hit counter script

كلمة الرئيس ميشال سليمان في جامعة الروح القدس - الكسليك

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٤ - 14:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برعاية رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان وحضوره، نظمت جامعة الرّوح القدس –الكسليك، وجمعيّة "غدٌ واعد" للتنمية البشريّة والاقتصاديّة والدّيمقراطيّة، بالتّعاون مع المعهد الدّولي في كيراسكو –كونيو-ايطاليا، مؤتمرا بعنوان"أرضي: غدٌ واعد"، خيارات عمليّة وبرامج تنفيذيّة لاستثمار أرض لبنان في عمليّة النّهوض الاقتصادي والاجتماعي، بحضور حشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفعاليات سياسية وعسكرية ودينية وحزبية واجتماعية...، في قاعة البابا يوحنا بولس الثّاني، في جامعة الرّوح القدس –الكسليك.
الرئيس سليمان
بدأ الرئيس سليمان كلمته مشيرًا إلى "انه ليس التاريخ سوى قصّة العلاقة الازلية بين الجغرافيا والديموغرافيا. إنّها جدلية الانسان والارض. لا أحد يأتي من اللامكان، او يقيم معلّقاً بين فناء وفضاء. فالأرض هي العنصر الاساس، لتجسيد الانتماء واشهار الهوية".
واعتبر "أن لقاءنا اليوم، حول "أرضِي غد واعد"، يجمع المعنى في المبنى. فنحن في صرحٍ منبثقٍ من مؤسسة رهبانية، بينها وبين الارض اللبنانية رابط روحي ومادي. رهبانها بنوا الاديرة على قمم الجبال وفي قعر الاودية، وفتتّوا الصخور وجلّلوا المنحدرات، حتى غدت مواقع اديارهم، كأنها ترسم خريطة لبنان الكبير. من دير السيِّدة في بلدة منجز في عكار شمالاً، الى دير سيدة البشارة في رميش جنوباً، الى عالم الانتشار. وقد قال فيهم الاديب مارون عبود، " هم الذين صيَّروا ارض لبنان جنّة غنّاء، بعدما كانت صخوراً صمّاء، ينحدر عنها السّيل، ولا يرقى اليها الطيّر".
وأضاف: " إنّ الارض والشعب والقيم المشتركة، هي الثلاثية الذهبية الدائمة للوطن، واللازمة لربط ماضيه بمستقبله. فالاحتفاظ بالارض والحفاظ عليها واجب مقدّس، لتأكيد الوطن الواحد والنهائي لجميع ابنائه، ارضاً وشعباً ومؤسسات، في حدوده المنصوص عنها في الدستور، والمعترف بها دولياً. وهذا لا يتعارض مع الحق في التنقل والاقامة، لا بل يحول دون التجزئة والتقسيم والتوطين، وفق الفقرة "ط" من مقدمة الدستور".
وتابع : "كذلك، فإنّ حماية الارض من التشويه، والسطو على الاملاك العامة، والعبث بالتراث وعشوائية العمران، ومكبات النفايات وتهديد التوازن البيئي والايكولوجي، تقتضي اعلان حال طوارئ وطنية، رسمية واهلية، وهي الاهم من اجل بقاء لبنان .أمّا وحدة القيم، فضمانها وحدة القانون، وعدم الاستنساب في تطبيقه، وفق الظرف والمكان، والحاجة السياسية أو الطائفية أو المناطقية. ووحدة القانون والانماء المتوازن، لا يحميها سوى المؤسسات الشرعية، التي لا شريك لها، في القرار والتنفيذ سياسياً وعسكرياً.."
ولفت إلى "انه لقد اراد منظمو هذا المؤتمر، إعادة الاعتبار الى فكرة العمل والانتاج، وتحديث اساليب العمل الزراعي. فمنذ اندثار اقتصاد الحرير في جبل لبنان، وتراجع المساحات المزروعة، انحصرت الافادة من قيمة الارض في المضاربات العقارية".
وأكد الرئيس سليمان "إن الارض، هي إرثٌ وطنيّ وجماعي، تضم رفات الاباء والاجداد،وهي اشبه بوديعةٍ ثمينة، ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها، وإعادة اكتشافها واستثمارها، من خلال خطةٍ تنمويةٍ شاملة، لا تتم الا برفع مستوى الانتاج المادي والصناعي والزراعي،وليسبالاتجاه الى اسواق الاسهم والمضاربات. ليس من العافية في شيء، أن تتكدّس الارصدة النقدية وتزدهر المبادلات المالية والمصرفية، على اهمية ملاءة المصارف، في حين يتراجع الانتاج الاقتصادي والزراعي والصناعي، وتُستنزف الدولة في مواردها بالرواتب، والفوائد على الدين والسندات الخارجية، ويُستنزف المجتمع في امكاناته، فتزدهر البطالة والهجرة، ويصبح التصدير الوحيد من لبنان الى خارجه، هو تصدير الابناء والادمغة والايادي العاملة.
واعتبر أن الاقتصاد لا يختصر بجوانب مالية ونقدية،وليس مقبولاً ان تشكل فاتورة الاستيراد أكثر من 20 مليار دولار، وان يقتصر التصدير على ملياري دولار. كذلك، ليس مقبولاً ان تشكل موازنة الزراعة،نحو 1% من الموازنة العامة وقد كانت اقل من 1% بكثير. ولا يكفي الاعتماد على الرديات المالية، والخدمات الترويجية، التي تقدمها مؤسسة ايدال ضمن برنامج EXPORT PLUS، كما ان تطبيق سياسة الحماية والدعم للقمح والشمندر السكري، ليس الحل السحري، لتحفيز العمل الزراعي وتطويره بالأساليب الحديثة التي تساهم بزيادة المحاصيل، وتقتصد في استهلاك الموارد الطبيعية واهمها المياه. ولا بد من الاشارة في هذا المجال، الى أنّ واحداً من الاسباب الاساسية، لاندلاع حركات الاحتجاج العربية خصوصاً في سوريا، يعود الى الضغوط البيئية والمناخية والسكانية، وأهمّها الجفاف الذي ادىَّ الى نزوحٍ سكاني عن مناطق شاسعة، وتركّزٍ ضخم للكتل البشرية في احزمة بؤس حول العواصم والمدن. كذلك فإنَّ معظم النزاعات في الشرق الاوسط وافريقيا،يتمحور حول منابع المياه، كما في حوض النيل، بالإضافة الى صراعات القبائل والجماعات الاهلية، على مساحات الرعي والزراعة. من هنا، وجوب العمل الملّح، لترشيد استهلاك مياهنا، وتطوير وسائل الاستخدام والري، بالإضافة الى متابعة خطة انشاء السدود والبحيرات الاصطناعية، والتوجه نحو تصنيع المواد الزراعية كشرطٍ لازم لإنقاذ الزراعة وتوسيعها".
وأضاف: "حيث أننا في مؤسسة رهبانية عريقة، أشير الى ما ورد في توصيات مجمع الكنيسة المارونية في العام 2006،عن فكرة تطوير الشراكة القديمة بين الاوقاف والاديار من جهة، والعلمانيين من جهة أخرى، وذلك لناحية استثمار أملاك الاديار، وإقامة تعاونيات زراعية، ومحترفات مهنية، ومصانع صغيرة، تؤدي الى تشجيع المزارعين والشباب بنوعٍ خاص، على العودة الى الريف واستغلال الارض بطريقة مجدية".
وتابع : "الاقتصاد هو جوهر السياسة، والسياسة ما هي إلا إدارة الاقتصاد، وموارد الوطن وطاقات المجتمع وإنتاجه. إن حيوية المجتمع اللبناني والمبادرات الذاتية،ساهمت بالحفاظ على حد ٍ معقول من النمو، لن يدوم طويلاً، إذا لم يتم استدراك التباطؤ والتراجع في عمل المؤسسات السياسية والادارية، في اسرع وقت ممكن. من هنا، تبرز الحاجة الماسة الى التزام الاستحقاقات الدستورية، من انتخابات رئاسية، وتشكيل حكومات فاعلة، واجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها".
ودعا الجميعفي هذا المجال وفي مناسبة مناقشة البيان الوزاري، "الى عدم التشبث بمعادلات خشبية جامدة تعرقل صدور هذا البيان. اما بالنسبة الى ما حصل من تجاوز للمطلب القاضي بادراج اعلان بعبدا صراحة في البيان نفسه والاكتفاء بذكر ضرورة تنفيذ مقررات هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في القصر الجمهوري في بعبدا، اطمئنكم واؤكد لكم، ان اعلان بعبدا، اصبح من الثوابت، وبمرتبة الميثاق الوطني، وهو تالياً يسمو على البيانات الوزارية، التي ترتبط بالحكومات، وستظهر الايام، ان الجميع مستقبلاً سيحتاجون هذا الاعلان ويطالبون بتطبيقه".
وشدد على "أن هذه الاستحقاقات ليست فقط لحفظ الامن وتسيير عجلة الدولة، بل لمواكبة العمل الدولي لمساعدتنا، واقرب مواعيده المؤتمر الثاني، للمجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان السياسي والاقتصادي والامني، وتزخيم الصندوق الائتماني الذي اطلقه البنك الدولي ، هذا المؤتمر سينعقد في باريس الاسبوع المقبل، بعد المؤتمر الاول الذي انعقد في نيويورك في ايلول 2013 وسيعمل ايضا لايجاد حل لعودة النازحين السوريين الى ديارهم،بعد تفاقم قضيتهم، التي اضيفت على مأساة اللاجئين الفلسطينيين، التي يتحمل لبنان أعباءها منذ ستة وستين عاماً. وفي هذا السياق، ومع حفظ كامل التقدير لنظرية الاب لامنس عن الوطن الملجأ، أو مقولة ميشال شيحا عن اننا ارضٌ موعودة للأقليات القلقة، فإن تثقيل المجتمع اللبناني بنسبة من النازحين واللاجئين، توازي الثلث، قياساً على عدد السكان الاصليين، يشكل في ذاته خطراً مستداماً على الارض وثرواتها، وعلى التوازن السكاني والطائفي، والاندماج الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي. لذلك، لا بد من التأكيد على التشدد في تطبيق قانون تملك الاجانب، وعدم الالتفاف على نصوصه، بالإضافة الى عدم القبول بتوطيناللاجئين الفلسطينيين على ارضنا. كما ان اقرار المشاريع المتعلقة باللامركزية الادارية، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحريك عجلة الموازنة، والموافقة على سلسلة الرتب والرواتب، وتوسيع اقتصاد المعرفة، وتتم كذلك عبر تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم المدرسي والجامعي، التي أقرّت في مجلس الوزراء، تحت خطة عنوانها، "جودة التعليم من اجل التنمية" ورسملة المؤسسات الخاصة الصغيرة والمتوسطة، كلها تلاقي المبادرات الذاتية والفردية وتحفّزها".
ورأى "أنًّ كل الجهود للثبات في الارض والتشّبث بها، وبما تحمله من تراث مادي ومعنوي، لا تكتمل إلا بإحياء الروابط بين المغتربين في بلاد الانتشار، وارض الجدود والجذور، وذلك من خلال مبادرات حكومية ونيابية، تتناول تعجيل بت آليات استعادة الجنسية، ولا اعلم اين يدور هذا المشروع في المجلس النيابي وتسجيل المغتربين، في سبيل تشجيعهم على شراء الاراضي والبيوت في الوطن الام، وإقامة مشاريع التوأمة بين أماكن اقامتهم وبلداتهم الاصلية".
وشدد على "ان هذا الارتباط الاغترابي بالمصير الوطني، يدعمه ايضاً وجوب إشتراك المنتشرين بالعملية الانتخابية. وقد اوجد قانون الانتخاب الذي اقره المجلس النيابي 2009والحكومة السابقة، للمرة الاولى، الاطار الخاص بهذه العملية . وعلى وزير الخارجية تحدي ان يستطيع تسجيل عدد كبير من المغتربين، فلا يعقل ان يسجل فقط 10 الاف لانتخاب المغتربين، نحن نتوقع 100 الف على الاقل. واطلب من الحكومة الجديدة، ومن المجلس النيابي، المباشرة سريعاً بدرس قانون الانتخاب واقراره لتجديد الطبقة السياسية قبل نهاية الولاية الممددة للمجلس الحالي".
كما دعا"هيئة الحوار الوطني الى معاودة جلساتها بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن ارضنا التي تعتدي عليها اسرائيل باستمرار وتحتل اجزاء عزيزية منها كما فعلت بالامس ولمجابهة الارهاب الاجرامي وضبط السلاح المستشري في كافة المناطق، وقد قدمت تصورا بهذا الموضوع يهدف الى حشد القدرات القومية بامرة الدولة ومرجعيتها ويعتمد على تسليح الجيش اللبناني. واعتز ان مشوار تسليحه قد بدأ في عملية غير مسبوقة بدأت من الهبة السعودية وستستكمل في مؤتمرات فرنسا وايطاليا ودول اخرى ما يعطي هذا التصور صدقية كبرى وقابلية جدية للتنفيذ".
وختم الرئيس سليمان "أرض لبنان، كانت وستظل، وبالرغم من كل الحروب والازمات، أرض العيش الحر المشترك. لذلك ينبغي الحفاظ عليها، لتبقى الرسالة ويبقى الحوار بين الجماعات والاديان. إن المستقبل ليس معطىً حتمياً قائماً بذاته، بل هو ما نصنعه بإرادتنا. إن مبادرتكم في هذا المؤتمر تدلُ الى انه لو انتهت اشياء كثيرة، فما زال هناك، من لا يريد ان يرى في مشهد اليباس المتمدّد، إلا الارض القابلة للزرع من جديد. فلنستمر معاً في نقش الاحلام على حجارة الواقع الصعب، علَّنا نلمح قراءة املٍ قريب، في جبين الحاضر العابس".
الأب محفوظ
وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب هادي محفوظ كلمة رحّب فيه بداية بفخامة الرئيس، قائلا: "أنتم رمز وحدة الوطن، وأنتم، في مسيرتكم الوطنيّة، عُرفتم في ما تحمّلتم من مسؤوليّات جِسامٍ وفي ما عملتم. وإنّنا، في جامعة الروح القدس، نحمل لكم طيب الدعاء لكي يعضدكم الربّ في جميع أعمالكم الوطنيّة الآيلة إلى خير وطننا الحبيب لبنان".
وتحدث الاب محفوظ عن هشاشة الإنسان وسموّه في آنٍ معًا، وعن سرّ الخلق وسرّ الخالق، الذي "تحمله جامعة الروح القدس، وهي ابنة الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي اشتهرت عباءتها بحبّ الأرض والوطن، فتسمّت بالبلديّة وجعلت اسم لبنان يغلّ في اسمها. هي تعي أنّ بهاءلبنان هو كونٌ مصغّر ومجتمع عن أبهى ما في الكون. وهي تحبّ لبنان وتؤمن به ولا تخاف عليه. فهي ترفض التباكي والتشكي والتململ كلّما عصفت عاصفة به، بل تنطلق، وتعمل بكلّ إيجابيّة وبكلّ ما لديها، في كلّ حقبة، لينطلق لبنان أكثر فأكثر، في تاريخ لا يتحكّم فيه البشر، وإن رسموا مخطّطات وقاموا بأعمال ونصبوا آمالاً يسعون اليها. فالتاريخ يعلونا جميعًا لأنّ سيّده سرّ محبّة مطلقة هو. لبنان مصيره واحد: السير إلى الأمام، بكلّ فرح وكلّ إيجابيّة بالرغم من كلّ الصعاب".
وأضاف: "وقد عُرفت الرهبانيّة بالعلم وبالعمل في الأرض. فأديارها تتابع العمل الزراعيّ وقد أسّست الرهبانيّة مؤخّرًا مؤسّسة "أديار" لتواصل، بالتكنولوجيا الجديدة، تقليد العمل الرهبانيّ القائم على علاقة احترام الأرض ورفع انتاجيّتها. والرهبانيّة التي يحوي أحد أديارها أوّل مطبعة في الشرق، أسّست جامعتنا التي تتنوّع العلوم فيها حاليًّا، إذ فيها خمسَ عَشَرَةَ كليّةً ومعهدًا. فيها تعمل الرهبانيّة من أجل الجودة والتميّز لكي يُبدع الإنسان في التفكير والاكتشاف والسير إلى الأمام، بكلّ إيجابيّة. وهي، أي جامعتنا، تعمل، بلا هوادة، لكي تواكب حياتها مسار العالم الجامعيّ العالميّ. وبين كليّات جامعتنا، كليّة العلوم الزراعيّة والغذائيّة التي تنظّم هذا المؤتمر بالتعاون مع جمعيّة "غد واعد" اللبنانيّة والمعهد الدولي "كيراسكو" الإيطاليّ. فجامعتنا تمدّ يدها إلى كلّ من يريد إعلاء الإنسان في لبنان وفي العالم، وإلى كلّ من يعزّز فكرة الاكتشاف والخلق عند الإنسان، وإلى كلّ من يعتني بالأرض وينميها..."
أفانينيا
من جهته تحدث مدير عام المعهد الدّولي لتربية البزّاق في كيراسكو السّيد جيوفاني أفانيناعن خبرته في مجالي السّياسة والإدارة، وشكر الجامعة والمنظمين وجمعية غد واعد، كما تحدث عن الطرق الإيطالية لتربيّة البزاق، معتبرًا أنها طبيعيّة 100% ومتطوّرة. ولفت الى "أن لبنان يتمتع بالشّروط المناخيّة الملائمة من أجل هذا النّوع من الإنتاج. فالطّقس مثالي ليس بارد، أما فيما يتعلّق بمياه الرّي فهي كافيّة لتلبيّة حاجات هذا الإنتاج الرفيع المستوى". ونوّه بأهميّة هذه الشّراكة المهمّة جدًا بين لبنان وإيطاليا مشيرًا الى أنها ستفسح المجال أمام توفير فرص عمل جديدة.
كما أشار الى أن البزاق هو منتوج مهم جدًّا وذلك لأنه لا نجد فيه كميّات كبيرة من البروتيينات، فيمكن بالتالي أن يستخدم في إطار أنظمة الحميّة الجديدة. وهناك امكانيّة أخرى ينبغي أن نحلّلها وهياستخدام ريق البزاق كدواء بحد ذاته وكمستحضر تجميلي، مؤكدًا على أهميّة التّركيز على هذا النّوع من الإنتاج لأنه مفيد على أصعدة مختلفة. وفي الختام أشار الى أن التعاون اليوم بوجود فخامة رئيس الجمهورية يمكن أن يؤدي الى علاقة طويلة ومميّزة، يمكن ان تثمر العديد من مشاريع تعاون مستقبليّة.
ضو
وألقى مدير عام جمعية "غد واعد"نوفل ضوّكلمة اعتبر فيها "أنه في قمة الإشتباك السياسي والإعلامي، وفي قمة التهديدات والمخاطر الأمنية التي يعيشها لبناننا الحبيب، إخترنا أن يكون هذا المؤتمربعنوانه : "أرضي غد واعد" فعل إيمان ورجاء بحاضرنا ومستقبلنا وفعل تمسك بأرضنا وثقة بعطاءاتها، وبأهدافه نموذج إنطلاقة لمقاربة الشأن العام من زاوية الإنماء وتحسين مستوى حياة اللبنانيين". وأضاف: "هذه المقاربة تنطلق من أهدافنا -كجمعية"غد واعد" وكناشطين في الشأن العام - بوجوب اعتماد المفهوم العلمي للسياسة في حياتنا العامة بحيث تكون التنمية البشرية والإقتصادية والديمقراطية وتحسين مستوى حياة الإنسان في صلب مفهوم الحياة السياسية في لبنان..."
وتوجه نوفل إلى الرئيس سليمان: "إن رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر، وحضوركم الشخصي، والمخاطر التي تحملتموها للتنقل في هذه الظروف الصعبة، فعل تواضع وإصرار على عيش هموم اللبنانيين ومشاكلهم، ورسالة من الرسائل الكثيرة التي دأبتم على استغلال كل مناسبة تتاح لكم، لتوجيهها الى اللبنانيين والعالم على مدى سنوات عهدكم، مضمونها: الإصرار على تحويل المآسي والصعوبات الى دروس وعبر تؤسس لمرحلة جديدة من الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي في لبنان".
ولفت إلى "أننا نتطلع الى أن يكون مؤتمرنا اليوم، وما سيليه من ورش عمل لإطلاق مشاريعنا التنموية، رافدا متواضعا من روافد نظرتكم وسعيكم الى تحقيق اللامركزية الإدارية، مع ما تعنيه هذه اللامركزية من تنمية الأرياف ومناطق الأطراف، وتثبيت اللبنانيين في أرضهم، والحد من الهجرتين الداخلية والخارجية عبر إيجاد المزيد من فرص العمل لشبابنا وإنقاذهم من آفة المخدرات عبر الشروع الفوري ببرنامج اعددنا له كل المتطلبات التقنية والتمويلية لاستبدال زراعة المخدرات بزراعات مفيدة لصحة الإنسان يتكفل الجانب الإيطالي بشرائها بما يعود على المزارعين اللبنانيين بمبالغ مضاعفة عن تلك التي يجنونها من زراعة الحشيشة، فضلا عن معالجة المشاكل الناجمة عن المتغيرات الديموغرافية التي تنعكس توترات سياسية تغذي الصراعات التي نسعى للخروج منها".
وتحدث ضو عن"الشراكة التي بنيناها مع مؤسسة كفالات والبنك اللبناني الفرنسي في لبنان، ومع المعهد الدولي في كيراسكو – إيطاليا، الممثل بيننا اليوم بالسيد جيوفاني أفانينا الذي تحمل مشقة الإنتقال على الرغم من مشاغله وارتباطاته من إيطاليا الى لبنان، من أجل الإستفادة من خبرته على مدى اثنين وأربعين عاما في مجالات التنمية الزراعية والصناعية والسياحية، لإطلاق أول مشروع تنموي من أصل أكثر من عشرة مشاريع نتطلع إلى إطلاقها تباعا لتحسين ظروف عيش اللبنانيين ورفد الإقتصاد اللبناني بمداخيل تساهم في إطلاق دورة زراعية – صناعية – تجارية متكاملة وبالتالي في بناء مناعة اجتماعية لمواجهة المخاطر التي تتهددنا".
واكيم
أما عميدة كليّة العلوم الزّراعية والغذائية في جامعة روح القدس – الكسليك المنظّمة للمؤتمر الدكتورة لارا حنّا واكيم فقالت:" المعروفعنكميافخامةالرئيسسعيكم المستمر الى تشجيع اصحابالكفاءاتعلىأنيؤدوادوراًفيخلقدينامياتدفعجديدةوفقالتفكيرمعتدلعلميوحديث. فبتشجيعكملهمتحثوهمعلى الانخراط في العملالمؤسساتي،تبددونهواجسهمفيبنونوطناًيفتخرونبالانتماءإليهلينهضبقدراتهموخبراتهم. فيهذهالمسيرة،يتيقنالفكرأنالزراعةتلعبدوراًأساسياً فيالتنميةالشاملة .
واعتبرت "أن كليتنا انطلقت بفكرة هذا المؤتمر من قناعتين :الاولى : ايماننا بأن أرضنا ارض مقدسة وعنوان للعطاء والكرم ، وانها بقدر ما نهتم بها ونعطيها تعطينا وأكثر.والثانية : أن جدودنا عرفوا هذه الحقيقة وآمنوا بها ولهذا تعبوا في استصلاحها وزراعتها وأعطوها من دمهم وعرقهم ليحافظوا عليها ، لا بل أكثر ، فقد زرعوا حبها في قلوب ابنائهم قبل أن يزرعوها خضاراً وفاكهة ، وما أحوجنا اليوم الى أن نعيد زراعة هذا الحب في قلوب شبابنالتتابعشجرةالحياةنموها،مناإلىالأجيالالقادمة،كمانمتمناهلناإلينا،فيعرفوا قيمة المحافظة على النعمة قبل أن يفقدوها" .
وأضافت: "واذا كان هدف كلجامعاتالعالم ايصال المعرفة والعلوم المتقدمة وتحديد الاختصاصات لسوق العمل ، فان من أهم أهدافها التنمية الاقتصادية لبلدانها والنهوض بها على مختلف الأصعدة بما تقدمه من أفكار ودراسات علمية ترتكز عليها المجتمعات في تحسين مستوى المعيشة فيها. فجامعةالروح القدسبتوجيهاترئيسهاالأبالدكتورهاديمحفوظورؤيتهالمستقبلية،وضعتنصبأعينهاكلهذهالاهدافوأكثر".
حلقة عمل
وبعد استراحة عقدت حلقة عمل حول مزارع تربيّة البزّاق :مشاريع واعدة للأطراف والأرياف بعائدات ضمونة تحدث فيها د.نبيل نمر عن واقع الزّراعة في لبنان، ونوفل ضو عن تربيّة البزّاق في لبنان :دعامة اقتصادية في خدمة التّنمية المستدامة وسيمون سامبوعن حاضر الأسواق العالميّة لتجارة البزّاق وتطوّرها المستقبلي (أرقام ومؤشرات) وجيوفاني أفانينا عن تربيّة البزّاق في الهواء الطّلق وفقا" لدورة بيولوجيّة كاملة (الطّريقة الإيطاليّة)وأنطوان سعادةعن المساعدة في تمويل مشاريع تربيّة البزّاق في لبنان. 

  • شارك الخبر