أصدر الفريق العربي للحوار الاسلامي - المسيحي نداء جاء فيه:

"في الوقت الذي تتواصل عملية التآكل الداخلي في العديد من الدول العربية، ترتكب القوات الاسرائيلية اعتداء وحشيا جديدا على قطاع غزة مما أودى بحياة المئات من الضحايا المدنيين وبالآلاف من الجرحى، وبتدمير المنازل الآهلة فوق رؤوس أهلها وقصف المدارس والمستشفيات بمن فيها من مرضى وأطباء.
ومع استمرار هذه الهجمة الوحشية الجديدة ترتفع أصوات تبرر العدوان بأنه دفاع عن النفس، وهو في الواقع دفاع عن الاحتلال والحصار والتجويع.
إن الفريق العربي للحوار الاسلامي - المسيحي يرفع صوته عاليا ضد جرائم القتل العشوائي التي ترتكبها القوات الاسرائيلية، وضد تغطية هذه الجرائم وتبريرها أو السكوت عليها.

ويؤمن الفريق العربي بأن ما يتعرض له مسيحيو العراق عامة، ومسيحيو مدينة الموصل خاصة يشكل الوجه الآخر لهذه الجريمة البشعة التي تستهدف الوطن العربي كله في وجوده وفي هويته، وفي حاضره ومستقبله.

فالاعتداءات التي يتعرض لها مسيحيو العراق والتي تستهدفهم في دينهم ومقدساتهم، تتكامل مع الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف أهل غزة في وجودهم وحياتهم، والتي تستهدف بالتالي حق الحياة للفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة.

ويرى الفريق العربي للحوار الاسلامي - المسيحي في ما يتعرض له مسيحيو العراق على أيدي الحركة الداعشية، ليس خروجا عن تعاليم الاسلام فقط، بل خروجا عن الاسلام الذي تعامل مع المسيحيين منذ ايام النبي محمد عليه السلام على انهم مؤمنون بالله وأصحاب رسالة سماوية أوحى بها الله سبحانه وتعالى.
من أجل ذلك يهيب الفريق العربي بالمراجع الدينية الاسلامية والمسيحية أن ترفع معا الصوت عاليا ضد هذه الظاهرة التي تجاوزت كل الحدود والضوابط في ممارساتها التمزيقية للنسيج الوطني الذي يشكل أساس وحدة المجتمعات العربية بتكويناتها الدينية والوطنية المتعددة.

كما يناشد الفريق المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان التحرك الميداني وقف سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها مسيحيو العراق باسم الاسلام، والاسلام منها براء. والتي يتعرض لها أهل غزة الأبرياء على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي. فالسكوت عن الجريمة، اي جريمة، هو نوع من المشاركة فيها".