hit counter script

مؤتمر "14 اذار" في طرابلس

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٣ - 12:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 إلتأم مؤتمر "إعلان طرابلس" الذي نظمته قوى 14 آذار في فندق كواليتي-إن بطرابلس، بمشاركة وحضور حوالى 200 شخصية سياسية ونيابية ونقابية، بحثوا في الأوضاع على الساحتين الطرابلسية بصورة خاصة واللبنانية بصورة عامة، في ضوء التطورات الأخيرة، لا سيما القضايا المتعلقة بالأحداث في سوريا.

وافتتحت أعمال المؤتمر بالنشيد الوطني وبكلمة منسق عام قوى 14آذار النائب السابق فارس سعيد، تطرق فيها إلى الأوضاع في طرابلس وقال: "حتى اليوم قدمت طرابلس أكثر من 250 قتيلا أو شهيدا أو ضحية أو ما شئتم وأكثر من 2000 جريح، وذلك نتيجة لمؤامرة موصوفة نسجها النظام السوري وأعوانه وأدواته المحلية، ويكفي أن نذكر مؤامرة مملوك-سماحة وأهدافها الخطيرة التي أصبحت معلنة بواقع التحقيقات والإعترافات، ويكفي أن نذكر 18 جولة من الإشتباكات الدموية بين أحياء المدينة الواحدة، يكفي أن نذكر جريمة تفجير المساجد وقتل المؤمنين في أماكن العبادة، يكفي أن نذكر الخراب والدمار الهائل في البيوت والمؤسسات والإقتصاد".

أضاف: "نحن مدعوون اليوم إلى تظهير الواقع الحقيقي لأبناء هذه المدينة الأبية وللشمال الصامد في معاناتهم وصبرهم وتضحياتهم الكبيرة، وتحديد المطالب من خلال المداخلات والمداولات وتبني لهذه المطالب ومتابعة تحقيقها، وإعادة التأكيد أن مشكلة طرابلس والشمال هي قضية وطنية بامتياز، ولذلك ينبغي أن يحملها كل الوطنيين المخلصين وهذا ما نعتبره أساسيا على قوى 14 آذار".

السنيورة

والقى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة كلمة قال فيها: "طرابلس الأبية يعتصرها الألم، من التآمر والاهمال، طرابلس أبية وصامدة ولن تسمح للمتآمرين عليها ان ينتصروا، لأن انتصارهم على المدينة، يعني انهم انتصروا على كل لبنان. وطرابلس اليوم تخوض معركة كل لبنان في مواجهة المؤامرة والاستهداف والظلم".

اضاف: "اتينا اليوم الى عاصمة الشمال، لنؤكد ان طرابلس هي مدينة الاعتدال والوسطية والعيش المشترك بين كل مكوناتها. اتينا لنقول ان لا فرق بين ابناء المدينة الواحدة لأن ما يوحدهم أكبر وأكثر من الذي يفرقهم. ولنقول ان اهالي بعل محسن وباب التبانة هم عائلة واحدة يجتمعون حول لبنانيتهم، وهناك من عمل ويعمل لجعلهم يتواجهون ويقتتلون. لكن ما بناه تاريخ ووقائع العيش معا، لن تدمره دسائس ومؤامرات وشهوات التفرقة".

وتابع: "نعم نريد أن نقولها صريحة باسمي وباسم الرئيس سعد الحريري وباسم تيار المستقبل وكل قوى 14 آذار، نقولها كما يعرفها اللبنانيون وأهل المدينة، أهل باب التبانة وبعل محسن، هم جميعا اهلنا وهم عائلة واحدة. لكن من عمل ويعمل على ضرب بعضهم ببعض معروفة أهدافه ومخططاته، فهو أيضا ينفذها في دمشق وحلب وحمص وحماه واللاذقية، وكيف لا ينقلها الى طرابلس؟ لكن وبحمد الله وبإرادة اللبنانيين، فإن هذه المخططات لن تنجح، لأن العيش الواحد في المدينة وفي لبنان متأصل وجذوره ضاربة عميقا في أرض وكيان لبنان".

واوضح ان "ما جرى في المدينة ترك جروحا وندوبا وآثارا، لكن من قال إن المدينة لن تتجاوز ما جرى وتقفز فوقه وتنظر الى الأفق المشرق والواعد؟ اللبنانيون وأهل طرابلس يتذكرون جيدا تجربتهم المرة مع جيش النظام السوري وتنكيله بالمدينة وأهلها، وتجربته في بث الفرقة والشقاق مع إخوانهم في بعل محسن حيث زرع التوتر بين الاخوة لتحل الريبة نتيجة الاستقواء بعد طيب العشرة".

واشار الى ان "اهل طرابلس لن يستكينوا ويتركوا مدينتهم تدفع ثمن إجرام نظام أراد الدمار لبلده ولطرابلس في الوقت عينه"، معتبرا ان "ما تشهده هذه المدينة الحبيبة وعلى وجه الخصوص منذ ان انطلق الشعب السوري في ثورته، لم يكن الا استهدافا مباشرا ومؤامرة لضرب لبنان وإشعال الفتنة فيه. إن ما يجري في طرابلس يريدون له ان يطبع كل لبنان بطابعه وخصاله. يريدون للبنانيين ان يتقاتلوا، ويريدون للبنان ان يصبح ساحة مواجهة مرة أخرى، ويريدون ان ينقلب اهل السنة والجماعة على تاريخهم وعلى اعتدالهم وانفتاحهم وان يتحولوا نحو التطرف او نحو مواجهة مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمها الجيش اللبناني".

واعلن السنيورة "من طرابلس العاصمة الثانية للبنان، لمن يريد أن يسمع، ان المسلمين السنة في لبنان هم أهل اعتدال وحكمة ودولة، وأهل الالتزام بالقانون وتطبيقه، ولن ينجروا الى مخططات ونوايا النظام السوري في إشعال الفتنة وبث الشقاق".

وناشد "جميع إخواني في طرابلس وفي كل لبنان، التمسك أكثر من اي وقت مضى بالميثاق الوطني القائم على العيش المشترك، وبالدستور واحترام القانون، وبتقديم الاعتدال في وجه التطرف والتسامح في وجه الحقد والدعوات الى الثأر والابتعاد عن التعصب والغلو والتشدد".

وقال: "يريدون للبنان ان يخسر استقراره ودولته، ويريدون للمواطن اللبناني ان يخضع لهم ويعلن استسلامه. أنتم تعلمون أن هذا لن يحدث ولن يتحقق، لبنان اقوى من مخططاتهم، لبنان باق وهم الى زوال، واهل طرابلس أبقى من الأشرار والمجرمين وقطاع الطرق. وكما فشل مخطط شاكر العبسي وفتح الاسلام بانحيازكم الى الدولة وجيشها وقواها الأمنية وعلمها، وكما فشل مخطط سماحة - المملوك في تفجير الاوضاع واطلاق موجات التطرف، سيفشل المجرمون الذين خططوا لجريمة المسجدين".

اضاف: "لقد سبق للبنانيين أن انتصروا على المحنة وأعادوا بناء سلمهم الأهلي ووطنهم وتعالوا على الجراح، وهذه المرة أيضا لن تنتصر هذه المؤامرة، بل ستنتصر إرادة الحياة لدى اللبنانيين ولدى اهل طرابلس الصامدة والصابرة".

وتابع السنيورة: "في ظل هذا القلق المخيم على بلادنا وهذا الشقاء والاجرام والجنون الذي يحيط بنا ويقترب منا، لا بد لنا من اعادة التأكيد على الثوابت من اجل الا نفقد البوصلة ونخسر الرؤية. اننا نتمسك بلبنان العيش المشترك، وبالحرية والنظام الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة وبسلمية الاساليب والوسائل، وبطبيعة الحال بلبنان وطنا نهائيا عربي الانتماء والهوية، لبنان المنفتح والمتآلف مع كل الثقافات، لا لبنان الفارسي أو الأعجمي أو الأمريكي أو الأوروبي".

وقال: "لقد واجهنا سابقا ونواجه اليوم، نظم الاستبداد والقهر والتسلط ووكلائهم المحليين، ولن نقبل بهم أو نستسلم لهم. كما أننا نرفض التطرف والتعصب والغلو من اي جهة أتى.
رفضنا ونرفض تعصب وانغلاق وضيق صدر بعض المسيحيين، كما نرفض تطرف وشطط بعض غلاة الشيعة القادم من طهران عبر سياسة ولاية الفقية العابرة للحدود السياسية، هذه السياسة التي أقصت وكفرت وفجرت وقتلت. كما أننا في الوقت عينه نرفض رفضا باتا ايضا تطرف بعض غلاة السنة وميلهم الى اعتماد أسلوب التكفير والعنف والحساب بحق اي كان.
ونقولها صريحة واضحة، ان الاعتداء على الاماكن الدينية المقدسة والمقامات الاسلامية والمسيحية عمل مجرم ومدان، كما أن الأعمال والممارسات التي استهدفت مدينة طرابلس وعلى وجه الخصوص جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام هي عمل إجرامي مرفوض ومدان ويجب الاقتصاص من الذي خطط له ونفذه أو سهل له".

واكد ان "التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية من بيروت وبعد ذلك السفارة الايرانية من قبل بعض المتطرفين هو عمل إجرامي إرهابي مرفوض ومدان ولا يمكن أن نقبل به. وان من دمر المساجد والمقامات في سوريا عند الشيعة والسنة مجرم ومدان، ومن تهجم على الكنائس والاديرة في معلولا وغيرها مجرم مدان بل وملعون، فأين أنتم يا من تدعون الاسلام من اخلاق عمر بن الخطاب. من خطف المطرانين والاخوات الراهبات مجرم مدان يخدم اهداف النظام القاتل المسيطر في دمشق".

واردف: "منذ أن ثار الشعب السوري، عاش النظام الحاكم وأربابه وأعوانه حالة انكار معتبرين أنه لا توجد في سوريا ثورة شعبية، وأن ما يجري هو أعمال عصابات ارهابية تخريبية تكفيرية. والحقيقة التي لا تخفى على أحد، أن النظام كان وراء الكثير من هذه المجموعات والعصابات الارهابية والتكفيرية، بل هو الذي كان يطلق سراحها ويدعمها ويرسلها لارتكاب تلك الجرائم ضد الأبرياء. وما يجري في معلولا والممارسات التي شهدتها هذه البلدة وفي بعض الاماكن الأخرى انما يخدم النظام ونظرية النظام وأساليبه. لذلك، فإننا نرى أن الاستمرار في احتجاز المطرانين والراهبات هو عمل لا يخدم سوى اهداف النظام ومن ينفذه هو مجرم يخدم اعداء الثورة والشعب السوري ولا يمكن التعامل معه الا بهذه الصفة".

وقال: "إننا هنا من مدينة طرابلس وقبل أيام من انقضاء عام وإقبال عام آخر نرسم ونحدد الموقف الذي نتمسك به ولا نحيد عنه:

أولا: لقد اعلنا مع بداية الربيع العربي انحيازنا الى حركات التغيير السلمية في كل الارجاء العربية، ونحن مع هذه الحركات، نطالب بأنظمة ترعى الحرية وتطبق الديمقراطية والشفافية والمحاسبة وحماية حقوق الانسان واحترام المواطن الفرد وحرياته وحقوقه، ونؤيد العمل من اجل إقامة الدولة المدنية. هذا من دون ان ننسى قضية الشعب الفلسطيني العادلة والمحقة من اجل استعادة الحق والارض والقرار السياسي الفلسطيني على أرض فلسطين.

ثانيا: نحن لا نقبل وصاية الشقيق ولا سيطرة الصديق بل نطالب الجميع باحترام لبنان الوطن الحر السيد المستقل ومواطنيه المسالمين.


ثالثا: اعلنا ونعلن ترحيبنا بالاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين ايران والدول الخمس الكبرى، ونقولها صراحة ان لايران الحق في التخصيب النووي للأغراض السلمية وليس مقبولا الكيل بمكيالين وترك اسرائيل محتفظة بأسلحة الدمار الشامل من نووية وغيرها بخاصة بعد أن سلمت سوريا وقبلها العراق اسلحتهما الكيماوية. داعيا الى ان تكون منطقة الشرق الأوسط كلها خالية من أسلحة الدمار الشامل".


ودعا الى ان يتم استغلال فرصة الاتفاق بين ايران والدول الكبرى لفتح الأبواب المغلقة بين العرب وايران كأشقاء وأصدقاء في الجوار والدين والثقافة. وان تلتزم ايران سياسة حسن الجوار وعدم التدخل وأن تتوقف عن تصدير نظرية وتطبيقات ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية الى الدول العربية وحيث يشكل لبنان النموذج لإثبات صدق التوجهات الجديدة لدى ايران، والى ان تلتزم ايران بالاندماج مع المجتمع الدولي وما يقتضيه ذلك من سياسات وممارسات ومن ضمنها التقاليد التي تحترم حقوق الانسان.

وناشد "الدول العربية الى اعادة تنشيط وتحريك واطلاق القدرات العربية لحماية المصالح العربية والأمن القومي للأمة العربية في مختلف المجالات، والعمل بصدق من أجل بناء الثقة بين إيران والدول العربية. وإن الآفاق سوف تكون مشرعة على تعاون عربي إيراني وبالتالي المسارعة الى العودة الى نسج علاقات ودية وأخوية بما يسهم في إيجاد واحة من الاستقرار والنمو والتنمية في المنطقة".

وقال: "لقد طور اللبنانيون منذ الاستقلال ميثاقهم الوطني، فكانت الانطلاقة التي مهدت للاستقلال وبعدها تراكمت التسويات والتفاهمات الى أن تألقت في اتفاق الطائف الذي لم يطبق بعد بشكل كامل والذي يجب ان تكون مهمة استكمال تطبيقه هي المهمة الاساسية مع اي خطوة وطنية مستقبلية. وان مقررات الحوار الوطني يجب التمسك بها وتنفيذها لانها نقاط اجماع وتلاق وآخرها وأبرزها ما ورد في إعلان بعبدا لجهة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتجاذباتها".

ودعا السنيورة حزب الله الى "العودة الى لبنان على مختلف المستويات السياسية والامنية، عبر وقف مشاركته في القتال في سوريا ووقف خروجه على الاجماع الوطني ووقف تحوله إلى قوة عسكرية مقاتلة حين تطلب منه طهران. ان حزب الله الذي كان له شرف المشاركة الفاعلة في قتال اسرائيل والمساهمة في تحرير الارض المحتلة حتى العام 2000 قد تحول إلى قوة احتلال وقهر عبر مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري وقبلها قتال اللبنانيين عبر غزو بيروت وبعض المناطق".

وقال: "ان حزب الله يحمل كل يوم الى اللبنانيين والى الطائفة الشيعية تحديدا جثمان شاب كان يجب ان يعيش في بلاده او قريته وبين اهله وعائلته، لا أن يموت في معركة دفاعا عن نظام غاشم ومصالح سياسية إيرانية لا يعرف اللبنانيون ولا من سقطوا صرعى عن غاياتها شيئا".

ودعا الى "تشكيل حكومة انتقالية من غير الحزبيين، فحزب الله قد ارتكب معصية وطنية حين أصر على عدم الوقوف عند مصالح اللبنانيين ورغباتهم، وعليه التراجع عن هذا العناد من اجل فتح الباب امام عودة الوئام الوطني، للبحث في المسائل العالقة بين اللبنانيين وأولها مسألة التفاهم على السلاح الخارج عن الشرعية لوضعه في كنف الدولة وتحت سلطانها وسلطتها الكاملة باعتبارها دولة كل اللبنانيين، لا دولة فئة او طائفة".

اضاف السنيورة: "إن مدينة طرابلس وكل الشمال لهم علينا وعلى لبنان دين كبير ونحن نرى ضرورة السير بالتوجهات التالية:
- نشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية ومؤازرته بقوات الطوارىء الدولية في ضبط الحدود تنفيذا للقرار 1701.
- استكمال تنفيذ الخطة الأمنية بشكل صارم وعادل في كل أحياء المدينة في باب التبانة وبعل محسن، ومنع حمل السلاح واستعماله من قبل أي طرف كان. ينبغي أن تصبح طرابلس المدينة الرائدة في كونها مدينة خالية من السلاح غير الشرعي وتتبعها مدن وبلدات لبنانية أخرى.
- تنفيذ الاستنابات القضائية بحق المتهمين بجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام وكذلك بحق من أطلق النار على شبان أبرياء يسكنون بعل محسن.
- تشكيل لجان أهلية للمصالحة واعادة الوئام بين أهل المدينة الواحدة وعلى وجه الخصوص بين باب التبانة وبعل محسن.
- وضع مخططات لإعادة الإعمار والترميم في المدينة بالتشارك بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء والمسارعة لبدء ورشة إعادة إعمار المدينة.
- الانصراف الى تنفيذ المشاريع المقررة للمدينة ومنطقة الشمال من أجل تحريك عجلة الاقتصاد والعيش في المدينة والسعي الجدي لاطلاق الطاقات الكامنة عبر برنامج فاعل وجدي تأهيل الشباب بالمهارات اللازمة في ايجاد الاجواء الملائمة للاستثمار والعمل وبالتالي في ايجاد فرص العمل الجديدة للشباب، ولا سيما المنضمين حديثا إلى سوق العمل، كذلك ايضا التفكير بإقامة المناسبات المشتركة بين اهل المدينة الواحدة للنظر الى الأمام وترسيخ المصالحة، لأن إنقاذ طرابلس هو إنقاذ للبنان ونحن وأهل طرابلس قادرون على صنع ذلك باذن الله وبارادة اهل المدينة وارادة اللبنانيين من اجل ان يبقى لبنان، وسيبقى لبنان".
 

  • شارك الخبر