hit counter script

كلمة السيد نصر الله حول اختطاف اللبنانيين في حلب في 22-5-2012

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٢ - 21:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مداخلة على الهاتف عبر نشرة اخبار تلفزيون "المنار"، تناول فيها "موضوع اختطاف اللبنانيين في حلب"، وقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. طبعا، حديثي موجه بشكل أساسي إلى العائلات، سواء أكانوا في بيوتهم أم كانوا موجودين في مجمع الإمام الكاظم (عليه السلام)، وكذلك خطابي إلى كل المواطنين، خصوصا إلى الذين يشعرون بتعاطف خاص بهذه الحادثة. والأمر الثاني أن الكلام الذي سوف أقوله الآن، من موقع المسؤولية، هو كلام باسم دولة الرئيس الأخ نبيه بري، وباسمي وباسم قيادتي "حزب الله" وحركة "أمل"، ونحن نسقنا مع بعضنا هذا المضمون. لا شك في أن هذه الحادثة مدانة، يعني أن ما أقدمت عليه بعض الجماعات المسلحة من عملية إختطاف مدانة بكل المعايير".

أضاف: "الأولوية بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى الأهالي هي كيفية معالجة هذا الموضوع، الكلام في السياسة له وقت آخر، لكننا سنذهب الآن إلى صلب الموضوع، الأمر الأساسي الذي أحب أن أؤكده للناس وللمواطنين، أن دولة الرئيس نبيه بري وأنا شخصيا وقيادتي "حزب الله" وحركة "أمل" سنتعاطى مع هذا الموضوع بمسؤولية كبيرة جدا، وبدأنا بالتعاطي منذ اللحظة الأولى، يعني قبل أن يظهر الموضوع في الإعلام. نحن كنا نشتغل بالملف بشكل حثيث جدا، نعتبر هذا الموضوع إلى جانب أهاليهم هو مسؤوليتنا، كما لو أن أولادنا وأخواتنا هم المخطوفين".

وتابع: "إذا، نريد أن نقارب الموضوع، المخطوفون هم مواطنون لبنانيون، يوجد دولة في لبنان وتوجد حكومة في لبنان هي في الدرجة الأولى التي تتحمل مسؤولية العمل على إطلاق سراحهم، مثل أي دولة أو حكومة تحترم نفسها عندما يتم إختطاف المواطنين المنتمين إليها في أي بلد من البلدان. بالفعل، دولة الرئيس نبيه بري أجرى إتصالا مع دولة الرئيس ميقاتي، وكذلك إخواننا اتصلوا بالرئيس ميقاتي، والذي أعرفه أنا أن الرئيسين قد بدأا بالإتصالات، نحن أيضا لدينا إتصالات أخرى على خطوط أخرى. إذا، النقطة الأولى مسؤولية الدولة ومسؤولية الحكومة عن هذا الملف وعن معالجته، ونحن كلنا في موقع المساعدة والمساندة والعمل الحثيث من أجل إنجاز اطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في أسرع وقت ممكن. إذن الى جانب هذا الجهد، هناك أمر آخر مطلوب منا، الآن مناخ البلد محتقن، نتيجة الأحداث التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية. بشكل حازم وحاسم، اذا أردنا أن نصل إلى نتيجة طيبة في هذا الموضوع يجب أن نتعاون جميعنا، ونريد تعاون الناس خصوصا".

وأردف: "الآن الأهالي ـ وكلنا نتعاطف معهم ـ يريدون الاعتصام في مسجد، في حسينية، في مركز، في ساحة، في باحة، فهذا حقهم الطبيعي من أجل أن يبقوا يعبرون عن موقف ويذكروا بهذه المسألة. لكن ما أؤكده، باسم قيادتي "أمل" و"حزب الله"، لا يجب أن يلجأ أحد إلى قطع الطرقات، وبالنسبة إلى قطع الطرق الذي حصل قبل قليل، نحن بصراحة نخاف من دخول أحد على الخط في هذا الجو المحتقن ومن أن يفتح أحد مشكلا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وأن يأخذ أحد البلد إلى مكان آخر هو أجنبي عن معالجة هذه القضية الإنسانية، قضية إطلاق سراح المختطفين".

وقال: "لذلك، أتمنى على كل أهالي الضاحية وأهالي المنطقة ـ والآن جاءتنا أخبار أيضا من البقاع ومن كل المناطق عن قطع طرقات ـ فشبابنا وشباب أمل والعائلات والقوى الأمنية، جميعنا يجب أن نتعاون ولا نريد قطع الطرقات. قطع الطرقات، ماذا يفيد؟ وعلى من يضغط؟ إذا كان الهدف الضغط على القيادات السياسية والحكومة اللبنانية لكي تتحمل المسؤولية، فنحن متحملون المسؤولية منذ اللحظة الأولى، ونعتبر هذا الموضوع بالنسبة إلينا أولوية مطلقة. هذا يلحق الأذى بالناس والضرر بالناس ويعطل حياة الناس، أيضا في الأجواء المحتقنة والمناخات الموجودة في البلد يمكن أن يأخذه إلى مكان آخر. إن موضوع قطع الطرقات وحرق الاطارات أو الاعتداء على أي شخص يمر على الطرقات غير مقبول لا من ناحية أخلاقية ولا من ناحية دينية ولا من ناحية وطنية، هذا الأمر لن يكون سليما ولا يخدم هذه القضية".

أضاف: "صدر كلام عن بعض الناس ـ نحن نفهم الانفعال ولكن أيضا نحن نخاف من الذين يدخلون على الخط ـ ان هذا الامر إذا لم يعالج هناك رعايا سوريون في الأراضي اللبنانية، وهناك ناس يقولون "نحن نريد أن نخطف ونعمل". طبعا، هذا أيضا ممنوع وحرام من الناحية الشرعية والأخلاقية والقانونية والوطنية، إذن الرعايا السوريون الموجودون في البلد هم إخواننا وأهلنا وهم موجودون ضمن مسؤولية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ولا يجوز لأحد التصرف من تلقاء نفسه بأي تصرف خاطئ من هذا النوع. قطع الطرقات، الإقدام على أي اعمال عنف، القيام بأي خطوات سلبية، لا يخدم هذه القضية على الاطلاق.

وتابع: "من أجل أن تكونوا على ثقة طبعا، أقول إن الاتصالات بدأت مع السلطة في سوريا ومع بعض الدول الاقليمية المؤثرة، ولا أريد التحدث عن أسماء، لاحقا اتكلم، إذا من اللحظات الأولى هناك دول اقليمية مؤثرة بهذا النوع من الملفات. نحن لم نعدم أي وسيلة. أولادكم وشبابكم وأهلكم أمانة في اعناقنا، وأنتم تعرفون عندما تكون الأمانة في اعناقنا كيف نمارس نحن المسؤولية ونتحملها. في المرحلة الحالية المسؤولية مسؤولية الدولة، والكل مدعوون إلى انضباط كامل وحقيقي، ونحن نعبر عن موقفنا بشكل حضاري وسلمي، وسنعمل في الليل والنهار حتى يكون هؤلاء الأحبة في ما بيننا. هذه الرسالة التي أحببت بشكل مختصر أن أقولها: بتعاوننا جميعا إن شاء الله نقدر أن نصل إلى خاتمة طيبة لهذا الحادث المأسوي".

  • شارك الخبر