وقع وزير الثقافة روني عريجي في مكتبه في الوزارة اليوم، مع السفير القطري علي بن حمد المري، اتفاقية الهبة القطرية لمشروع النهوض بالمكتبة الوطنية بقيمة 20 مليون دولار اميركي، في حضور المدير العام للثقافة فيصل طالب والسكرتير الاول في السفارة سلطان الكبيسي وحشد من الفاعليات الثقافية المعنية والوسائل الاعلامية.
بداية كانت كلمة للمري الذي قال: "يسعدني أن أكون بينكم في مناسبة لها دلالاتها وأبعادها الحضارية والثقافية. وفي هذا الإطار يشرفني أن انقل تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وللشعب اللبناني الشقيق، ومن ثم توجهات سموه الكريم بوجوب الإسراع بإتمام المشروع وجعله مكتمل البناء وفي مستوياته التجهيزية والتقنية والإدارية كافة".

وأضاف: "من الوفاء هنا أن أتوجه بإسمي وبإسمكم بالشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والذي يعود لسموه الكريم الفضل في إطلاق المبادرة التاريخية حول دعم وتمويل مشروع النهوض بالمكتبة الوطنية في لبنان، كذلك فإن الوفاء إياه يقتضي توجيه الشكر والعرفان لصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر، حرم سمو الأمير الوالد التي قامت بمبادرة مشكورة بوضع حجر الأساس لهذا الصرح الثقافي العظيم.

وفي كل الأحوال، فإن دولة قطر اذ تتخذ مثل هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تعكس علاقة الاخوة بينها وبين جمهورية لبنان الشقيقة، فإنها تفعل ما تفعله انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن لبنان الشقيق يستحق بجدارة أن تكون الثقافة ميسمه وصميم أصالته، وبيقين أعلى ان تكون بين البلدين علاقة مندرجة في سياق الدور الأخوي والإنساني بين الشعبين الشقيقين، ولبنان في كل الأحوال وطن رسالة".

وتابع: "إن دولة قطر إذ تقدم على مساعدة البلد الشقيق إنما تنطلق من أن ما تفعله هنا في لبنان يتطابق كليا على ما تفعله في وطنها، هكذا بالمنطق الأخوي وبمنطق الواجب المشترك، وأكثر فأكثر بمنطق التزام كل ما من شأنه استبقاء وضوح الرؤية حول موقع البلدين ودورهما في المسيرة الحضارية والثقافية للعالم بأسره".

وختم السفير القطري: "لا بد أن أؤكد لكم أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حريص جدا على تعزيز العلاقات في كل المجالات بين البلدين الشقيقين، ولا سيما في مجال استكمال بناء المشروع وإخراجه إلى النور".

من جهته قال عريجي: "يسرني أن أرحب بكم في وزارة الثقافة لمناسبة توقيع اتفاقية الهبة (البروتوكول التنفيذي) المقدمة من أمير دولة قطر صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لصالح وزارة الثقافة عام 2006 لتمويل مشروع النهوض بالمكتبة الوطنية، وهي بقيمة 25 مليون دولار. يأتي هذا المشروع في إطار توطيد العلاقات بين دولتي قطر ولبنان، وتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين مؤسسات البلدين، وتنمية روح الأخوة والصداقة بين الشعبين الشقيقين".

وشدد على أن "وزارة الثقافة تولي هذا المشروع أهمية كبيرة، نظرا الى إسهامه في الحفاظ على التراث والمخزون الفكري اللبناني والعالمي، ولدوره الحيوي في تفعيل الحراك الثقافي في لبنان، وهو يتجاوز إطار المكتبة ليكون صرحا ثقافيا بكل ما للكلمة من معنى، وهي تعمل على ثلاثة مسارات متوازية للوصول به إلى الغاية المرجوة:
المسار الأول، وهو ترميم وبناء وتجهيز المكتبة العامة، وقد بدأ العمل الفعلي في هذا الإطار منذ عام 2011، على أن ينجز مبدئيا في نهاية أيلول 2014.
المسار الثاني، هو إعادة ترميم وتكوين المجموعات الأدبية والفكرية التي تقتنيها الوزارة، ولا يزال العمل جاريا في هذا الصدد منذ عام 2003.
والمسار الثالث هو ورشة إعداد النصوص القانونية الضرورية لتسيير أعمال هذه المكتبة، التي أطلقتها منذ اليوم الأول لتسلمي مقاليد الوزارة".

وأكد أنه "بعد إنجاز هذه النصوص وإقرارها من المراجع المختصة، سيصار إلى تعيين مجلس إدارة وتوظيف العنصر البشري اللازم لإدارة هذا المرفق الحيوي، على أمل إنجاز المسارات الثلاثة في القريب العاجل. ونحتفل وإياكم بافتتاح هذه المكتبة وإطلاق عجلة النشاط فيها، وإتاحة مجموعاتها الأدبية والفكرية والعلمية اللبنانية والعالمية لمحبي المطالعة والبحث من جهة، واستضافة النشاطات الفكرية والتظاهرات الثقافية على أنواعها من جهة ثانية".

وختم: "أغتنم هذه المناسبة لأعبر عن بالغ تقديري وشكري لدولة قطر الشقيقة وحكومة وشعبا، ممثلة بسعادة السفير علي بن حمد المري".

وكان عرجي استقبل السفير الروسي الكسندر زاسبكين وعرض معه التطورات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين على كل الصعد، ولا سيما منها المتعلقة بالشأن الثقافي واهمية تبادل الخبرات في هذا المجال.
وإثر اللقاء قال السفير الروسي: "بحثت مع الوزير عريجي في آفاق التعاون بين بلدينا في المجال الثقافي الذي نعتبره مهما جدا، وله جذوره التاريخية. واتفقنا اليوم على استئناف البرنامج الثقافي بين البلدين، بإقامة أيام ثقافية روسية في لبنان، وأخرى مماثلة لبنانية في روسيا في القريب العاجل".

أضاف: "أما على الصعيد السياسي، فاليوم لدي كلام واحد فقط يتعلق بالوضع في اوكرانيا، حيث نعتبر ان ما يحصل هناك تطور خطير جدا. وندعو المجتمع الدولي، وبالدرجة الاولى الدول الغربية التي لها تأثيرها على السلطات في كييف وعلى ساحة الميدان، الى إيقاف هذا التوجه الخطير السائر في اتجاه إشعال الحرب الأهلية في اوكرانيا، ووضع حد لما يجري في ظل هذه القرارات غير الشرعية".

كذلك استقبل عريجي رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، ورئيسة لجنة مهرجانات بعلبك نايلة دي فريج، ورئيسة لجنة مهرجانات جبيل لطيفة اللقيس، ورئيسة لجنة مهرجانات جونية زينة افرام، ورئيسة لجنة مهرجانات الزوق زلفا بويز وروز شويري من مجموعة "شويري غروب"، وذلك في حضور المدير العام للثقافة فيصل طالب ورئيس مجلس ادارة الكونسرفتوار بالوكالة حنا العميل.