hit counter script

مقالات مختارة - علي ضاحي

طهران: وحدة المقاومة تصنع النصر

السبت ١٥ تموز ٢٠١٤ - 08:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البلد

في خضم حماوة الجبهة "الغزاوية" يصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت، صباح اليوم بعد 8 اشهر ونيف على زيارته الاخيرة التي اتت بعد يومين من التفجيرين الانتحاريين الارهابيين اللذين ضربا مبنى السفارة الايرانية في بئر حسن. وأجرى عبد اللهيان وقتها مباحثات سياسية موسعة غلب عليها الطابع الامني والاشراف الايراني على التحقيقات في التفجيرين. وبعد اسابيع بدأت تتكشف خيوط التفجيرين الى ان وصل الامر الى كشف الجهات التي تقف وراء الهجمة الارهابية التي ضربت لبنان طيلة 10 اشهر.
اليوم تتزامن زيارة عبد اللهيان موفداً "فوق العادة" من القيادة الايرانية مع الصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية امام الآلة الحربية الصهيونية الهمجية. فالانجازات الميدانية رغم اهميتها ستبرز اكثر بعد انتهاء العدوان نظراً للمزايا الاستراتيجية التي ستشكلها والمعادلات الجديدة التي ستفرضها التهدئة بين غزة شعباً ومقاومة وبين الكيان الصهيوني الذي يخسر جولته الرابعة مع محور المقاومة منذ هزيمة العام 2006.
ووفق مصادر رفيعة المستوى يحمل عبد اللهيان في جعبته رسالة دعم قوية وواضحة وحازمة للدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والامنية وحرصاً على استقرار البلد الحليف والمقاوم والمتنوع. ويلتقي عبد اللهيان رئيسي الحكومة ومجلس النواب ووزير الخارجية وفق العرف البروتوكولي بالاضافة الى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومسؤولي فصائل منظمة التحرير والمقاومة الفلسطينية بمن فيهم "حركة حماس" و"الجهاد الاسلامي" وتهدف هذه اللقاءات الى تأكيد تضامن ايران ودعمها لمحور المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية وابلاغ رسالة ايرانية واضحة بالدعم الكامل حتى دحر العدوان على غزة والاستمرار بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومحنته حتى تحرير فلسطين من الاحتلال وضمان حق العودة.
لبنانياً ايضاً لا يحمل عبد اللهيان وفق المصادر اية مبادرة اذ تشير الاتصالات بين الايرانيين والفرنسيين في الملف النووي والملف العراقي والسوري الى عدم وجود الاستحقاق الرئاسي اللبناني والنيابي على جدول اعمال باريس راهناً. كما لم تنجح في المقابل الوساطات في رأب الصدع بين الرياض وطهران وتقريب وجهات النظر في اكثر من ملف.
واذ تغمز المصادر من قناة نجاح وساطة الفرنسيين في التقريب بين ايران والسعودية لتسهيل سلوك العراقيين درب المؤسسات والحل السياسي، تنقل عن الايرانيين ارتياحهم لانتخاب رئيس البرلمان سليم الجبوري وكذلك انتخاب السياسي الكردي المخضرم فؤاد معصوم رئيسا للعراق خلفا للرئيس جلال طالباني وهو ما يؤكد انخراط الاكراد في العملية السياسية العراقية على المستوى الوطني و"صرفهم النظر" عن الانفصال الكردي عن الجسد العراقي الموحد ومركزه بغداد.
سورياً ينتقل عبد اللهيان غداً من بيروت الى دمشق ويلتقي الرئيس بشار الاسد لتهنئته بتنصيبه لولاية ثالثة بتأييد شعبي واسع وسيعبر اللهيان للاسد عن ارتياح القيادة الايرانية لنجاحه في تنظيم الانتخابات الرئاسية بشفافية، والتي عكست ارادة الشعب السوري في التجديد لقيادته ودعمها في سبيل محاربة الارهاب والقضاء على التكفيريين مع التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة تطلق الاعمار وتمهد لمصالحة سورية وتكرس الحل السياسي.
وتأتي زيارة عبد اللهيان الى لبنان اليوم بعد الاطلالة الفلسطينية الشاملة للسيد نصرالله امس والتي شدد خلالها على اهمية استكمال المقاومة الفلسطينية لمسلسل الانتصارات الاستراتيجية التي بدأتها المقاومة اللبنانية في تموز من العام 2006 واستكملت في غزة في العامين 2008 و2012 وغداً في تموز 2014 . وترى المصادر في التركيز على اهمية تموز كشهر للانتصارات ورمزيته دلالة على تماسك محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق، وصلابته امام بعض التناقضات السياسية ، مهما حاولت بعض الانظمة العربية اللعب عليها، وخصوصاً في مقاربة بعض الملفات واهمها البعد العربي لحركة حماس وحساسية هذا البعد السني وتأثيره في قضيتي العراق وسورية. فمنذ تمايز حماس عن محور المقاومة في مساندة نظام الرئيس الاسد، ترك لها هذا الهامش، بينما بقي التحالف راسخاً وثابتاً في مواجهة العدو الصهيوني واستمرار المقاومة ضده حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني واللبناني.

  • شارك الخبر