hit counter script

مقالات مختارة - عبد الكافي الصمد

طرابلس بعد سنة على تفجيري «التقوى والسلام»: كأنهما الـــبارحة

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 02:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

تحلّ غداً الذكرى الأولى لتفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، اللذين أدّيا إلى سقوط 51 شهيداً وأكثر من 500 جريح، عدا عن أضرار مالية كبيرة، في حدث أمني لم تشهد طرابلس عنفاً دموياً مشابهاً له منذ سنوات الحرب الأهلية.
وبالمناسبة، يجري الإعداد لإقامة مهرجان سياسي وشعبي كبير أمام مسجد السلام، بعد عصر غد، ستلقى فيه ثلاث كلمات مبدئياً. وأوعزت دار الفتوى في طرابلس إلى خطباء المساجد في المدينة بالتركيز في خطب الجمعة اليوم على الذكرى، وعلى المطالبة بكشف الحقيقة ومعاقبة الفاعلين.

وكان يفترض أن يقام مهرجانان بالمناسبة في مسجدي التقوى والسلام، سواء في توقيت واحد أو في موعدين مختلفين، لكن العملية الجراحية التي أجريت لخطيب مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي في قدمه، التي أصيب بها أثناء وساطته لإطلاق العسكريين المحتجزين في عرسال قبل أيام، جعلت الأمر يقتصر على إقامة مهرجان واحد في جامع السلام، على أن يقام أمام مسجد التقوى اعتصام رمزي.
خطيب مسجد السلام الشيخ بلال بارودي أوضح لـ«الأخبار» أن «الكلمات الثلاث التي ستلقى في المهرجان ستكون واحدة باسم مسجد التقوى وأخرى باسم مسجد السلام، أما الكلمة الثالثة فستكون باسم أهالي الشهداء». وعمّا يُروّج عن أن وزير العدل أشرف ريفي، الذي يقع منزله في مواجهة مسجد السلام، ستكون له كلمة في المهرجان، قال بارودي: «لم نبلّغ حتى الساعة أيّ شيء من هذا القبيل».
بارودي الذي سيرفع في خطبة الجمعة اليوم شعار «نحن قوم لا ننسى»، أشار إلى أن «الجريمة يبدو وكأنها وقعت البارحة وليس قبل سنة»، لافتاً إلى أن لبنان «لن يرتاح ولن يعرف الاستقرار، ما دام فيه حزب يحمل السلاح خارج إطار الشرعية». ولا يتردد بارودي في تحميل «النظام السوري وحلفائه في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله، مسؤولية الجريمتين معاً»، متوقفاً عند «الاعترافات» التي أدلى بها الموقوف بالتفجيرين يوسف دياب، التي أظهرت أن «النظام السوري وحلفاءه متهمون بالضلوع فيهما».
لن يكون هناك شكّ في أن خطابات مهرجان يوم غد وشعاراته وهتافاته ستكون موجهة نحو النظام السوري وحزب الله، وكذلك الحزب العربي الديمقراطي، غير أن ذلك لن يكون برأي بارودي «مؤشراً تحريضياً لتأجيج الفتنة، لأنه معروف من يفعل ذلك، فنحن لا نعرف كيف نقوم بهذه الأعمال أو استثمارها سياسياً، كما لا نسعى وراء القتال والفتن».
لكن بارودي الذي يرى أن «كلّ من يغطّي مجرماً أو يدافع عنه هو مجرم مثله»، يُصوّب بوصلة نقده في اتجاهين، الأول هو «سياسيّو الطائفة السنيّة الذين يبتعدون عن المواجهة مع أي طرف، ويبحثون دائماً عن تسويات سياسية»، والثاني نحو حزب الله.
في موازاة ذلك، أوضحت مصادر مقرّبة من الرافعي لـ«الأخبار» أن «التوتر المذهبي لا يزال قائماً في طرابلس منذ التفجيرين، وقد زاد منه أن أحداً لم يشتغل على تبريد الأجواء وإجراء مصالحات، بل حصل العكس»، لافتة إلى أن «الصراع السياسي في البلد الذي لا يعالج كما يجب، يؤدي دائماً إلى تفجيرات أمنية». وأشارت المصادر إلى أن «جميع التحقيقات التي أجريت بخصوص التفجيرين، سواء من قبل مخابرات الجيش أو فرع المعلومات أو الأمن العام، وصلت إلى نتيجة واحدة، وهي أن ضباط مخابرات سوريين بالتعاون مع عناصر في الحزب العربي الديمقراطي متورطون في التفجيرين».
لكن هذا الاتهام ينفيه عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي علي فضة، الذي أوضح لـ«الأخبار» أن الموقوف يوسف دياب «ليس عضواً في الحزب، وأن الاتهامات التي توجّه إلينا نترك للقضاء أمر بتّها، وأن يأخذ مجراه في القضية حتى النهاية، رغم التحريض المباشر ضدنا من الطرف الآخر».
وأكد فضة أنه «لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بالتفجيرين، واستنكرنا ما حصل ولا نزال»، لكنه أشار إلى أن «التفجيرين جريمة كبرى يجري للأسف استغلالها وتوظيفها سياسياً من قبل أطراف في الشارع السنّي يتنافسون ويتصارعون لكسب ودّه، ونكون نحن دائماً ضحايا هذا الصراع».

  • شارك الخبر