hit counter script

خاص - نادر حجاز

تجر خيباتها ... وقذاراتنا

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٤ - 07:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في وجهها مزيج غريب من القساوة والانوثة. عيناها مسمرتان في اتجاه عربتها غير آبهة بصخب أبواق السيارات من حولها. تجرّ تعبها خلف "نفاياتنا" القذرة كيوميات أوطاننا، حيث لم يبقَ من الانسان سوى أمعاء تبحث عن قوتها المغمّس بالعرق والدم.
ففي طريقك باتجاه سنتر "ميرنا الشالوحي" تصادفك هذه المرأة الغريبة. جسد امرأة بقدمي رجل وعيني لبوة. تغريك رغم ثيابها الرثّة، ربما لانها يفضح عري الرجولة امام صلابة ساعديها.
سكان المنطقة بين سن الفيل وبرج حمود يعرفونها جيدا. يصادفونها دائما. لا تتكلم، لا تضحك. تلملم ما تجده من نفايات في عربة حديدية منذ الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل، ساعية خلف لقمة العيش. هذه وظيفتها وباب رزقها الوحيد. وطبعاً سبق وصادفها الكثير من المسؤولين والناشطين الاجتماعيين وموظفي البلديات المحيطة، الا ان المشهد لا يبدو انه استفزّ اياً من هؤلاء، وليس الامر مستغرباً. فالبؤس بات من صفات هذا البلد في ظل غياب المرجعيات المعنية عن قضايا المجتمع، وغياب السياسات الاجتماعية عن خارطة العمل في الشأن العام.
الكلام الكثير لا يجدي نفعاً، فالصورة أصدق إنباء. ويكفي ان نضعها في رسم الرأي العام والمعنيين. واما للعابرين على اوتوستراد سن الفيل – نهر الموت: اذا صادفتموها تعبر مثقلة بهمومها، تمهّلوا قليلا ولا تسابقوا وجعها، وافسحوا لها في المجال لتذهب بسلام باسم..ما تبقى من انسانية.

  • شارك الخبر