أتلتيكو مدريد الأقرب لنيل لقب الدوري الأسباني متفوقاً على «الريال» وبرشلونة، أمر ليس بمستساغ في خريطة الرياضة العالمية العقد الماضي على الأقل، فيكف إذ أضحى «الأتليتي» اليوم أحد الأضلاع الأربعة المتنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، إذ سيستضيف في ليلة أشبه بالخيال فريق تشلسي الإنكليزي المتمرس في البطولة خلال الأعوام الأخيرة، وسيحظى فيسنتي كالديورون في قلب العاصمة بشرف احتضان الحدث التاريخي لأبناء مدريد، وستتجه الأعين في تمام الساعة الـ9.45 من مساء اليوم (الثلثاء) إلى مقر «الأتلتيتي»، حيث تقام مباراة ذهاب نصف النهائي.
الأرجنتيني دييغو سيميوني استطاع أن يجد تركيبة الخليط الذي يفجر الطاقات في لاعبي فريقه، فكان الأخير نجماً لامعاً في سماء «الليغا»، قبل أن يكون رقماً صعباً في المسابقة القارية لهذا الموسم، وفي حال استذكار النقاط الإيجابية لمتصدر الدوري الإسباني، فعلينا البدء بالمهاجم البرازيلي الأصل والإسباني الجنسية دييغو كوستا صاحب الموسم الاستثنائي، إذ انضم إلى ركب الهدافين التاريخيين، على الأقل فيما يتعلق بـ«الأتليتي»، وأيضاً التركي الشجاع أردا توران الذي عاد للتو من الإصابة قبل المنعطف الأهم، فتوران يقدم أداءً لافتاً في خط الوسط صحبة القائد غابي الذي ينظم إيقاع اللمسات دائماً، وبالتأكيد أن الشاب كورتوا صمام أمان، وحامٍ للعرين، ولعل أجمل الصفات التي يتحلى بها الفريق الإسباني هو ذلك الكم الهائل من الطموح لدى الجميع، إدارة ومدرباً ولاعبين، ومن خلفهم مئات الألوف من الأنصار.
في تشلسي تتحسن الأحوال دائماً عند حافة السقوط، وبالعودة إلى مواجهتيه في دور الثمانية أمام باريس سان جرمان الفرنسي، سنجد أن «البلوز» بلغ مباراة ما قبل النهائي بلدغة قبل ضياع الفرصة بثلاث دقائق، وربما أن تعثره الأخير على صعيد الدوري الإنكليزي سيعرضه إلى صدمة يصحو على إثرها أمام أتلتيكو مدريد، فإن كانت الفرص تقلصت محلياً، فإن الذهب الأوروبي أكثر قرباً إلى النفس.
وسيعاني «البلوز» كثيراً في حال غياب البلجيكي إدين هازارد الذي يقدم مستويات كبيرة هذا الموسم، بل صاحب اليد الطولى في بلوغ الفريق اللندني لما وصل إليه حتى الآن، فهازارد لم يشارك في التدريبات التحضيرية للمواجهة، وربما يكون غائباً في ذهاب المباراة المصيرية.