لا أرغب بأن أكون متشائماً، ولا ان اكون متخوفاً، ولا ان اكون مشككاً، الا ان الاكيد هو ان "الملق فلت" والكلام السياسي، من هنا ومن هناك، لا حدود له، وعلى حد تعبير الفريقين فإن الوضع منفتح على اكبر درجات التصعيد، من هنا نتوقف عند عدد من المواقف التي تنبئ بالويل والثبور وعظائم الامور ومن أبرزها:- كلام النائب محمد كبارة من الشمال وأهمّه بأن من حاول تكرار تجربة 7 ايار ليتحمل نتائجها، ومن حاول استعمال سلاح الغطرسة سنستهدفه في كل مكان.- كلام النائب محمد رعد الذي اكد فيه اننا "اليوم نواجه حفلة من الصخب السياسي ونستشعر من خلالها حفلة جنون اضافية سيشهدها الوطن".- بيان نواب عكار الذين وصفوا استقبال حزب الله للواء جميل السيد في المطار عمل ميليشوي، وهو استفزاز للسلطات الدستورية ويشكل خرقاُ للقوانين، ويشكّل استهدافاً للمحكمة ايضاً. - كلام النائب خالد زهرمان عن أن ما حدث في المطار استعراض ميلشيوي وان المؤتمنين على دماء الشهداء لن يسكتوا لأن سكوتهم فسّر تراجعاً.- بيان النائب السابق مصطفى علوش الذي اعتبر أنّ ما جرى في المطار اغتصاب للقانون، وأن جميل السيد شاهد زور في قضية الشهداء.- كلام الدكتور محمد شطح الذي أكد أن الفريق الذي سيصدر القرار الاتهامي هو فريق مهني وكفوء وأن القرار سيصدر ولا أحد يستطيع ايقافه ولا يجوز أن ينتهي الامر بقتل الرهينة اي البلد.- كلام مسؤول العلاقات الاعلاميّة في حزب الله ابراهيم الموسوي بأن "المستقبل" يمارس أكبر عملية تزوير في تاريخ لبنان الحديث. - كلام الرئيس الجميّل الذي أكد أن حزب الله يصرّ على إبعاد اللبنانيين عنه وعلى تخويفهم منه ويدعوه الى الانخراط في مسيرة الدولة، وأكد أن الاستقرار يترنّح.- كلام النائب السابق ناصر قنديل الذي أكد أنّه "لن نصدّق من يقول إنه خرج من الاتهام السياسي لسوريا إلا عندما يعلن وفاة حركة 14 آذار". - كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض الذي  اكد ان ما نسمعه من خطاب طائفي يدفع الوضع في البلاد الى ما لا تحمد عقباه
هذا جزء من كلام اكثر واكبر، وما هذا الا بداية الطوفان، والايام الاتية ستحمل الكثير الكثير من التطورات، غير ان اللبنانيين ذاكرتهم قصيرة ونسيوا ما حدث خلال الاعوام السابقة حيث نرغب بالتذكير ببعضها:
- محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة- اغتيال الرئيس رفيق الحريري- خروج سوريا من لبنان- عودة العماد عون من فرنسا وخروج الدكتور جعجع من السجن- استبعاد التيار الوطني الحر من اول حكومة ما بعد الخروج السوري- استمرار الاغتيالات- انشاء المحكمة الدولية واعتكاف وزراء المعارضة- اعتصام قوى المعارضة في الوسط التجاري - 7 ايار واشتباكات بيروت والجبل وتسوية الدوحة- انتخاب الرئيس سليمان على رأس الجمهورية- تحول في مواقف جنبلاط اثر تغير التوزنات بعد 7 ايار بالرغم من فوز 14 اذار في انتخابات 2009- اشتباكات برج ابو حيدر والتي اتخذت للمرة الاولى منحى مذهبي، والتي كان ابرز مؤشر فيها انها بين فريقين معارضين من مذهبين مختلفين- أما الاهم فكان الكلام عن قرب صدور القرار الظني وما رافقه من حملة ومؤتمرات صحفية ولقاءات لأمين عام حزب الله وعودة الدور السوري الى لبنان.
بينما شكل الاحتقان السياسي المتنامي منذ فترة، والكلام الكثير عن تسلح وتدريب تشهده مناطق لبنانية مختلفة اضافة الى كلام اخر عن توجيهات للتمون في عدد من المناطق المؤشر الابرز على اعادة عقارب الساعة الى الوراء والى اوضاع شبيهة بما كان عليه الوضع اواسط السبعينات.
كل ما ذكر يؤكد ان ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد يوم الاحد لجهة حفلة الجنون التي تنتظر آتية لا محال، فاللهم الطف بلبنان من الشر المنتظر.