hit counter script

مقالات مختارة - اوكتافيا نصر

أميركا عادت متأخرة وبأبهة، وهذا مدعاة للقلق

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

هناك دائماً توقيت مناسب للتدخّل الأميركي (الديبلوماسي على وجه الخصوص، والعسكري في حال الضرورة) في الشرق الأوسط. وهناك أيضاً توقيت أفضل للتدخّل، تماماً كما هناك توقيت أسوأ. التاريخ يعلّمنا أن الولايات المتحدة تفوّت دائماً التوقيت الجيد والتوقيت الأفضل، وتختار التوقيت الأسوأ مع ما يترتب عليه من تداعيات مريعة في العادة.
الأقوال لا تتناسب مع الأفعال في معظم الحالات، وهذه واحدة من أسوأ العلامات في السياسة الخارجية الأميركية. الخطاب هو عادةً عبارة عن مصطلحات ديبلوماسية، كلمات يجري اختيارها بعناية كي تلاقي صدى جيداً لدى الجمهور الذي يتألف في شكل أساسي من الأميركيين. الوضوح مفقود في العادة؛ حتى التأكيدات والتطمينات يتبعها مزيدٌ من التشوّش لدى جماهير الشرق الأوسط. ومن المنظار عينه، التهديدات والتحذيرات فارغة من المعنى، أو سابقة لأوانها، أو متأخرة جداً بحيث تفقد فاعليتها.
في هذه الأجواء، كيف يمكن قراءة هجوم الرئيس أوباما الأخير على "داعش"؟ أعرب بعض البلدان عن موافقته في حين أبدت بلدان أخرى تحفّظات عنه. ولكن ليس واضحاً كيف يُترجَم الموقفان فعلاً على الأرض.
عدم استخدام القوات البرية في معركة ضد "داعش" وأمثالها يمنح شعوراً بالراحة ويتسبّب في الوقت نفسه بالدمار والقتل والتشويه والنزوح، لكنه لا يفي بالغرض المطلوب، أي القضاء على الإرهاب.
يبقى الهجوم على تنظيم "الدولة الإسلامية" - ولو جاء متأخراً وضعيفاً وغير مدروس - أفضل من لا شيء. إنها "مقامرة"، على حد قول أوباما، مخاطرة تستحق القيام بها بما أن البديل أسوأ. لكنها لا تعالج المشكلات الخطيرة الأخرى في المنطقة، وتتسبّب بمزيد من التفكّك في المجتمع لأنها تجعل القوميين العرب ومن يقفون خلف الأجندة الإيرانية في حيرة من أمرهم حيال ما إذا كان عليهم أن يسيروا على خطى أبطالهم لمكافحة الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة أو البحث عن أبطال جدد.
نتمنّى التوفيق للجميع في مختلف الأحوال. فنحن أحوج ما نكون إلى الحظ في هذا المأزق!
 

  • شارك الخبر