hit counter script

خاص - ملاك عقيل

مرشّحو... الحائط المسدود!

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٣ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثمانية ملايين ليرة لبنانيّة. ليس رقماً سهلا بالنسبة الى البعض. هي "الكلفة" التي يتكبّدها مشروع نائب الامة قبل أن يصبح نائباً "عن جدّ". مبلغ يدفعه أكبر ثري في لبنان قرّر الترشّح للانتخابات. وهو نفسه الذي يدفعه أفقر المرشّحين. ستّة ملايين لتقديم طلب الترشيح، ومليونان تأمين انتخابي.
نعم، بين مئات المرشحين من رمى الثمانية ملايين كمن يبصق على الارض. شريحة لا بأس بها حسبت ألف حساب قبل أن تبصق. اما لأنّ المبلغ، صحيح انه متوافر في الجيبة، لكنّه "حرزان"، ويفترض إجراء مفاضلة بين الدخول في متاهات ترشيح لانتخابات قد لا تحصل أصلاً، وبين ضرورة تسجيل موقف وتعريف الناخبين على "بروفيل" جديد، حتى لو من المؤكد أنّ الانتخابات لن تحصل.
ثمّة من المرشحين من يجمع المليون فوق المليون، ويبدّيه على قسط مدرسة بالامكان تأجيله، أو سفرة من السهل تعويضها. المهم أنّ تسجّل سجلات وزارة الداخليّة اسمه كمرشّح للانتخابات النيابيّة. بالنسبة الى بعض خفيفي الظلّ الأمر كافٍ لحمل لقب "سعادة النائب". النمرة الزرقاء لن تقدّم ولن تؤخّر، طالما جماهير العزاء والافراح يدعون له بطول العمر.
8 ملايين ليرة لبنانيّة، يعني تحديداً 5 الاف دولار ودولاران. سعيدو الحظ هم من سيسترجعون نصف المبلغ في حال سحبوا ترشيحاتهم ضمن المهلة القانونيّة. البقيّة أكلت الضرب طبعاً. خسارة هذا المبلغ بالنسبة الى الاكثريّة، ليس بالامر المهمّ، خسارة الفرصة أصعب بكثير. هنا نتكلّم عن الشريحة التي لم تقارب لا من قريب ولا من بعيد ورشة قانون الانتخاب. يعني لا تعرف أبداً ما دار في الكواليس. كان يهمّها فقط معرفة موعد تقديم الترشيحات، محاولة في الوقت نفسه حجز مقعد لها في بوسطة "قادة محاور اللوائح".
أمر بعض المرشّحين كان يدعو أحياناً للشفقة. "شو قولكم منترشّح أو لا؟". بالنهاية كان القرار بتقديم أوراق الترشيح، حتى لو علِموا مسبقاً بأنّ ما حصل وسيحصل لم يكن سوى مجرد مسرحيّة. قلّة قليلة "كبّرت رأسها" ولم تنجرّ للفخ.
لا انتخابات في 16 حزيران. تكاد الساحة اللبنانيّة التي تغلي بالاحداث الامنية وبتضارب الحسابات السياسيّة تبلّع السياسيّين والمرشّحين هذا الواقع بالملعقة. لكن لا أحد يبالي. فتح باب الترشيح في أول "ماراتونه"، كما حين تمّ استئناف العمل بالمهل، شكّل فرصة ذهبيّة للظهور على مسرح السياسة. هذا بالنسبة الى المرشّحين المغمورين، المتلهّفين لاستحقاق يمنحهم فرصة، غير حيازة النمرة الزرقاء، الاثبات أنّهم أجدر من غيرهم على مقاعد مجلس النواب.
أما بالنسبة الى اللاعبين الكبار فحساباتهم "ما بتعرف الله". كلّ جهة غنّت على ليلاها. لكلّ ترشيح موّال. بين الرابية والضاحية وبنشعي وعين التينة ومعراب وبكفيا وبيت الوسط والمختارة... كلّ الفرق. لكنّهم جميعاً سيصلون الى الحائط نفسه. ذاك الذي يصفونه بالمسدود.

 


 

  • شارك الخبر