hit counter script

فن وإعلام

جو قديح: ما "تِنقزوا" من مسرحيّاتي

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 08:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مسرحه نُخبوي، هكذا يُصنِّفه البعض. لكنّ جو قديح يَصِفُ نفسه بالواقعي أكثر منه نخبويّاً، ويُعلِّل البعض الآخر سرّ نجاحه بأنّه لا يستخفّ بعقول المشاهدين ويترك إبداعه يتكلّم.
الإخراج شغفهُ. جو قديح ومع أنَّه قدّم 6 مونولوجات السنة الماضية، وأبدَع في مسرحيّة «حياة الجغَل صِعبِة»، تابعَ هذا العام إبداعه في كتابة وإخراج مسرحيّتَي «ريما» وميشال وسمير» أو «سمير وميشال» (حتّى ما يزعل البعض)، والتي توقّف عرضها على أن يُستأنف لأسابيع معدودة نهاية نيسان الجاري.

يقول قديح: «في مسرحيّة «سمير وميشال»، أدّى رودريغ سليمان وهشام حدّاد دورَي مجنونَين، وشَكَّلت «عقدة أوديب» محوراً أساسيّاً في المسرحيّة، بعدما قرأتُ معلومةً تاريخيّة في مسرحيّة «أوديب الملك» تتحدث عن أصول أوديب الفينيقيّة، فهو ابنُ قدموس، لذلك وَجدتُ أنّ هذه المسرحية تُشبهنا أو تشبه الواقع اللبناني».

ويُتابع: «يعتقد اللبناني أحياناً أنّ زعيمَه لا يُمسّ أو «untouchable»، لذلك أتت مسرحيّة «ريما» لتُلقي الضوء على مواضيع حياتيّة يعيشها اللبناني».

ويتحدّث قديح عن الـ Rigueur، قائلاً: «أنا أُريد إعادة المسرح الى المسرح، وهدفي لا يكمُن في إضحاك الناس فقط، مع أنّنا في حاجة إلى الضحك في أيّامنا هذه. ولو أردتُ إضحاكَ الناس فقط، لكنتُ أتيتُ بمُمثّلين بارعين في انتحال الشخصيّات وتقليدها، مع احترامي للّذين يقلّدون الشخصيّات السياسية، وكنتُ أخرجتُ مسرحيّةً ساخرة وساهمتُ في إحياء فرص عمل في هذا القطاع الذي يشهد ركوداً على رغم وجود مواهب شابّة».

وعن طريقة اختياره أبطالَ مسرحيّاته، يوضح قديح: «يستمرّ الكاستينغ أشهراً طويلة، وأحياناً أجِد الشخصيّة المناسبة بعدَ ثوانٍ قليلة». ويتابع: «باختصار، أنا أحاول إيصال الفكرة بطريقتي الخاصّة، وأعتقد أنّني أحظى ببعض المُتابعين الذين يشتاقون الى أعمالي، والدليل على ذلك مُطالبة الجمهور بإعادة عرض مسرحيّة سمير وميشال، لذلك فإنّ اختيار الممثلين عمليّة في مُنتهى الدقّة».

ويُضيف: «أنا أبحث دائماً عن الممثّل الخلّاق والمبدع. وعندما أُنهي كتابة نصّ مسرحي، لا أُغيِّر فاصلةً واحدة فيه، لكنَّ بعض المُمثّلين الأذكياء يُقنعونني بإضافات قد تسمح بتفاعل أكبر للجمهور مع المسرحيّة، لذلك أقوم يوميّاً بعمليّة «فاين تيونينغ» أو «رغلجة» بسيطة، ما يُضفي على العمل مرونةً، ويُريح الممثّلين من الروتين اليومي، خصوصاً عندما تُعرَض المسرحيّة لفترة تزيد عن الشهر».

يجمع قديح في مسرحه مُمثّلين شباباً وآخرين يصفهم بأنّهم أكثر من مخضرمين، وهم يعيشون «حالةً ثقافيّة مرَضيّة»، وهذا إيجابي، لأنّهم يصبحون «متعبين» مثل أنطوان بَلَبان الذي أدّى دور الطبيب النفسي في مسرحية «سمير وميشال»، وأمثال بَلَبان يُقحمون أنفسهم في كلّ شيء، وهذا النوع من الجدّية لا يُتعبني بل يُريحني، لأنّه وقتها يشعر المُمثّل بأنَّ المسرحيّة مسرحيّته ويذهب في تأدية دوره الى أبعد الحدود».

L›improvisation est la mort de l›acteur، هذا الشعار مُهمّ بالنسبة إلى قديح، فهو لا يَمنعُ الارتجال أثناء التمارين، ولكن عندما يُحدَّد
النصّ، يجب أن يلتزم به جميع الممثلون. ويقول قديح: «أن يرتجلَ مُمثّل، فهذه عنجهيّة منه، والممثل المثالي بالنسبة لي هو المتجرّد من الـ EGO والذي لا يتوقّف عند تفاصيل مثل «إسمي يجب ان يكون قبل اسم فلان»، او «انا احضَر قبل بدء العمل بقليل لتأدية دوري فقط»، وأعتقد أنّ العمل الذي يضمّ ممثلين اصحاب «إيغو» غير مُرَغلَج محكوم عليه بالفشل».

في الختام تمنّى قديح على الدولة ووزارة الثقافة إبداء اهتمام أكبر بالمسرح، بدءاً بتشجيع المسرح والتوقّف عن إقفال المسارح في بيروت، مدينة المسارح، لكي نستعيد أيّامنا الذهبية مثلما حصل عند عَرض مسرحيّة The Middle Beast عام 2002.
"الجمهورية – انطوان نجم"
 

  • شارك الخبر