hit counter script

"زملاء" ولكن...

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٠ - 05:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
دفعتني إمكاناتي المتواضعة في المواد العلميّة الى دراسة الصحافة والعمل فيها، و"الشغل" ليس عيباً. إلا أنّه لا يمكن إنكار ما لهذه المهنة من حسنات، لعلّ أهمّها أنّها تتيح التقرّب من السياسيّين ومعرفة متى يصدقون ومتى يكذبون، على الرغم من أنّ الحالة الثانية هي السائدة.أمّا السيّئات فهي كثيرة، منها أنّ أقليّة تسيء الى سمعة الأكثريّة عبر الارتهان التام للسياسيّين ولمن يدفع أكثر، ولو اضطرّهم الأمر اللجوء الى الابتزاز وإطلاق الشائعات، والأمثلة على ذلك كثيرة، وبعض الأسماء متداولة بين "الزملاء".ومن السيّئات أيضاً، بروز طبقة جديدة من بين الصحافيّين اختار أفرادها أن يسمّوا أنفسهم "كاتب ومحلل سياسي"، فيحلّون ضيوفاً على بعض البرامج الإذاعيّة والتلفزيونيّة، ويفيضون بآرائهم التي تشكّل تكراراً لآراء السياسيّين المحسوبين عليهم. وإذا كان بعض هؤلاء يستحقّ الصفة فإنّ الغالبيّة لا علاقة لها بالكتابة ولا بالتحليل السياسي.وإذا كانت "اقترافات" بعض "الزملاء" تثير السخرية، على طريقة "شرّ البليّة"، فإن "البليّة" الأكبر هي في بعض أصحاب وسائل الإعلام الذين تجتمع فيهم سيّئات المهنة كلّها، فهم منحازين ومرتشين ومدّعي صفات، ومع ذلك يوافق صحافيّون كثراً على العمل لديهم، أحياناً لأنّ "الطيور على أشكالها تقع"، وأحياناً أخرى بسبب محدوديّة فرص العمل. وإذا كان بعض "الزملاء" يقبضون من سياسيّين، من أجل إبراز أخبارهم والإساءة الى خصومهم، فإنّ بعض أصحاب الوسائل الإعلاميّة يقبضون من أنظمة... إلا أنّ الرشوة تبقى هي نفسها، سواء أتت من ملكٍ أو أمير أو...وزير!

  • شارك الخبر