hit counter script

خاص - ملاك عقيل

"رواد" التمديد يجدّدون اشتراكهم!

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 07:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا انتخابات نيابية في تشرين الثاني المقبل. هذا أمر محتّم، لا يحتاج الى منجّمين. العقدة فقط تكمن في التفاوض على المدة: ستة أشهر، عام ونصف، أم عامان وسبعة أشهر بما يمنح المحظوظين، بعد التمديد الاول، ولاية نيابية ثانية بالتمام والكمال؟

إحباط كبير لدى الطامحين لدخول الندوة البرلمانية لأول مرة. أما نواب الأمّة فيهلّلون، حتى أولئك المفترض أنهم سيتمسّكون بإجراء الانتخابات بأظافرهم.

نهاد المشنوق واقعي جدا، وهو عمليا مهّد رسميا لسيناريو التمديد، مع تأكيده صعوبة إجراء الاستحقاق في موعده في ظلّ الأوضاع الامنية السائدة.عودة الرئيس سعد الحريري، على وقعها الصخب والمدوّي، لم تكن كافية لوضع قطار النيابة على السكّة، خصوصا أنه من رافضي فتح صناديق الاقتراع في المناطق قبل فتح صندوق الرئاسة في البرلمان.

يسهل في الواقع فصل الحالات الجدّية المستفيدة من التمديد الزاحف الى ساحة النجمة عن تلك التي أبقتها براكين العراق وسوريا وعرسال وطرابلس باقية بالصدفة في البرلمان.

كان يمكن للانتخابات لو حصلت في موعدها الصيف الفائت أن تخرِج غازي العريضي من معادلة السلطة. صحيح أن الرجل بات أكبر من مقعد

نيابي أو وزاري، مع هالة يصعب مقارنتها بأي من الملتصقين بوليد جنبلاط اليوم، إلا أن قرار "البيك" بترشيح جهاد الزهيري في مقعد بيروت الدرزي كان يعني وضع حدّ لمسيرة "الرفيق غازي"، بعد خروجه أيضا من الحكومة.

"بخار" التمديد الذي يجتاح بعض الرؤوس لا يعني شيئا لـ "ابو عمر". في مكتبته الاستثنائية الغنية بالمؤلّفات، ومذكراته التي لو وجدت طريقها الى النشر لفضحت الكبيرة والصغيرة، يجد نفسه أكثر بكثير. مع أو من دون تمديد، غازي العريضي حالة بحدّ ذاتها.

لن يكون الوضع مشابها مع آخرين، تحديدا مع الذين يكافحون كآبة الانتخابات الممكنة بحبوب التمديد المتوقّع. في كسروان شبح الاستبعاد من اللائحة الخماسية يطارد أكثر من اسم. وباستثناء ميشال عون لا احد مرتاح على وضعه. نواب بعبدا والمتن مرتاحون أيضا للوضع، وإن كان "جنرالهم" يصرخ ليلا نهارا مطالبا بإجراء الانتخابات.

فريد مكاري، وادغار معلوف، ومعين المرعبي. ثلاثي زاهد في النيابة بعد إعلان اعتكافه الصريح عن خوض الانتخابات المقبلة. الفارق ان نائب عكار سبق له أن هدّد بعدم سيره في التمديد الاول، ثم غيّر رأيه. هذه المرة لن نتوقع منه سوى أن يقلب الطاولة على الرؤوس رفضا للتمديد الثاني، أو أقلّه تقديم استقالته. مع ذلك، يبدو التمديد بالنسبة للمرعبي كورقة "يانصيب" ستسمح له بتبذير المزيد من المواقف المحرّضة على قيادة الجيش واستثارة العصب السني!

على كل، حين يقرّر ميشال عون وسعد الحريري طيّ صفحة الماضي، وحين يصبح حوار "تيار المستقبل" و"حزب الله" حاجة داخلية وأمرا غير مستحيل بمعزل عمّا يجري في سوريا، وحين يستصعب وليد جنبلاط ضبط

نفسه من التهكّم على "مانديلا معراب"، يجدر بكل النواب الذين دخلوا الى ساحة النجمة بقوة عضلات الفرز العامودي عام 2009 ان يفكّروا مرتين في مصيرهم الذي سيخبز من ضمن "عجينة المنطقة".

هكذا قد لا يجد تلاميذ الشحن المذهبي "خبزا" لهم في استحقاق لا يختلف اثنان على أنه لن يجري بأسلحة الصراع السابق لاندلاع الأزمة في سوريا. اعتاش خالد الضاهر طويلا على فتات الترويج لكون ارهاب "داعش" هو صنيعة "ارهاب حالش" (حزب الله)، وبأن الحزب هو قاتل رفيق الحريري وكل الشهداء.

في الانتخابات المقبلة، بغضّ النظر عن موعدها، قد لا تنفع أصوات كهذه سعد الحريري في رحلة العودة لترجمة رغبته بالحوار مع خصومه. سيكون التمديد، أفضل ما يمكن أن يمنح لنائب عكار من أجل استكمال مهمّته في مساندة الثورة السورية ونزع سلاح "حزب الله"!

الأرجح، سيضطر الحريري الى اعتماد ديكور جديد للوائحه يتناسب مع عناوين مرحلة المهادنة. شكل القانون، وكسر الاصطفافات عاملان حاسمان لدى اتخاذ القرار. ينسحب الأمر نفسه على كافة الأقطاب السياسيين.

لا شئ يُشعر أنطوان زهرا بالطمأنينة إذا ركب الزعماء قطار النسبية. كابوس جبران باسيل قد يحجب عنه ولاية نيابية جديدة. جورج عدوان قد يكون أول ضحايا وليد جنبلاط الراغب بالتحرّر من الاثقال القواتية. نواب "الضربة القاضية" في زحلة لن يختبروا مجددا نشوة الفوز النظيف. زحلة، كما البقاع الغربي، لها حساباتها المختلفة تماما هذه المرة. إذا عدم فتح الصناديق هو الخيار الاسلم...

أما "حزب الله" فالتمديد يشعره بالكثير من الراحة. هو الوصفة الطبيعية والمطلوبة طالما أن سوريا لا تزال تغلي على نار الارهاب...وبعد، من سيكون الانتحاري الذي سيلفّ خصره بحزام التمديد الناسف للانتخابات

  • شارك الخبر