hit counter script

أخبار محليّة

احمد قبلان: لن نقبل إلا بلبنان الإمام الصدر ولبنان المقاوم

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 09:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان حفل افتتاح مقام الشيخ إبراهيم ابن الشيخ نور الدين علي ابن أبي القاسم تاج الدين عبد العال، الذي أقامه مكتب العقيدة والثقافة في حركة "أمل" في باحة المقام - ميس الجبل، في حضور النائب الدكتور قاسم هاشم، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، نائب رئيس الإتحاد العمالي العام حسن فقيه، عضو المكتب السياسي حسن قبلان، أعضاء من إقليم جبل عامل في حركة "أمل"، قيادات من "حزب الله"، رئيس قسم الديوان القاضي أحمد حمدان، عدد من رجال الدين، ممثلي أجهزة أمنية عسكرية، فاعليات بلدية، اختيارية وحشد من الأهالي.

بعد آيات بينات من القران الكريم، ألقى راعي الاحتفال الشيخ قبلان كلمة تحدث في مستهلها عن تاريخ جبل عامل الجهادي والفقهي ومناقب المحقق المحتفى بتشييد مقام له.

واعتبر "أن المحقق الميسي هو من الأقطاب القلة الذين تحولوا مقصدا للعلماء من كل حدب وصوب، للدلالة على قدرته المميزة ومدرسته الفقهية التي زاوجت بين المكنون العقلي والنقلي، وفككت الكثير من الألغاز، ودلت على مطلوب الشرع بالصميم، وأسست لهيكل علمي خرج عمالقة من أهل العلم".

ورأى "أن الفقاهة الميسية هي ناتج خصوبة دؤوبة تميز بها علماء جبل عامل، فتفردت حتى تمكنت من بسط سلطتها العلمية في دمشق والقدس وتجذر منبرها في العراق، وذاعت في الحلة وغيرها، رغم العصبية والظلم الذي تميزت به عقلية السلطان العثماني، وبقي العقل الفقهي لجبل عامل عنوانا لاستقطاب الفهم الأوسع لمدرسة الإسلام، وتحول بعض خريجي المدرسة الميسية أقطابا في دمشق والنواحي بخاصة، على خلفية أنهم الأعمق والأمكن في عالم الدليل وإثبات المقصود لدى الفريقين".

وعن المدارس الفقهية في جبل عامل أشار الى أنها "تميزت بتأطير الذوق العرفي وفق مبنى الامضاءات في عالم العقول العرفية، بما هي عقول ممضية، وبهذه الخصوصية مكنت العقل الفقهي من خوض تجربة عالم المعاملات بنوع دل على أرفع المدارس القانونية في عالم الإنسان، كما أن هذه المدرسة أسهمت إسهاما لافتا في تحديد مفاهيم السلطة، بما يتفق مع الكليات القرآنية، فقوله تعالى (أن تحكموا بالعدل) يعني جعلا شرعيا لشراكة بين الحاكم والرعية، كأساس لتقنين السلطة، وقوله تعالى (خلق لكم ما في الأرض جميعا ) يعني الشراكة بالمال والثروة والطاقة، لا بنحو شراكة الجزء، بل شراكة الحصة على العنوان، وعن قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) يلزم منه حفظ دم الإنسان وماله وعرضه، وأن نمكنه من دوره، وأن نشركه بالموارد وأن يستفيد من ثمار السلطة، وقوله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) يعني أن نقر للآخر بما هو آخر بعيدا عن صنفه وعنوانه، ولهذه المدرسة إبداعات كثيرة مشهورة بين كل المدارس، ولأن هذه المدرسة عاشت عالمها، بصيغة انتمائها لأهل البيت لفهم قيمة الإنسان، فطالبوا بالشراكة السياسية، لا على نحو العقل الطائفي، بل بما تعنيه شراكة الإنسان النظير وقدموا في سبيل ذلك أعز المهج وأكرمها على الله سبحانه وتعالى، وأثبتوا للعالم أن فهمهم للإنسان يعني تطويع الأشياء لخدمته، ومقارعة الظالم ومنع يد المستبد من البطش لذلك مطلبنا اليوم يتلخص بدولة عدل اجتماعي طوائفي ، ومنع احتكار الإنسان وإعادة تمكين جوهر السلطة لخدمة الإنسان بما هو إنسان".

وعلى المستوى الوطني، قال: "لن نقبل إلا بلبنان الإمام الصدر، لبنان المقاوم، الذي كسر ميزان الردع الإسرائيلي، وكون قوة كابحة لأطماعه، صمد ولم يهزم بحرب العالم عليه، لن نقبل إلا بلبنان الميسي والجبعي وشرف الدين والإمام الصدر الذين أكدوا صيغة الشراكة بعنوان أن قيمة الدولة من قيمة إنسانها، وأن حياة الدول بالعدل والوطنية والأخلاق، وليس بالظلم والخيانة لقد قيل من مهر وجوده بمداد العلماء ودماء الشهداء عز وانتصر".

وتوجه إلى الفصائل الفلسطينية بالتحية والإكبار والمزيد من الصبر المر والصمود "لأن تل أبيب تكاد تلفظ أنفاسها، والجيش الصهيوني يستنجد الدبلوماسية الأمريكية لوقف النار لإخراجه من مأزق الهزائم والإصرار على تحقيق مطالب فك الحصار وتحرير الأسرى والتأسيس لضامن يؤكد حق الفلسطيني بالحياة الحرة والكريمة".

وألقى المسؤول الثقافي المركزي في الحركة مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله كلمة تحدث فيها عن تاريخ جبل عامل العلمي والحوزوي والمدارس الدينية "التي شكلت منارات علم وهداية للأجيال عبر التاريخ وحملت تراثا إسلاميا مرتبط بالنبي محمد وأهل بيته، ومنها مدرسة ميس الجبل التي ترعرع فيها المحقق الكبير الميسي وكان نموذجا علميا مميزا، في النظر إلى الإيمان بالله بمعناه الحقيقي لا بمفهومه التجريدي، بحيث يعكس رؤية عملانية متحركة ومتفاعلة بين الناس والمجتمع والوطن". 

وأشار إلى "أن المجتمع الإسلامي هو بأمس الحاجة إلى إطلاق النموذج الفكري والعقائدي الذي أطلقه المحقق الميسي في النظرة إلى الإيمان الحقيقي والإسلام المحمدي، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، لا الإسلام كما يفهمه البعض إسلام القتل والذبح والتنكيل والظلم والاضطهاد والجور ورفض الآخر واستباحة الأعراض باسم الدين والإسلام وبشعار لا إله إلا الله محمد رسول الله".

ودعا إلى "ترسيخ الرؤية الإسلامية الحقيقية والصحيحة البعيدة من التشويه والشبهة والتأويل المصلحي والسياسي، الرؤية التي لم يزل يعتقد بها الكثير من هذه الأمة من المسلمين السنة والشيعة، لأن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسلم، والمسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله".

وتحدث عن بلدة ميس ودورها الجهادي في مقارعة الظلم، وقال: "لم يقتصر دور ميس في محاربة ظلمات الجهل، بل كانت عنوانا من عناوين التضحية التي بدأت بمساندة القضية الفلسطينية، وما زالت معها ومع نصرتها، أمام سكوت الضمير العربي والعالمي على ما يجري في غزة من قتل للأطفال والنساء وتدمير للبيوت والممتلكات، وقدمت على مذبح الوطن العديد من الشهداء دفاعا عن الأرض والكرامة والإنسان من أجل العدالة والمساواة، تحت راية الإمام السيد موسى الصدر الذي أراد أن يشكل رؤية عادلة للنظام اللبناني في العدالة الاجتماعية والسياسية لخدمة مستقبل الوطن ، و شكلت عنوانا رئيسيا في التصدي للعدوان الإسرائيلي عام 1982 في المواجه الكبرى بقيادة الحاج قبلان قبلان في خلدة ولها في تاريخ المقاومة العديد من المجاهدين والشهداء الذين سجلوا البطولات والملاحم ضد العدو الاسرائلي".

وختم: "ان الحركة ستقوم بإحياء تراث العلماء الديني والفقهي في لبنان، الذين لهم محطات وبصمات في التاريخ العلمي والوطني على أساس التنوع الديني في هذا البلد، وبتوجيه خاص من دولة الرئيس نبيه بري الذي أكد مرارا على العناية والاهتمام بهذا المجال اضافة إلى الاهتمام بالتراث الفكري والأدبي في لبنان".

وألقى عضو المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ خليل رزق، كلمة تحدث فيها عن صفات المحقق المحتفى به، وقال: "نلتقي في رحاب العالم الرباني الجليل أحد فقهاء مدرسة أهل البيت الشيخ إبراهيم بن علي بن السيد العال المعروف بالمحقق الميسي، مكللين بوحي من السماء، وفي قلوبنا العاشقة يرتسم تاريخ جبل عامل الأشم المفعم برياحين العلم والمعرفة، والمتوج بكرامة الجهاد والتضحية والمزين بأكاليل النصر الممتد من أبي ذر الغفاري إلى الشهيد الأول والثاني إلى هذه المسيرة التي أعطتنا اليوم انتصار أيار وتموز ومازال النصر تلو النصر". 

وتابع: "الحديث عن العالم الشيخ إبراهيم الميسي وأبيه المحقق وذريته الطاهرة، حديث عن بحر عميق لا بد من الغوص في كل معانيه ..فهم ضوء من القمر ولون من الشمس نحتار في هذه الشخصيات لأنها البحر والبحر عطاء بلا حدود، نخبرهم عن أمجادنا وانتصاراتنا فنحن قبس من ثورتهم وشعاع من نور ضوئهم، وأبناء النصر الذي ما بعده نصر، كتبوا لنا التاريخ بمداد العلم والمعرفة فأهديناهم الرايات المرفوعة عند مقام العقيلة زينب، فكيف لا يكون النصر موعدنا وكل من دخل عمق قلوبهم تبقى شمسه مشرقة لا تنطفئ".

وأضاف: "ها هي اليوم ميس الجبل تجدد عهدها ووفاءها لعلمائها لتعيد بناء صرح من صروح علمائها الأبرار هو ابن المحقق الميسي الذي قال فيه تلميذه الشهيد الثاني الإمام الأعظم، شيوخ فضلاء الزمان، ومربي العلماء الأعيان الشيخ الجليل الفاضل المحقق العابد الزاهد الورع التقي نور الدنيا والدين الكركي الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل علاّمة العلماء ومرجع الفضلاء العلامة ألمجلسي مجدد مذهب الشيعة و .تلميذ الشهيد الثاني وكفى بذلك فخرا".

واختتم الاحتفال بقص شريط افتتاح المقام ، وقراءة الفاتحة على أضرحة المحقق وعلماء الدين أصحاب الحوازات والمدارس الدينية.  

  • شارك الخبر