hit counter script

كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في مؤتمر الاسكوا

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٢ - 11:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أيها الحفل الكريم
يُسعدني أن أرحب بكم جميعاً في الدورة الوزارية السابعة والعشرين للاسكوا، وأشكركم على حضوركم إلى لبنان،الذي يحتضن الاسكوا بفخر والذي كان وسيبقى بإذن الله، نموذجاً للديموقراطية والحرية والانفتاح والاعتدال والعيش المشترَك وحوار الأديان والثقافات.كما أودّ أن أشكر الأمينة التنفيذية للاسكوا الدكتورة ريما خلف، على دعوتي لرعاية وحضور الدورة الوزارية، وعلى ما تبذله من جهود بناءة على رأس هذه اللجنة لدعم جهود التنمية في بلداننا. عموما ولبنان خصوصا.
نجتمع اليوم، في وقت تشهد فيه بلداننا العربية تحولات جذرية تضعها عند مفترق تاريخيٍ مهم، ينبغي مواكبته بتحقيق مكاسب إنمائية وآمال شعوبنا في الإصلاح والتجدد والديموقراطية والازدهار.
إننا أمام مرحلة مفعمة بالأمل، لكنها مليئة بالخيارات الصعبة وأحياناً بالمخاطر، لذلك نحن في حاجة الى كل أطياف المجتمع، والشباب خصوصا ، والى الحكومات وسائر هيئات المجتمع المدني، للعمل سوياً والارتقاء باقتصاداتنا ضمن نموذج إنمائي جديد، من أجل مستقبل تسوده الحرية والكرامة وحقوق الإنسان.
إسمحوا لي ، ان أوجه من على هذا المنبر، دعوة جديدة الى كل الدول العربية لكي تفعّل العمل المشترك في ما بينها لما فيه خير دول المنطقة وشعوبها وقضاياها، ولإحلال السلام ومن أجل إرساء الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وإتاحة الفرص المتساوية للجميع، وبناء الدولة القوية والقادرة والعادلة، وإصلاح المؤسسات، وتطوير الاقتصاد.
السيدات والسادة الحضور الكرام،
تشكل الانتفاضات والتحركات الشعبية المطالبة بالديموقراطية جزءا من التطور التاريخي للمنطقة العربية، لكن مسار الديموقراطية ليس عملية سهلة وبسيطة تتحقق بمجرد تغيير أنظمة او إجراء إنتخابات. فلبنان، وعلى الرغم من من أنه يصلح لأن يكون النموذج الأمثل تاريخيا في الحرية والديمقراطية والتفاعل الثقافي والحضاري وإحترام التعاليم السماوية والتشريعات المدنية، لا يزال يطوّر نظامه الديموقراطي ويركز في سلم أولوياته على الإصلاح الإداري والحوكمة والمواطنة ووضع القوانين والتشريعات لمزيد من صون الحريات وضمان حقوق الإنسان والمساواة.
لقد إخترتم معالجة العديد من المسائل الإدارية والتنظيمية المهمة لترشيد عمل الاسكوا، بالاضافة الى القضايا الملحة والبارزة بالنسبة لمنطقتنا ، لا سيما الموضوع الرئيسي لهذه لدورة وهو "دور المشاركة والعدالة الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في منطقة الإسكوا.
إن التغييرات المصيرية التي تمر بها منطقتنا العربية هي خير دليل على ارتباط العدالة الاجتماعية بمفهوم التنمية المستدامة والمتوازنة، لأنه ،إذا عجزت السياسات والبرامج الإنمائية عن إدماج قضايا ومتطلبات الشعوب المعيشية والثقافية والإنسانية،لا يمكن الحصول على تنمية عادلة ومستدامة. ومن هنا تأتي أيضاً أهمية موضوع توفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في تنمية القطاع الخاص مما يعزز النمو المستدام والشامل للجميع ويلعب دورا مباشراً في توفير فرص العمل التي نحن في حاجة ماسة اليها في منطقتنا.
أتوجه بالشكر للاسكوا على جهودها في دعم البلدان العربية وإطلاق عملية تشاورية إقليمية بهدف تقريب المواقف من الأهداف والمواضيع التي سيتم طرحها في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ، أو ما يعرف ب"ريو عشرين" المقرر عقده الشهر المقبل في ريو دي جانيرو في البرازيل، من خلال تنظيمها لاجتماعات إقليمية ووطنية تنسيقية، وإعداد التقارير الفنية اللازمة لبناء موقف عربي موحد نستطيع من خلاله الدفاع عن مصالحنا في هذا المؤتمر المهم.

أيها الأخوة
في نقاشاتنا عن التحديات التنموية لمنطقة الشرق الأوسط تمثل أمامنا بوضوح القضية الفلسطينية ومن ضمنها حق الشعب الفلسطيني المشروع في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تطبيقاً للقرارات الدولية وتمسكاً بحقوق الشعب الفلسطيني التي يتم انتهاكها ، لا بل إستباحتها بشكل مستمر من قبل إسرائيل. لا بد في هذا السياق من التأكيد على إننا نتطلع إلى أن تكون الأمم المتحدة أكثر عدالة في إصدار القرارات الدولية وفرض تطبيقها لضمان السلام العادل والشامل في منطقتنا.
وفي لبنان، لا نزال نختبر الكيل بمكيالين على صعيد العدالة الدولية ، حيث تنتهك إسرائيل يوميا سيادتنا الوطنية في البر والجو والبحر، وتواصل إحتلالها للعديد من الأراضي اللبنانية ،متحدية كل القرارات الدولية، مما يضع الامم المتحدة أمام مسؤولية جديدة في فرض تطبيق قراراتها ودعم السيادة اللبنانية بكل الأوجه.
ختاماً، أغتنم هذه المناسبة لأنوه بالخطوات الدؤوبة التي تقوم بها الاسكوا لتوسيع عضويتها لتشمل كل الدول العربية، بهدف تنسيق برامجها وأنشطتها مع تلك التي تقوم بها جامعة الدول العربية. وفي هذا الاطار فان لبنان يدعم الطلبات المطروحة امام هذه الدورة من قبل الجمهورية التونسية والمغرب والجماهيرية الليبية للانضمام إلى الاسكوا ، ونحن نرى في هذه الخطوة دليلاً آخر على ثقة بلدان المنطقة بالاسكوا، وعلى التزامهم بالتكامل الإقليمي العربي.
أشكركم جميعاً على حضوركم، وأتمنى لاجتماعكم كل النجاح والتوفيق، وللضيوف الكرام طيب الإقامة في لبنان والسلام عليكم .
 

  • شارك الخبر