hit counter script

خاص - ملاك عقيل

بكركي: لرئيس من خارج "نادي القادة" الموارنة!

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من المسلّم به ان "الداتا" التي تجمّعت على طاولة الرئيس نبيه بري، بعد انتهاء التكليف المعطى للجنة الثلاثية بجسّ نبض القوى والمرجعيات السياسية، لن تقدّم ولن تؤخّر في استحقاق لا تزال مفاتيحه ضائعة في عواصم القرار في الخارج.
عمليّاً حتى اللحظة، احتمالات اجراء الانتخابات الرئاسيّة توازي تماماً احتمالات عدم حصولها. إنّها الحلقة المفرغة التي لن يكون بالامكان كسرها إلا حين تطلّ التسوية برأسها، وإن بجزء منها، مؤكّدة وجهة نظر البعض القائلة بأنّ الانفراج الذي لفح الحكومة آتٍ لا محالة صوب قصر بعبدا.
لا يكسر الجمود الحاصل داخليّاً سوى الزيارات الاستطلاعيّة التي يقوم بها الكثير من السفراء في لبنان على المرجعيات السياسيّة، أو حلقات الحوار في الغرف المغلقة التي تحاول رسم سيناريو المرحلة، يينما تبقى بكركي اللغز الاكبر. ماذا تريد فعليّاً من هذا الاستحقاق؟ ومن هو مرشّحها للرئاسة؟
قام أخيراً السفير الروسي الكسندر زاسبكين بزيارة الى الصرح البطريركي. كان الهدف الوقوف على رأي البطريرك من كافة جوانب الاستحقاق. عاد الزائر الدبلوماسي بسلّة من المعلومات والقراءات العامة للاستحقاق من دون اختراق جدار الاجوبة على الاسئلة الصعبة.
وقبل ايام التقى السفير الروسي المطران سمير مظلوم في دارة الوزير والنائب السابق عبدالله فرحات بحضور نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، وكريم بقرادوني، ويوسف العيّاش.
كان السفير زاسبكين واضحا بالاشارة الى ان التوافق الدولي على ابقاء لبنان في حالة استقرار لا يزال قائما ومستمرا، وكل امر دون حدّ تجاوز خط الاستقرار مسموح به، بما فيه ترك اللعبة الداخلية بين الافرقاء اللبنانيين تأخذ مداها، وبحرية، بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. انه، بمكان ما، القرار الدولي بترك هامش كبير للبنانيين باتمام الاستحقاق الرئاسي على طريقتهم، ومن دون تحديد مهل.
يعني ذلك عمليا ان تاريخ الرابع والعشرين من ايار لا يعني بالضرورة مهلة ملزمة للقوى السياسية لانتخاب رئيس، ولا حتى ربما المهلة التي تنتهي معها ولاية مجلس النواب الممدّد له. وراء هذا السيناريو ما يمكن ان يقود الى الاستنتاج بأن المجتمع الدولي يرى اللبنانيين ربما، قاصرين فعلا عن استغلال هذه الفرصة التي قدّمت لهم بانتخاب رئيس "صنع في لبنان"، ولذلك فالوقت امامهم طويل الى حين أن يأتي أوان التسوية.
وزاسبكين، الذي كان مهتمّا بالوقوف على رأي بكركي من الاستحقاق الرئاسي، سمع من المطران مظلوم مقاربة نوعية لهذه المسألة تتخطّى المتداول، والتي استدعت منه اخذ ملاحظات خطية.
صوّب المطران مظلوم على الغاية الرئيسة من الاستحقاق الداهم. المسألة لا تتوقف فقط على بديهية انتخاب الرئيس وواجب النواب بالحضور وتأمين النصاب والتصويت، بل وضع القطار على السكّة في ما يتعلق بتحديد مصير لبنان ووضع حدّ لأزماته.
برأي مظلوم، اعطي المسيحيّون عصا الحكم من العام 1920 حتى العام 1975. طوال هذه الحقبة قامت رموز الاستقلال وزعامات ببناء المؤسسات، منطلقة من فكرة لبنان الكيان هو الوطن النهائي للمسيحيين. وورشة بناء المؤسسات ترافقت مع معدل 20% فقط من الفساد. نظافة كفّ وشفافية الرئيس فؤاد شهاب نموذجا.
بعد الطائف امكن بسهولة رصد الفارق. يكفي الرجوع الى "مسلسل" هدم المؤسسات الممنهج، وتحوّل لبنان الى تجمّع للعشائر الطائفية والمذهبية، وارتفاع نسب الفساد لتلامس حدّ الـ 80%، بالرغم من كل المحاولات الاصلاحية.
باختصار، يشي موقف المطران مظلوم برغبة حقيقية من جانب بكركي بامتطاء حصان الاستحقاق لتحقيق مكاسب استراتيجية تصبّ في خانة استنهاض دولة المؤسسات والخروج من مفهوم "المزارع المتّحدة". اذا، همّ بكركي يتخطى الاسماء باتجاه البرنامج والخلفية التي سينطلق منها الرئيس المقبل.
وقد تشعّب الحديث بين الحاضرين بين قائل ان العماد ميشال عون صاحب المشروع الاصلاحي والحثيثية التمثيلية الاقوى والاكبر في الشارع المسيحي هو الاقدر على القيام بهذا الدور، وبين من نبَش ملفات الماضي ليذكّر الحاضرين بما سبق ان قاله بيار الجميل المؤسّس حين كان "حزب الكتائب" في اوجّ قوته وبنيانه التنظيمي، بان اي رئيس سيأتي من رحم الكتائب سيعني نهاية هذا الحزب، وبان الحزب الحديدي لا بد ان يكون له الدور في اختيار رئيس الجمهورية ورعايته وحمايته.
ويبدو ان هذا التوجّه نفسه يتلاقى، وفق المعلومات، مع هدف بكركي من جمع القيادات المارونية على طاولة واحدة في زمن الاستحقاق الرئاسي. الصرح البطريركي يكاد يقولها علنا وبالحرف الواحد: اجتمعوا واتفقوا على رئيس للجمهورية وادعموه وقفوا الى جانبه. قد يكون ذلك، برأي الصرح، اللبنة الاولى لاستعادة مفهوم دولة المؤسسات.
يقول مطلعون "يحاول البطريرك الراعي ايجاد قيادة مسيحية رباعية عليا تنتج رئيسا للجمهورية وتساهم في انجاحه وحمايته ودعمه. هذا يعني استطرادا ان بكركي ترى في ترشيح اي من القادة الموارنة الاربعة "مشروع مشكل" في البلد!".
ويضيف هؤلاء "اما امكانية الدخول في حالة فراغ رئاسي طويل الامد فقد يؤدي، وسط تراكم الازمات البنيوية، الى قيام عقد تأسيسي جديد للبنان. وقد تكون الفرصة المثالية لدفع المسيحيين الى المطالبة باستعادة صلاحيات الرئاسة الاولى".
 

  • شارك الخبر