hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

سبعة باباوات سوريين تاريخيّاً... فمتى يأتي دور لبنان؟

الثلاثاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٢ - 07:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكن زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في ايلول الماضي فقط رسالة اطمئنان الى المسيحيين في هذا الشرق وتأكيد على أنّ مرجعيتهم الروحية تقف الى جانبهم في هذه المرحلة المفصليّة على مستوى المنطقة، بل أيضا إشارة متجدّدة الى الاهتمام الذي يوليه الفاتيكان للتعايش المسيحي - الاسلامي في هذه البقعة المختلطة دينيّاً وطائفيّاً واثنيّاً وثقافيّاً من العالم، وحيث انه ممنوع المسّ بهذه التركيبة التعايشيّة التي نرى مثيلاً لها في بعض الدول ومنها لبنان.
فهذا البلد الصغير اختير منه بطريركاً هو مار بشارة بطرس الراعي، الذي نصّب في ما بعد كاردينالاً ومن ثم اسقفاً له الحق بانتخاب البابا المقبل. وهذا إن دلّ على شيء فعلى أنّ موجات التطرّف والقتل ومشاعر الحق والكراهية التي تسود دول المنطقة، وتحديداً منها التي شهدت احداث "الربيع العربي"، تشغل اهتمامات القوى الغربيّة وعلى رأسها الفاتيكان، التي تعتبر أنّ أيّ تغييب للاسلام المعتدل، وهو كذلك بمعظمه، سيؤثر حكماً على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وبالاخص على الوجود المسيحي، ممّا يدخل الشرق الاوسط في دوّامة من الاقتتال والفوضى لن يقوى أحد على مجابهتها أو وضع حدّ لها.
وهكذا اختار البطريرك الماروني غداة انتخابه بطريركاً على كرسي انطاكيا وسائر المشرق، ولأنّه اعطي مجد لبنان بطوائفه كافة، شعار "شركة ومحبة" كعنوان لدوره المشرقي في الفترة المقبلة. فبدأ عهده بجمع القادة المسيحيّين علّه يقنعهم بالخروج بوثيقة تفاهم في ما بينهم، تتضمّن ثوابت مشتركة لدى غالبيتهم، في ظلّ الاتفاق في ما بينهم على مسلّمات تنطلق من المحافظة السيادة والاستقلال الناجز، مروراً بحصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة وحدها، وصولاً الى تقبّل الاختلاف والعمل على جعله سبيلاً للتوصل الى خطة انقاذ وطني.
ويلاحظ في هذا المجال التماهي الفاتيكاني - البطريركي حول الكثير من القضايا الداخليّة والعربيّة والاقليميّة، وفي طليعتها الازمة السورية. فليس غريباً أبداً أنّ يكرّس الحبر الاعظم بعضاً من وقته لتسوية النزاع الدائر في بلد انتخب من بين شعبه تاريخيّاً سبعة باباوات على كرسي الفاتيكان. وبما أنّ البعض قد يستغرب هذه المعلومة القيّمة فإنّنا نذكر هؤلاء الباباوات من أصل سوري:
1 – القدّيس البابا انيسيت (من سنة 155؟ الى سنة 166): اتخذ هذا البابا موقفاً حازماً ضد الهرطقة "المونتانية" بشأن تأثير الروح القدس على الكنيسة.
2- البابا يوحنا الخامس (من 23 تموز 685 الى 2 اب 686): هو اول من سلسلة باباوات توالوا من اصل شرقي بلغ عددهم التسعة من أصول سوريّة ويونانيّة وسريانيّة. وكان لهذا الحدث في حينه أهمية كبرى بالنسبة الى الخلافات التي كانت قائمة بين الشرق والغرب.
3 – القديس البابا سيرجيوس الاول (من 15 كانون الاول 687 الى 8 ايلول 701): رفض هذا البابا التصديق على قوانين مجمع "القبة" سنة 692 ومن بينها القانون الذي لا يسمح بتبتّل، أي عزوبيّة، الكهنة. وكان الامبراطور يوستنيانوس الثاني مصمّماً على عزل سيرجيوس، لكن الشعب الروماني دافع عنه وحال دون ذلك. وأدخل سيرجيوس كلمة: "حمل الله" في القداس.
4- البابا سينيسيوس أو ساسين (من 15 كانون الثاني الى 4 شباط 708): مضت حبريّته من دون أّيّة أحداث.
5 – البابا قسطنطين (من 25 آذار 708 الى 9 نيسان 715): هو البابا الثالث والاخير في التاريخ الذي سافر الى بيزنطية قبل القطيعة معها ومع كنيسة الشرق، ولاسيما بعد اغتيال الامبراطور يوستنيانس الثاني.
6- البابا غريغوريوس الثالث (من 18 آذار 731 الى 29 تشرين الثاني 741): كان آخر بابا يطلب من قيصر بينزطية تثبيت انتخابه.
7 – القديس البابا زكريا (من 20 كانون الاول 741 الى 22 اذار 752): استمرّ في سياسة الصداقة مع "الفرنك" التي كان باشر بها اسلافه.
يقال إنّ اختيار البابا الطوباوي الراحل يوحنا بولس الثاني من بولونيا في اوروبا الشرقيّة جاء بعد ما تعرّضت له من اضطهاد للوجود المسيحي فيها وتهديد الايمان المسيحي في ظلّ الحرب الباردة التي كانت قائمة آنذاك، فهل أنّ ما يشهده الشرق من تحولات تواكبها نزعات عنفيّة يمهّد لأن أن يكون البابا المقبل، بعد طول العمر لبنديكتوس السادس عشر، من منطقتنا وربما البطريرك الحالي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك انقاذاً للمسيحيّين في الشرق.

 

  • شارك الخبر