشخص". أما نادرة (24 سنة) فهي مهووسة باقتناء الماركات العالمية، تقول: "أعشق الماركات، ولا أستطيع التخلّي عن هذا الهوس". واعتبرت أن اقتناءها ماركة عالمية معينة يضاعف من ثقتها بنفسها أينما وُجدت، فالموضة باتت جزءاً كبيراً من حياتها.
في حين يقول جاد (24 سنة) إنه يحب ارتداء الماركات العالمية، لكن بنسبة غير مبالغ فيها. "أعتبر أن هوس الشباب بالماركات أمر طبيعي، خصوصاً مع وجود الإعلانات التجارية في الشوارع والمجلات وكل وسائل الإعلام المؤثرة في الشباب بمرحلة أولى، اذ انها تشجّع على شراء الماركات مهما بلغ ثمنها، حتى وإن لم يستطيعوا ذلك بسبب غلائها يبقى ارتداؤها هوساً بالنسبة اليهم".

الأناقة والوضع المادي
واذ ترى رنا (22 سنة) ان أغلبية زميلاتها في الجامعة يرتدين الماركات العالمية، تقول: "زرتُ المحال التجارية التي تبيع ماركات عالمية، إلا أنني لم أشترِ شيئاً، فهي باهظة للغاية. لذا أفضّل شراء ملابس أنيقة من أسواق عادية، لأن وضعي المادي لا يسمح لي بالبذخ. لا أهتم، المظهر الخارجي لا يضاعف الثقة بالنفس بل يعطي انطباعاً بسيطاً عن الشخص فقط لا غير. وأنا أعتبر نفسي أنيقة، حتّى لو لم أرتدِ الماركات العالمية".
ويبدي سامر عدم اهتمامه بموضوع الماركات "ولا أشغل نفسي بمتابعة اخبار الموضة. بالنّسبة الى ملابسي، من الممكن أن ألبس شيئاً متواضعاً فيه نوع من الذوق ليظهر أفضل من أي شيء باهظ الثمن أو من الماركة العالمية". ويضيف ان هناك أشخاصاً يربطون احترامهم لذواتهم بمظهرهم من دون التركيز على الجوهر. "لذا أعتقد أنّهم مرضى نفسيون، اذ لا يجوز الحكم على الناس وفق الملابس والساعات والماركات أو الهاتف الذي يحملونه...".

مسألة نفسية
لا شك في أن للمجتمع تأثيره كبير في تكوين هذا الاهتمام لدى الشباب بالماركات العالمية، من دون أن ننسى قبول الشباب أنفسهم ومدى تأثرهم بهذا الواقع. لذا يلفت الاختصاصية في علم النفس غادة صفا هاجس هذا الجيل بالماركات العالمية، التي يتهافت عليها الشبان والشابات والشبان في شكل لافت، سواء في ملابسهم أو هواتفهم أو حقائبهم. "فنراهم في صراع مع مجتمعهم، وحتى بين أنفسهم، يحاولون تقليد العارضات والفنانين والفنانات، ما أدّى إلى المنافسة والمفاخرة في ما بينهم".
في رأي صفا ان الهوس بالماركات يسبّب الكثير من المشكلات الأسرية، وخصوصاً المادية، سواء من الزوجة أو الفتاة الشابة لارتدائهما الملابس ذات الماركات المعروفة والأسعار الخيالية التي لا يتحمّلها الأب أو الزوج، وبالتالي يعتبرها اهداراً للأموال. وتضيف انه "من العيب أن نسعى وراء المظهر متناسين المضمون والأخلاق، فليس من العدل أن نصرف مالنا من أجل المظهر والملبس من دون أدنى سبب ملحّ، ونغفل بقيّة الحاجات الأُخرى من مأكل ومشرب". وتوضح أن هناك مجموعة من الشباب، وحتى كبار السن، لا تستطيع شراء الماركات العالمية بسبب ارتفاع ثمنها فتلجأ الى شراء الماركات المقلّدة وتتباهى بها لتشعر أنها من طبقات المجتمع الراقي".
كما ان هناك فئة من المجتمع تربّي أبناءها منذ الصغر على التعلّق بالماركات، وفق صفا. "بالنسبة اليهم هذا أمر طبيعي وليس غريباً ولا عيب فيه، إلا أننا نشهد ظاهرة الشباب الذين يعتمدون على أهلهم لشراء تلك الماركات، وعند استقلالهم عنهم يكتشفون مدى غلاء تلك الماركات ويضطرون للتخلّي عن التعلّق بها، والاكتفاء بما هو مقلّد، مما يولّد لديهم مشكلات نفسية". وتختم انه من الممكن أن يلجأ الشاب لفعل أي شيئ للمحافظة على مظهره أمام الناس وأصدقائه بامتلاك الماركات العالمية، رابطاً بين هذا المظهر والاحترام والمكانة الاجتماعية الراقية.
النهارهلا بوذياب

  • شارك الخبر