hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

دائرة الأوقاف في نيابة صربا كرّمت المطران غي بولس نجيم

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٢ - 14:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت دائرة الأوقاف في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة - نيابة صربا احتفالًا تكريميًا للمطران غي بولس نجيم تقديرًا للعطاءات الجليلة التي قدّمها، تحت عنوان: "شكرًا يا صاحب السيادة..!"، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلًا بالنائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح، في قاعة البابا يوحنا بولس الثَّاني في جامعة الروح القدس – الكسليك.
كما حضر الحفل السفير البابوي في لبنان المونسينيور غبريال كاتشيا، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، النائب إيلي كيروز ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النواب: نعمة الله أبي نصر، جيلبرت زوين، فريد الياس الخازن وغسان مخيبر، الأساقفة: بولس روحانا، أنطوان عنداري، سمير مظلوم، يوسف درغام وجورج بو جودة، الرئيس العام للرهبانية اللبناية المارونية الأباتي طنوس نعمة وأعضاء مجلس المدبرين، رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ، وحشد من الرؤساء والرئيسات العامات، وأعضاء لجان الأوقاف في الأبرشية وفعاليات دينية وعسكرية وبلدية واختيارية وأهالي المحتفى به وأصدقائه.

بداية ألقى كلمة الافتتاح والترحيب الأستاذ جورج خليل، ثم تحدث المفوض البطريركي المشرف على إدارة الأوقاف- نيابة صربا المارونية الخوري مارون زغيب الذي قال: "يدرك كثيرون أنني لا أبالغ إن قلت في المحتفى به إنَّه مدرسة راسخة في الروح الكنسيَّة، مدرسة لا تقهرها قوة مهما عظمت، ولا تزعزعها ريح مهما عصفت، لأنَّها مبنيّة على صخر الإيمان، ولأنَّها تعمل بوحي ربّاني ملهم. بلغة القلب أهتف لك شكرًا، يا صاحب السيادة، لأنَّك خرجت من نطاق إنسانك المحدود ، لتغدو فكرًا يحتذى، ونهجًا يعتمد ، نهجًا تربّى في قلب الكنيسة، فربّى أجيالاً تحترم الرسالة وتقدِّرها وتطبِّقها". ووصف المحتفى به برمز العطاء المجاني رافعا الدعاء "بأن بأن يبقى ذخرًا لنا وللكنيسة وللوطن، ونبراسًا نستضيء به وقت الظلمات" وواعدا "بأن نفتح القلب واليدين لسيادة المطران الجديد بولس روحانا".

ثم ألقى النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا كلمة أشار فيها إلى "أن خدمةُ المحبة التي سعى المطران نجيم إلى الشهادة لها، فإنها تنطلق من مفهوم عميق وثابت للكرامة الإنسانية، تكشفه لنا الكتب المقدّسة لدى الديانات المعروفة بالتوحيدية. هذه الكرامة تستمد قوّتها وشموليتها وديمومتها من الإيمان المشترك بالإله الواحد، خالق الجميع وأب الجميع. كما أن هذه الكرامة هي غير مجتزأة وليست منّة من إنسان، بل هي عطيّة متساوية من الله لكل الناس، وهي المصدر الأساس الذي تتحدّر منه كلّ الحقوق والواجبات الإنسانية التي ينادي بها المؤمنون جميعًا وأصحاب الإرادات الصالحة. من هنا لا مكان البتّة لمفهوم الأقليّة والأكثريّة في تحديد حقوق الناس الأساسيّة، ولا مكان لأي تمييز بينهم على أساس العرق واللغة والجنس والدين والثقافة والمستوى الإجتماعي والاقتصادي". وأضاف :"فيما أعين الجميع تنظر إلى لبنان وإلى أوطاننا العربية، وهي في حالة مخاض مجتمعي عسير، لا نتلمّس بعد نتيجته النهائية، لا بدّ من أن نسعى مع كل شركائنا في المواطنة، في سبيل تنمية المساحات المشتركة على أساس نصرة الكرامة الإنسانية التي تجمع بين كل الناس. ومأساة هذه الكرامة هي أنها تختبئ وراء تصوّراتنا الدينيّة والمجتمعيّة الثقافيّة والسياسيّة الملتوية أحيانا، وقد تخنقها تلك التصوّرات إذا لم نسارع إلى الكشف عنها بموضوعيّة وصدق وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها، وتصويبها لنعود بها إلى الأصل كما أرادها الله". وتابع :"إن نيابة صربا البطريركية إذ تواصل شهادتها لخدمة المحبة في سبيل كرامة الإنسان، تحثُّ مؤمنيها وكل القوى السياسية والإقتصادية والثقافية، والعاملين في المجتمع المدني أن يضافروا جهودهم لنصرة هذه الكرامة، تشريعًا وتنفيذاً للقوانين، في سبيل تغيير البنى والذهنيات التي في ظلالها وعلى منعطفاتها تنتهك تلك الكرامة، ولا من نصير. إلى أخوتي في نيابة صربا أقول، بنوع خاص: "إذا لم نكن شهودًا لخدمة المحبة والكرامة الإنسانية، فقولوا لي من نكون ؟" واختتم متوجها بالشكر إلى المحتفى به معتبرا "أنه استطاع، بإيمانه وفكره وروحانيته، أن ينقل الكنيسة إلى حيث يجب أن تكون، إلى الإنسان المعذّب والضائع والمقهور والباحث عن محبة حقيقية، علّه يجدها في الكنيسة الشركة، وهي مدعوّة إلى أن تكون علامة بيّنةً وشاهدة لتلك المحبة الآتية من فوق كالسحابة على الأرض العطشى".

وألقى ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس الصياح كلمة استهلها بالقول: "يشرّفني أن أحمل إليكم تحية صاحب الغبطة وبركته لهذا الإحتفال المميز. وإليك يا سيدنا غي تحية شكر ومحبة وتقدير من أجل دعوتك والرسالة الأسقفية التي حملت على مدى اثنتين وعشرين سنة..." وأضاف: "اجتمعتم اليوم واستعرضتم بعضًا من تلك الإنجازات التي كشف من خلالها سيدنا غي في رسالته الأسقفيّة عن بعض ملامح وجه الله، وعمّا يريد الله أن يقوله للناس بلسانه وعلى يده. وهذا من أجمل ما يمكن أن يتمنّاه إنسان سعى بكلّ ما أوتي من قدرات ليكون في ما هو لله". وتابع: "حسّك الراعوي هذا كان وما زال يظهر جليّاً في مواقفك التي تغني اجتماعاتنا في السينودس. فمن يصغي إليك يدرك كم أنت حامل هموم الناس، وكم أن هم الرسالة قد تملّكك، تتخطى في فكرك وكلامك القشور لتنفذ إلى الجوهر... فتتقدّم بالرأي الواضح والحل السديد. لذلك لا يمكنني أن أتصورك لا قاعداً ولا متقاعداً، بل أنت في مسيرة دائمة تنطلق من رسالة إلى رسالة. أنت ستقسّم وقتك من الآن فصاعداً بين الصلاة والصمت والعمل الراعوي في رعية شعرت أنّها تحتاج إلى عطفك وإلى هدوئك وإلى روح الفرح الذي فيك، وإلى نفحة الرجاء التي تشع من وجهك وتتدفق من مواقفك وكلماتك. وفي حياتك ورسالتك الأسقفية كما في رسالتك الجديدة ما سعيت يوماً لتكون أنت في الواجهة بل ليظهر من خلالك وجه يسوع المسيح. فهو الهدف الذي تريد أن تقود الناس إليه، إذعليك أنت أن تصغر وله هو أن يكبر".
وختم: "من أجل ذلك أحيّيك مجدداً باسم رأس كنيستنا، وباسم الكنيسة أشكر لك التزامك العميق بالرسالة، وأشكر لك الخطّ القيادي الذي تميّزت به رسالتك الأسقفيّة. وباسم صاحب الغبطة وباسمي وباسم هؤلاء الأصدقاء جميعاً ندعو لك ونصلّي لكي يستمّر وجهك النيّر ينشر البشارة حاملاً الفرح والسلام والأمل لكل موجوع وكل مهمّش، مظهراً وجه الكنيسة المشعّ ووجه المسيح المنتصر على الألم والموت. عرفناك على مدى سنوات وعملنا معاً، ومعاً تشاركنا في الرأي وفي المسيرة، "فعرفنا المحبة وآمنا بها". فشكراً لك على ما أنت وعلى ما أنجزت. وفقك الله".

وتحدث المحتفى به المطران نجيم الذي أشار إلى "أن لقاء الشكر هذا مميز، ليس بالنسبة للمبادرات التي سمعتم أنني أنجزتها، فهذه المسألة ثانوية كليًا في هذا الظرف. لقاء الشكر هذا مميز أولا وأخرا لأنه يخرج عن المقولة المتداولة "وبالشكر تدوم النعم". لم يبحث الذين فكّروا بإطلاق هذه الأمسيّة، وما وضع رئيس جامعة الروح القدس والآباء المسؤولون فيها بتصرّف منظّميها هذا المكان الفخم الذي يذكّرنا بقداسة البابا الراحل الذي أحب لبنان وأحبه لبنان، الطوباوي يوحنا بولس الثاني والذي ، في آن، يعدّنا لاستقبال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بفرح وامتنان، وأنتم الحاضرون الآن هنا جميعا ما لبيّتم الدعوة لأجل مكافأة ما. لقاؤنا الآن لقاء محبّة مجانية تماما وفي ذلك، وفقط في ذلك، رونقه. إنه تجاوب مع حسّ في القلب مرهف، متأصل في الروح المسيحية الحقة". وأضاف: "وشكري ليس على مستوى شكركم لأنني نلت فيه الكثير الكثير، نلت خصوصًا تعبيركم المجاني عن محبتكم. فشكرًا لدائرة الأوقاف التي يرأسها الخوري مارون زغيب ولمعاونيه فيها ولكل لجان الأوقاف في الرعايا، وللكهنة إخوتي الذين يرأسونها وللذين يعاونونهم وللشمامسة وللمجامع الرهبانية التي صلت وتصلّي وتعمل باستمرار من أجل الكنيسة جمعاء، وللمجالس والحركات والجمعيات والهيئات ولجميع أبناء النيابة، صغارا وكبارا، القائمين فيها والمغتربين عنها، وللأصدقاء والأقارب الذين توافدوا من قريب ومن بعيد، ومن بينكم من هو من رعايا النيابة في أفريقيا. فشكرا لهم. وشكري البنوي لصاحب الغبطة الذي أراد أن يرعى شخصيًا هذا اللقاء ولأخوتي. شكرا للذين أعدوا برنامج هذا اللقاء وتفانوا في إنجاحه، ولفريق الإعلاميين الذين أحبوا تغطيته. ومسك الشكر لأخي المطران بولس يوسف روحانا. من صميم القلب أصلّي لأجله كي يتقدس في مسؤوليته الجديدة ويتقدّس بتقديسه شعب النيابة بكامله. إنه وأنتم أفضل هدية هداني إيّاها الله. أشكره عليها وأستودعكم جميعا بين يديه".
وفي الختام قدّمت دائرة الأوقاف في الأبرشية درعا تقديرية للمحتفى به تسلّمها من المطران روحانا والخوري زغيب. كما تخلل الحفل وثائقي عن فصول من حياة المحتفى به وإنجازاته.
 

  • شارك الخبر