hit counter script

خاص - ملاك عقيل

حوار المعسكرين

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سيقال الكثير في الاسابيع المقبلة عن حوار روّج له "على السكت" وفي العلن، بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، لكن أمر السير به جدّيا لم يصدر بعد.
كانت المفارقة لافتة حين بدأ الحديث همسا عن النية في فتح الأبواب مجددا بين الضاحية وبيت الوسط. فإذا بالأبواب والنوافد تشرّع لحوار هو قائم أصلا بين "المستقبل" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنه أخذ بعدا "تقنيا" لناحية تناوله ملفات الساعة كالاستحقاق الرئاسي والنيابي، ورواتب القطاع العام، وسلسة الرتب والرواتب.
قيل أيضا أن الحوار الذي سلك طريقه بين عين التينة وبيت الوسط سيؤسّس لخارطة طريق كسر الحواجز بين "حزب الله" و"المستقبل". كل ما يمكن ان يصنّف في خانة المؤكد اليوم هو ان فكرة الحوار المنظّم بين الخصمين لم يتم وضعها على نار حامية.
وفق معلومات لموقع ليبانون فايلز "فإن المبادر الاول في فتح ملف التقارب بين الحزب و"المستقبل" كان الرئيس سعد الحريري، أما في الداخل فتجنّد أكثر من طرف للعب هذا الدور، على رأس القائمة الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط".
انحصر همّ "حزب الله"، الساعي لردم الحفر في هذه اللحظة السياسية الخطرة مع كافة خصومه من دون استثناء، بعدم استفزاز العماد ميشال عون. ففي الوقت الذي رقص فيه "المستقبليون" فرحا، لما ظنّوا أنه نكسة أعادت عقارب الساعة الى الوراء بين "الجنرال" و"الشيخ"، لا يريد الحزب أن يفسّر أي إقدام على الحوار العلني مع الحريريين بأنه بديل عن "الضائع العوني".
بالتأكيد شكّل خطاب سعد الحريري الرمضاني أول مؤشر رسمي لامكانية سير "تيار المستقبل" في خيار التقارب مع الضاحية.
رغم اللهجة الحادة التي خاطب بها الحريري خصمه ومهاجمته "حزب الله" ضمن إطار حكومة ربط النزاع، والمطالبة المباشرة بانسحابه من سورية منعا للمواجهة المذهبية ولأجل مكافحة الارهاب عبر إزالة مسبّباته، تمسك الحريري في المقابل بالحوار مع الحزب معلنا عن استعداده لأن يكون معه في أي حكومة جديدة، بمعزل عن استمرار قتاله في سورية أو انسحابه منها.
جاءت هذه الرسالة الايجابية في الوقت نفسه الذي رفع فيه البطاقة الحمراء بوجه مطلب العماد عون بتعديل دستوري يتيح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، ورغبته بإجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية.
لم تكن هذه الرسالة المشفّرة الاولى من نوعها التي تصدر عن "الشيخ". سبق له في إحدى طلّات شهر رمضان من العام 2013 إن أبدى استعداده وموافقته على الجلوس الى طاولة الحوار مع السيد حسن نصرالله، لكنه اشترط يومها حصول الحوار بعد تشكيل حكومة طلب من الحزب أن يضحّي مثله بالتزام قرار عدم المشاركة فيها.
وفق المعلومات، يتحرّك اليوم أكثر من طرف بين "المستقبل" و"حزب الله"، لكن النقاش الاساسي لم يبدأ بعد مع ممثليّ الطرفين المنتدبيّن من جهة السيد نصرالله والرئيس الحريري. الحوار بإطاره الضروري والملّح بدأ أصلا منذ ما قبل ولادة حكومة الرئيس تمام سلام، واستكمل تنسيقا وتعاونا حكوميا في الملفات السياسية والامنية. باستثناء سوريا لا شئ يعكّر صفو التهدئة المتبادلة بين المعسكرين الأزرق والاصفر. المتفائلون يذهبون الى أبعد من ذلك، "أنظروا الى حكومة تمام سلام تنتعش بعد دخولها في كوما التعطيل... وكلّما تجاوزت لغما لن يكون ذلك سوى زيادة نقطة في رصيد الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله".

 

  • شارك الخبر