زار رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" محمد نصرالله موفدا من رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، عائلة الجندي الشهيد محمد معروف حمية، معزيا باستشهاد ولدها.

خلال تقديم التعزية، تحدث نصر الله باسم الرئيس بري فقال: "شرفني وكلفني الرئيس بري بأن أحمل أسمى آيات العزاء لأهلنا آل حمية، فكلنا اليوم بالمصاب الأليم نفسه، خصوصا أنه جاء في لحظة صعبة يمر بها الوطن، فهناك استهداف له، ويريدون منا أن ننزلق الى الفتن الداخلية والثأر".

أضاف: "من هنا، أعبر عن إعجاب الرئيس بري الذي حملني هذه الكلمة لأقول أمامكم، لقد كان معجبا شديدا بالتعبير الصادق والمسؤول والدقيق عن تحمل المصيبة والآلام والتضحيات الكبرى. فكيف لا نكون جميعا، وهو في المقدمة، ممن انتسبوا إلى خط الشهادة، خط الإمام السيد موسى الصدر، الذي اعتاد التضحية في سبيل الوطن والإنسان. واليوم، يستنجدنا جميعا لنكون بمستوى التضحيات والتحديات، وما يجب أن نكون عليه بالفعل لا بالكلمة فقط لمحاولة جرنا للفتن الطائفية والمذهبية".

وتابع: "ما يجري الآن ليس أمرا مذهبيا ولا طائفيا، فكلنا يعلم أن التكفيريين الذين انتشروا في المنطقة بسوريا والعراق، ويريدون أن يطلوا برأسهم كالأفعى السامة إلى لبنان، قتلوا من أهل السنة، كما قتلوا من أهل الشيعة فالشهيد الأول للجيش اللبناني من السنة لا من الشيعة. وهناك ايضا شهداء من الشيعة. إذا، الإنسان ولبنان هما المستهدفان".

وأردف: "نقدم العزاء إلى آل حمية، ونحن سويا يجب أن نمضي بالمستوى نفسه من المسؤولية، التي سمعناها من والد الشهيد، لما يحاك للوطن في الدوائر المظلمة في لبنان وخارجه. آن الأوان لنا كلبنانيين من كل الطوائف ومكونات المجتمع اللبناني أن نتقي الله ونقوم بكل ما نستطيع لوضع الحياة السياسية الوطنية على سكة الخروج من أزماتنا، بدءا من إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية، وأولها أن تكون هناك رئاسة جمهورية. ويجب أن نكبر جميعا على رغباتنا وأهوائنا الخاصة، ونذهب الى التضحية لإخراج لبنان من أزماته بانتخاب رئيس وبوضع سكة الإنتخابات النيابية أيضا على الطريق الصحيح، فتكون المؤسسات متكاملة تعمل على تأمين الدعم والتغطية للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية من أجل السعي للوصول الى وطن معافى قادر على تجاوز المحن والتحديات التي تفرض علينا هذه الأيام".