أكد رئيس لجنة الاساتذة المتعاقدين حمزة منصور، أن "محاولة بعض الجهات والأحزاب طرح المباراة المفتوحة ليس هدفه الحرص على جودة التعليم ونقاوته كما يصرحون بذلك أمام الرأي العام، بل هناك أسباب أعمق من هذه الشعارات التلطيفية التجميلية".

اضاف في بيان: "هذه الأسباب لا تتعدى كونها محاولة لمذهبة ولأطيفة التعليم الثانوي كما يمذهبون ويعنصرون كافة الوظائف الرسمية الأخرى بدء من تفريغ الأساتذة في الجامعة اللبنانية، مرورا بكافة التعيينات في وظائف الدولة التي لا تتعدى كونها دولة طائفية كونفدرالية صارت جميع وظائفها وللأسف تخضع لهذه الإعتبارات".

وتساءل أين هؤلاء الدعاة الى المباراة المفتوحة من كل الأحداث والمستجدات والإستحقاقات التي عصفت بالتعليم الرسمي في لبنان؟ لماذا لم نسمع أصواتهم وتنهداتهم وحرصهم على هذا التعليم يوم صار الطالب رهينة لمطالب المعلمين؟ بغض النظر عن أحقية المطالب، وبالتالي أضحت أيام العطل أكثر من أيام التعليم وطارت مئات الساعات من أجندة هذا الطالب وغيب معها الكثير من المعارف وأما الباقي فذهب سلقا؟ أين غيرتهم عندما سكتوا عن إعطاء الطلاب الإفادات ليتساوى معها الشاطر والمبدع بالكسلان والبليد؟ أين هم هؤلاء من كل موبقات التعليم وتقليديته وموروثاته؟ أين هم من عبثية هذا التعليم التي تتمحور في التلقين وإعادة نسخ التلقين في مراوحة تعليمية يتوارثها اللبناني أبا عن جد؟ كل هذه الحقائق لم تعد خافية على أحد لأن الجميع كان يراقب ولا يزال كل ما يحدث بالبلد وخصوصا في مجال التعليم".

كما تساءل أين أنتم أيها الاصلاحيون من الفقر والجوع والعوز والحاجة التي باتت كلها مزايا حضارية خاصة بالإنسان اللبناني المغلوب على أمره؟ أيها الإصلاحيون: هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ هل أدلكم على مآسي هذا المواطن اللبناني الذي يلعن كل يوم حكامه ومسؤوليه الذين لم ينجبوا له إلا الخراب والويل وفظائع الامور؟ هل أدلكم على قضايا تتلهون بها وتتركوننا نحن المتعاقدين بحالنا وأوجاعنا وألآمنا؟ أدلكم على الكهرباء والماء والفساد والمحسوبيات والتعصب وانعدام الأمن وفلتان الأسعار وإرتفاع أسعار الكتب والأقساط والتعليم؟ هل أدلكم على مئات الوظائف الحكومية التي لا يعرف أصحابها ماذا يعملون ويقبضون رواتبهم من دمنا المسفوك كل يوم؟ هل أدلكم على عشرات المعلمين والمدرسين الذين لا يعرفون مدارسهم؟ لم يعد لكم إلا المباراة المفتوحة لأنكم أنجزتم كل الملفات التي ذكرناها وبات اللبناني فرنسيا أو أوروبيا؟ ننصحكم إذا كنتم إصلاحيين أن تذهبوا الى مواقع الفساد والهدر والإرهاب والمحسوبيات والسرقة والإحتكار.. واتركوا المتعاقدين بهمهم ... لأننا نريد لكم العمل بقضايا مشرفة وليس بقضايا ستكون وبالا وعارا على كل من لعب بها وساهم بقتل متعاقد".