hit counter script

مقالات مختارة - علي نون - المستقبل

بالإذن.. حرب المرايا

الأحد ١٥ آب ٢٠١٤ - 09:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

.. وستكشف الأيام الآتية تفاصيل أكثر عن معركة عرسال التي أُريد لها أساساً أن تُنهك الجيش وتُهجّر أهل المدينة وتُقفل الحدود وتُنهي الحالة الوحيدة الاستثنائية في المشهد الجغرافي الممانع الممتد من القصير شمالاً إلى البقاع الغربي جنوباً إلى الريف الدمشقي وما بعده شرقاً.

وكثيرون غير متفاجئين بما استجدّ في اليومين الماضيين من «نقاش» مفتوح. باعتبار أنّ التاريخ وسوابقه أكثر إقناعاً من التحليل السياسي، وذلك التاريخ لا يزال قريباً ووقائعه مسنودة بالصوت والصورة، وأوّلها كان في نهر البارد. وهناك بدا واضحاً، إلاّ لمَن أراد وارتضى أن يضع القفل على عينيه، أنّ «الودّ» الممانع للجيش وصل إلى حد وضع خطوط حُمر في وجه تصدّيه لأوّل بضاعة تكفيرية إرهابية حرزانة جاءت من عند بشّار الأسد وحطّت رحالها في الشمال العزيز..

بل إنّ بعض الداشرين في مراعي القياس والجناس والطباق والمقارنات والاستنتاجات المسنودة بالمنطق المبني على كل ما سلف.. ذلك البعض يضع إحدى أكبر الجرائم التي طالت أحد كبار ضباط الجيش بعد نهر البارد مباشرة، في سياق ذلك «الودّ» الأسدي الممانع وليس خارجه!

في الشكل والمضمون لم يختلف مشهد «فتح الإسلام» الأسدية عن «داعش» وطلاسمها.. وقصّة الذبح في أحد المواقع العسكرية الذي انقضّ عليه مسلحو ذلك التنظيم في جوار نهر البارد آنذاك، معروفة وموثقة! ومع ذلك كان الخط الأحمر في وجه الجيش محاولة ممانعة وجهادية «حصيفة» للتعبير عن مدى التقدير والتقديس اللذين يحظى بهما الجيش عند هؤلاء من جهة! وعن مدى الدأب في تظهير واقع الشمال وأهل الشمال على أنّه لا يختلف في شيء عن قندهار من جهة ثانية! مثلما أنّ عرسال لاحقاً لا تختلف عن بيشاور من جهة ثالثة؟!

.. شيء من «داعش» بدأ في نهر البارد: خبرات سلطة الأسد ومحورها، المتراكمة من سيرة «المقاومة العراقية»، والمعرفة اليقينية بمدى الربح الذي تدرّه تلك التجارة التكفيرية على خزائن الممانعة وتوظيفاتها وسياساتها، دفعت اليوم إلى متابعة وتفّعيل وتوسّيع ما اعتمد بالأمس في ذلك المخيم وعلى حوافيه.. والتوظيف قائم ومربح وعلى امتداد خريطة تمتد من سهول الأنبار وجبال سنجار العراقية إلى الرقّة والشمال السوري إلى عرسال اللبنانية!

عناوين «الغرام» الممانع بالجيش اللبناني، كثيرة بين محطتي نهر البارد وعرسال، وتمر على تفاصيل تمتد من الشهيد سامر حنا وصولاً إلى موقعة طريق صيدا القديمة التي سبقت 7 أيار بأسابيع قليلة! (كثيرون يتناسونها!). لكن قصّة عرسال لا تُقارَن! فيها أُريدَ رميُ عصافير كثيرة بحجر واحد: تهجير أهلها وإنهاء ذلك «الدفرسوار» الذي تشكّله، وإجبار الجيش على فتح قنوات «التنسيق» الميداني مع بقايا سلطة الأسد بحيث يصير نقطة تقاطع مع الغرب، وسلك تواصل تحت شعار محاربة الإرهاب!

.. ولا يهم عند «محبّي» الجيش والمنتظمين في حفلة التهريج الممانعة، أن تقع كارثة مزدوجة تطال المؤسسة العسكرية من جانب وأهل عرسال وضيوفهم من جانب آخر.. المهم أنّ التنوير الإيراني الأسدي الممانع أراد أن يسجّل انتصاراً آخر في حرب المرايا التي يخوضها مع ظلاميي الإرهاب الداعشي!

  • شارك الخبر