hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

إلهام غبّ الطلب

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بضعة أيام ستفصل بين ما قاله ميشال حايك وما ستقوله ليلى عبد اللطيف في نهاية الشهر الحالي. الأول زاد طين الرئاسة بلّة. فبدلا من أن يكحّلها عماها. كنا برئيس صرنا برئيسين. تنبّأ حايك بانتخاب رئيس لن يكمّل ولايته فينتخب آخر! من الأول ومن الثاني؟ لا أحد يعرف إلا ميشال.
ليلى قد يكون عندها سلّة إلهامات أخرى، وستتحدّث عنها بثقة لا تقبل التشكيك... كعادتها. ستحمل ورقتها وتقرأ، وما علينا سوى ان ننتظرها على الكوع. إذا أصابت أو لم تصب. أصلا سبق أن زكّت إسمين للرئاسة: مدني وعسكري، ربما هذه المرة ستحسم وتريّحنا.
ليس من المنطقي ان نسمع التوقّع نفسه على لسانها. ربما ستبقّ البحصة وتفرج عن الاسم. سبق لها أيضا ان تنبّأت بأن الفراغ سيحتل بعبدا لمدّة شهرين أو ثلاثة. مرّ على الفراغ فعلا أكثر من ثلاثة أشهر. سنرى إذا ليلى ستغيّر إلهامها فتمدّد للفراع أشهرا أخرى. بمطلق الأحوال، صرنا أسرى المنجّمين، بما أن الغموض هو سيّد الموقف، والتخبيص سمة المرحلة.
وصلت الأمور فعلا الى مرحلة بالغة التعقيد. في اليوم نفسه يمكن أن تسمع تحليلات من "فجّ وغميق" لا يربط بينها أي شئ، لا بل تتناقض الى حدّ كبير. هذا البلد التعيس بات ينتظر كلمة أو ايحاء من منجّم ليبني على الشئ مقتضاه.
كانت مفارقة فعلا، وربما ليست الاولى، أن تعمد مرجعية رئاسية كرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الى الردّ على صاحب الإلهام المثير للجدل ميشال حايك الذي زرع الرعب، من خلال تنبؤاته الاخيرة، على الطريق المؤدية من والى منزل سليمان في اليرزة.
"فخامته" طمأن زواره "أن لا يخافوا من التوقعات المتعلقة بعدم أمان المتنقلين ذهاباً وإياباً إلى منزلي، الموجود في محيط قيادة الجيش.أما إذا كان القصد التهويل عليّ شخصياً فلم أخف يوماً من الإرهاب ولن أفعل الآن.اخاف الله... فقط."
المفارقة الأكبر أن تروّج محطة تلفزيونية عريقة لتوقعات المنجّمة ليلى عبد اللطيف وكأنها مالكة أسرار هذا الكون ومفاتيحه. كأنها تملك الجواب على كل الاسئلة المستعصية! انتظروها، هي وحدها ستحمل الفرج... وأخبار النكبات أيضا!
بمطلق الأحوال، الرئاسة هي كبرى المعضلات. اسم الرئيس المقبل صار يستنزف وقتا طويلا من يوميات اللبنانيين. الأمور تداخلت الى درجة التعقيد. انتخابات رئاسية أولا أو انتخابات نيابية؟. دخلنا في زمن "داعش" أم أنه مجرد كابوس؟. رجع أم لم يرجع سعد الحريري؟. تمديد أم فراغ نيابي؟ ستنفجر أمنيا أم ان مظلة الاستقرار لا تزال قائمة؟...
وحين يحلّ الإحباط على الوجوه والنفوس، ثمة من يرى في ميشال وليلى وغيرهم الخلاص. تسوء الأمور حين تتناقض التوقعات، فمن نصدّق؟
إذا أجرينا جولة سريعة على توقعات المنجّمين لعام 2014 سيتبيّن حجم الفوارق بين المتوقّع والوقائع: في منتصف السنة، الجيش اللبناني بمجلسه العسكري سيستلم فعلياً الحكم والأمن على الأرض بعد إعطائه الصلاحيات من حكومة تصريف الأعمال أو حكومة صورية جديدة، والجيش السوري يدخل طرابلس فجأة بقرار دولي لتهدئة الأوضاع الأمنية ولمؤزارة الجيش، تراجُع الخطر عن عرسال بعد أن يُسلم رئيس البلدية مطلقي النار على الجيش اللبناني ومحرّضيهم. هذه عيّنة من توقعات سمير طنب.
لا حكومة في المدى المنظور، الرئيس ميشال سليمان سيسلّم البلاد لشخص أمين قادر حماية البلد من كل سوء، سعد الحريري لن يعود إلى لبنان في المدى المنظور، إزدهار سياحي، لبنان سيكون في الصيف محط أنظار العالم اقتصاديا. هذه باقة توقعات من ليلى عبد اللطيف.
انتخاب رئيس الجمهورية، موكب هام لـ "حزب الله" يكون هدفا لعملية إرهابية، سليمان فرنجية محور لحركة شعبية ووليد جنبلاط رجل العام وميشال عون دخل عام البدائل وسعد الحريري يحسم وأمين الجميل جسر عبور. هذه خلطة تنبؤات من ميشال حايك.
النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ومن بعده النائب سامي الجميّل، ارهاب كبير يطال البيت الأبيض يتفوّق على 11 أيلول، خطر على "اليونيفيل" يؤدي الى انسحاب من لبنان. أنه مايك فغالي.
التمسّك بقشة الأوهام حين تضيع الحقيقة الكاملة يبقى مقبولا في مفهوم الشعب الكادح، الذي يتلقى فقط ولا يشارك في صناعة القرار والتحوّلات. لكن الطامة الكبرى حين تسمع السياسيين يتحدّثون عن إلهام الاخرين ويتصرّفون على أساسه!

  • شارك الخبر