hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

يحصل فقط في لبنان...

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على بقعة غير مرئية على خارطة دول القرار يحدث كل هذا:
- وزيرة تتبرّع بأن تصبح لقمة سائغة بيد الارهابيين، وتقترح من أجل تحرير المخطوفين العسكريين أن تذهب هي وتقدّم حياتها فداءَ لهم. إنها الوزيرة اليس في بلد العجائب. لكن... لا "داعش" تحمّست ولا شبطيني اصرّت على رأيها.
- نائب يتخطّى كل حدود المنطق والاخلاق والمسؤولية الوطنية، ووكالة الشعب الممنوحة له. خالد الضاهر نائب "داعشي" يستجدي المملكة العربية السعودية كي لا تموّل الجيش اللبناني الذي يخوض حاليا معركة مصيرية ووجودية بوجه الجماعات المتطرفة التكفيرية. يرى ان جيش بلاده يحارب أهل السنة، ويتوعّد بأنه سيحصل في لبنان ما حصل في العراق وسوريا. الدولة تتفرّج. تراهن على أن يصمت يوما ما. لكنه لا يصمت، ولن... ما على دولة "الشحار والتعتير" سوى الصلاة كي لا يصل به الأمر الى حدّ تفجير نفسه طالما أنه يبشرّ بعرقنة وسورنة لبنان. بعض زملاء الضاهر ذهبوا أبعد منه. جَميل الارهابيين تاج على رأس النائب معين المرعبي.
- بلد، هو ملك الانهار، لا كهرباء ولا ماء فيه. فساد ينخر في عظم المؤسسات. محاسبة معدومة. مساءلة مفقودة. استحقاقات دستورية مصيرها في علم الغيب. حيتان مال تتفرّج على إفقار الفقراء. سلسلة لفّت على أعناق اللبنانيين بدلا من أن تمنحهم أوكسجين الاستمرار. مذهبية وطائفية تتغلغل في العروق. ومع ذلك حين يحين آوان فتح الصناديق، يتوجّه القطيع الى مراكز الاقتراع وينتخب المسؤول المباشر عن نكبة حياته!
- نائب يساجل مرجعيته الروحية علنا ويتّهمها بـ "تضييع الناس". الراعي "الصالح" جاء من يوقفه عند حدّه. انطوان زهرا لا يتوانى عن حشر بطريرك الموارنة في الزاوية، فيتّهمه تلميحا بالالتحاق بالمشروع "الايراني - الحزبلاوي" في المنطقة!
- نقطة لبنانية صغيرة على امتداد خريطة الشرق الأوسط تقترب تدريجا للجلوس في فم التنين، ومع ذلك ثمّة من لا تزال تختلط عليه الأمور. من يرى ان "داعش"، الارهابي، و"حزب الله" الذي يحارب هذا الوحش الارهابي هما واحد.
- بلد تقطع فيه رؤوس جنوده ولا تعلن الحكومة الاستنفار العام. تهجس فقط بضرورة حماية مسار المفاوضات وإبقائها في خانة السرّية. وحين تقرّر أن تطمّئن أهالي العسكريين، تزرع القلق والرعب أكثر في نفوسهم.
- بلد يتمنّى بعض القيمين عليه، ويصلّون ليل نهار، كي لا يكون لبنان مشاركا أو طرفا في التحالف الدولي ضد إرهاب "داعش" وأخواتها!
- بلد يتجرّأ فيه أحد المتّهمين الأساسيين في عمليات إرهابية بالظهور بكل وقاحة على شاشة التلفزة ليعلن تمنّيه بذبح الجنود الشيعة (أسرى الجيش لدى "داعش" و"النصرة") لأنهم قاتلونا في القصير"... والدولة تتفرّج، لا بل تصمّ آذانها!
- بلد يقدّم فيه المرشّحون ترشيحاتهم للانتخابات النيابية، ثم ينصرفون الى التحضير لاحتفالات التمديد. يحصل في لبنان فقط هذا النوع من التخبيص المتّقن. ترشيحات من أجل لا انتخابات.
- بلد صار الحدث فيه أن تزور عائلة سنّية عائلة شيعية! عائلتان مذبوحتان تواسيان بعضهما. المذهب طغى على فعل الجريمة نفسها. لو كانتا أصلا من طائفة واحدة، لما اتخذ القرار بالقيام بزيارة تنفيس الاحتقانات.
- بلد بنظام برلماني تختصر كل المؤسسات فيه بحكومة تناقضات. لا رئيس جمهورية ولا مجلس نواب يشرّع. حتى الحكومة نفسها مصابة بانفصام الشخصية. ناس ضد "داعش" وناس تتعاطف مع "داعش" وتبرّر سلوكياتها الارهابية.
اللائحة تطول، لكن ليست القصة هنا. هذا واقع مرشّح أن يصبح "دستور" الدولة اللبنانية طالما أن التوافقات الدولية الاقليمية لم ترسم معالم التغييرات الجديدة في المنطقة. وتقولون رئاسة جمهورية وانتخابات نيابية...؟
 

  • شارك الخبر