hit counter script

- محمد فواز

شكراً بوكير ولكن...

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٣ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حلم المونديال هو حلم مشروع راود كلّ فرد من الشعب اللبناني، فهذا الشعب الذي لم يعد يجد شيئاً ليتفق عليه، التفّ بمختلف مكوّناته حول منتخبه الذي باتت مبارياته أشبه بقضيّة وطنيّة.
لقد تحدى منتخب لبنان الكثير من الصعاب التي واجهته بدءاً بمشاكل البلد الداخلية مروراً بالأوضاع الاقتصاديّة ونظام الدوري الذي لا يزال دوري هواة وصولاً الى ضعف الموارد والتحضير قبل المباريات والمواجهات الصعبة... فبعد بداية صعبة تجسدت بخسارة قاسية في سيول وتشكيك الجميع بالمنتخب وقدراته، استطاع رجال الأرز أن يقلبوا الطاولة على رأس الجميع وحقّقوا انتصارات ونتائج باهرة ستبقى مخّلدة في أذهان اللبنانيّين، ما مكّن المنتخب من بلوغ الدور الثاني من التصفيات المؤهلة للمونديال في إنجاز غير مسبوق، كما تمكّن، بسرعة قياسيّة، من تضميد جراحه بعد ضلوع عددٍ من لاعبيه بفضيحة التلاعب بالمباريات بفوزٍ مقنع على المنتخب التايلاندي، مع العلم أنّ قضايا التلاعب بالنتائج من شأنها أن تعصف بأكبر الفرق وبالتالي التأثير على مستواها.
نُسبت هذه النجاحات بأغلبها الى المدرب الالماني ثيو بوكير، وهذا فيه إجحاف ببعض اللاعبين والاتحاد وإدارة المنتخب وفيه مبالغة بتقدير الالماني. فإذا أعدنا النظر في الكثير من المباريات تحت قيادته، نرى أنّ شجاعة عدد من اللاعبين والحظ هما من أوصلا المنتخب الى برّ الامان في هذه المواجهات، مثل مباريات ايران وكوريا الجنوبيّة في بيروت ومباراة الكويت في الكويت، حيث كان الفريق من دون هوية ومن دون تكتيك هجومي وكان يسجّل بالضربات الثابتة والكرات الشاردة فقط. وإذ يحسب لبوكير شخصيّته القوية، وعلاقته الجيّدة مع اللاعبين، وإيمانه بالمجموعة، ومعرفته بالكرة اللبنانيّة وتحضيره النفسي للاعبين، إلا أنّ هذه إمكانيات ممتازة لمساعد مدرب أكثر منها لمدير فنّي. إذ كان يعيب هذا المدرب، خلال توليه مسؤوليّة المنتخب، الضعف التكتيكي الهجومي، قراءته السيّئة والخاطئة للكثير من المباريات وافتقاده الشجاعة في الكثير من المواقف، فلم نلحظ مثلاً تبديلاً أو تغييراً تكتيكيّاً قام به استطاع من خلاله قلب المعطيات أو أسلوب اللعب أو شكل الفريق كما كان يصرّ على وضع ثقته في لاعبين اثبتوا فشلهم في أكثر من مناسبة، مثل الحارس عباس حسن واستبعاد آخرين قادرين على تقديم الاضافة مثل اللاعب عباس عطوي "اونيكا". كما أنّ تصريحاته الاخيرة بعد تردّي النتائج عن تدخل الاتحاد بعمله وتحميله مسؤوليّة النتائج السيّئة تدل على أنّ بوكير في المباريات الأخيرة وبطريقته العقيمة هجوميّاً كان يحاول الدفاع عن سمعته التي حققها في الدور الاول من التصفيات لا الحصول على نتائج جيّدة، ومباراة أوزبكستان عصر الثلاثاء أكبر دليل، حيث كان لا بديل للمنتخب عن الفوز لإنعاش أمله في التصفيات وكان الفريق من دون مخالب، مع العلم أنّ مباراة تايلاند اثبتت أن هذه المجموعة من اللاعبين تمتلك المخالب...
المدرب الالماني مشكور على كلّ ما قدّمه للمنتخب وعلى الثقة التي زرعها في نفوس اللاعبين والجماهير، ولكنّه بطل من ورق أكثر ممّا هو في الواقع وقد حان وقت الانفصال...
 

  • شارك الخبر