hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

"إهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم"

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٤ - 10:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برعاية وحضور سيادة المطران جوزف معوض النائب البطريركي على نيابة إهدن - زغرتا أقيمت ندوة حول كتاب الخوري يوحنا مخلوف الإهدني الجديد "إهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم" في كنيسة مار ماما – إهدن. وقد حضر الندوة سيادة المطران جوزف معوض ممثلاً البطريرك مار بشارة الراعي، الوزيرة السابقة السيدة نايلة معوض، الدكتور ألبير جوخدار ممثلاً رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، السيدة أمال أسعد كرم وابنها يوسف، كهنة وراهبات، مدراء مدارس وممثلين عن القيادات السياسية وجمعيات ثقافية وتربوية ومهتمين.
بداية النشيد الوطني اللبناني، فكلمة الإعلامية ماريا يمين التي عرفت بالمنتدين فأكدت فيها على أنه: "مع بدءِ ما سُمّيَ بالربيع العربي، أطلَّ علينا فكرًا تكفيريًا متطرّفًا، حينَها حذّرنا منه، وموقفُنا آنذاك لم يكنْ ضدّ طائفةٍ معيّنة أو مذهبٍ معيّن، بل كنّا متأكدّين أنّ هذا الفكرَ هو خطرٌ على بيئتِه بقدر ما هو خطرٌ على التنّوعِ في الشرق. إن التطرّفُ واحدٌ والعنصريةُ واحدة، وما تقوم به إسرائيل في غزة من قتلٍ للأطفال والنساء والمدنيين وتدميرٍ ممنهجٍ للمنازل ومحاولةِ اقتلاع الناس من ـرضِهم وهويتِهم يَصبُّ في مشروعٍ واحد".
وتابعت يمّين: "أما في لبنان، وجودنا مرتبط بدورنا. دورُنا كشريك فعلي وأساسي في إدارة البلد. الذي يُؤمنُ باستعادة المسيحيين لدورهم لا يكفي أن يتغنّى بالمناصفة في كلِّ خطاب بل عليه أن يساهمَ في تحقيقِ أمرين:
أولاً: القبول بوصول رئيسٍ قويٍ يُمثّل الوجدانَ المسيحي وقادرٍ على بناءِ شراكةٍ وطنية حقيقية.
وثانيًا: إقرارُ قانون انتخابي عادل يؤمنُ التمثيلَ الصحيح لجميعِ الطوائف، يتمكّنُ المسيحيون من خلاله اختيار ممثّليهم اسوة بباقي الطوائف.
وهذان المطلبان يشكلان المدخل الأساسيّ للمناصفة الحقيقية والشراكة الفعلية، فينهضُ لبنان من أزمتِه، يقوى ويستعيدُ عافيتَه."
وختمت يمين: "يَبقى قدرُنا وخيارُنا أن نَحميَ نسيجَ هذه الأرض التي أتتْ منها الأديانُ كافّة".
الخوري يوحنا مخلوف
فكلمة الخوري يوحنا مخلوف أكد فيها على: "أن هذا الكتاب هو "رسالة تلمستها بزيارتي إلى أستراليا التي كان فيها التوقيع الأول للكتاب في أيار الماضي. إن هذا الكتاب خلق لدى أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا، خصوصًا الجيل الناشىء الفضول للمجيء إلى لبنان وزيارة إهدن. وشكر لأبناء الجالية اللبنانية هناك".
أضاف: "إن لكتاب "إهدن فردوس الكنائس والأديار، حجارة تتكلم" دوره الهام في "السياحة الدينية" وهي مصطلح جديد في مفهومنا السياحي الديني. وأنا أتشرف بإطلاقها من خلال هذا الكتاب الذي سيجعل وجهة السائح الديني إضافة إلى دورة قاديشا وقنوبين أن تكون إهدن وجهته السياحية أيضًا. وكل ما أقوم به هو إعادة تفعيل السياحة الدينية في إهدن وهي كانت قائمة لكننا تناسيناها."
وأضاف: "كما يقوم هذا الكتاب بتحديد أهمية الكنائس الإهدنية وتاريخ بنائها وأنواعها ودورها التاريخي والأحجار التي استعملت فيها ومعانيها.
إن اهمية الكتاب تكمن في إظهاره:
- البعد التاريخي لإهدن والتي تعود لآلاف السنين وتحولها من وثنية إلى مهد للموارنة.
- البعد الأثري حيث يعود عمر الكنائس فيها إلى مئات السنين ويظهر ذلك في الحجارة الأثرية الموجودة في كنائسها وموثق في حجارتها.
- البعد الروحي الذي يظهر في العتبات المقوسة نظرًا لما مشوا عليها المؤمنين حفاة أو على الركب.
- البعد الثقافي حيث وجد إلى جانب كل كنيسة مدرسة. وهذا الفكر كان ملازمًا في تفكير جدودنا وهذا ما ساهم في اكتشاف مواهب البطريرك الدويهي حين كان صغيرًا وهو الآن منارة على طريق القداسة.
كما إن هناك البعد الليتورجي أو الطقسي وهي ظاهرة في مظاهر كالجرن الذي يدل على صلابة الإيمان وسواها من الرموز كالمذابح والصلبان وأشكالها وأبعادها. لقد لعب هذا الكتاب دورًا هامًا في الثقافة الليتورجية".
وتابع: "إن أهمية هذا الكتاب أنه يؤكد على أن الحجارة الموجودة في كنائسنا هي حجارة هياكل وثنية استعملت لاحقًا في بناء كنائسنا وانطلقت المارونية من هنا من إهدن".
وختم الخوري مخلوف كلامه قائلاً: "على أمل أن يكون هذا الكتاب وسيلة تساعدنا على أن نعي أهمية تراثنا التاريخي والثقافي والديني فهو رسالة تهدف إلى معرفة قيمة الصدق الروحي الذي شع من هذه الكنائس".
بول فرشخ
بعدها كانت كلمة الفنان بول فرشخ الذي قال: "لقد أبصر هذا الكتاب النور في زمن آفاقه مظلمة، وسط محنة لم يسبق لهذه الأرض، وبرغم اعتيادها المحن أن شعرت بخطورة مماثلة. ولا يجهل أحد القلق الذي نعيشه جميعًا هاجسًا يوميًا".
أضاف: "أكثر ما أخشاه هو أن يأتي يوم يرفع فيه أحفادنا هكذا كتاب دليلاً وشاهدًا على ما كان يومًا لنا. فالكتاب مفعم بكلام ثمين، كلام بطرك البطاركة، كلام أب الموارنة وفخر أمتنا، البطريرك مار إسطفانوس الدويهي الكبير".
وختم فرشخ شاكرًا الوزير سليمان فرنجية: "الذي كان قد قدم لي في لقاء خاص وبكرمه المعهود، إحدى كاميراته الممتازة، وقد مكنني اقتناؤها من تحقيق صور لولاها لكانت بغاية الصعوبة. لقد حاولت عبر كل هذه المشاهد في الكتاب أن أوصل إليكم ولو قليلاً مما امتلأت به عيناي."
المطران جوزف معوض
أما المطران جوزف معوض فاستهلّ كلامه قائلاً: "يقدم لنا الخوري يوحنا المخلوف الإهدني كتابه الجديد بعنوان "إهدن فردوس الكنائس والأديار، حجارة تتكلم"، حيث يعرض فيه لكنائس إهدن – زغرتا ومزاراتها وأديرتها ومناسكها، في تاريخ بنائها، وميزاتها الفنية وأهم الأحداث التي حصلت فيها، ويتميز هذا الكتاب بإخراجه المتقن وبصوره الأخاذة لإهدن والكنائس. فكأنك ما تراه من جمال الشكل يتألف مع سلاسة المضمون الموجه في آن واحد لقراءة الللغة الغربية واللغة الإنكليزية."
أضاف: "وفي هذا السياق يشرفني أن أنقل تهاني صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، مع تهاني الشخصية إلى حضرة الخوري مخلوف، وإلى جميع الذين تعاون معهم لإنجاز هذا النتاج القيم لا سيما الأستاذ بول فرشخ في التصوير والإخراج والسيدة مابيل جوزيف نخله الرهبان التي قامت بالترجمة إلى الإنكليزية وإلى مطبعة آل القارح".
وأضاف: "من يطالع كتاب الخوري مخلوف يقوم بسياحة دينية وفكرية وروحية فيجول بفكره ومخيلته، عبر النص والصورة على كنائس إهدن - زغرتا وأديرتها، ما يحفزه على القيام بسياحة ميدانية، يصلح فيها أن يكون هذا الكتاب دليلاً لها.
إن هذه الكنائس والأديار تشكل تراثًا شاهدًاعلى تأهل هذه المنطقة بالإيمان المسيحي. ولا شك أن تعود الكنائس هو غنى لإهدن ولكنه يجب أن يظل مرتبطًا بالحاجة الراعوية وبدور الكنيسة في توحيد المؤمنين."
وختم المطران معوض: "لا شك أن كنائس إهدن - زغرتا تشكل محطات نعبر منها إلى سلسلة الأحداث التي توالت على تاريخنا. علينا أن نعيش إيماننا بأمانة ونضج وثبات وأن نلبي الدعوة إلى التجديد التي دعانا إليها السينودس من أجل لبنان وسينودس الشرق والمجمع المسكوني."
وختامًا شكر المطران معوض الخوري يوحنا مخلوف على: "هذا الكنز المغروف من إهدن مع الدعاء بالاستمرار في مسيرة العطاء، ومع المباركة بخدمتك الراعوية على عتبة اليوبيل الفضي لرسامتك الكهنوتية".
وقد اختتمت الندوة بتوقيع الخوري مخلوف على كتابه الجديد.
كلمة شكر
يتوجه الخوري يوحنا مخلوف بالشكر من جميع الذين لبّوا دعوته إلى حفل توقيع كتابه الجديد "إهدن فردوس الكنائس والأديار، حجارة تتكلم".
 

  • شارك الخبر