hit counter script

مطار بيروت... امتحان آخر

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٠ - 08:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
انتهت التحقيقات التي أجرتها الاجهزة اللبنانيّة والسعوديّة في حادثة العثور على جثة الشاب اللبناني بين عجلات الطائرة السعودية، لكن فضيحة جرَت فضائح بالجملة بدءاً من السياج المحيط بالمطار مروراً بالمدرج فرجال الامن ورجال المراقبة فبرج المراقبة مروراً بالاجواء اللبنانية عند الاقلاع وبعده ، وكادت الفضيحة تطال جهاز أمن ذاع صيته في الحنكة والتدقيق والحزم وحقّق مئات الانجازات في كشف شبكات التجسس لصالح العدو عنيت به جهاز أمن حزب الله الذي لم يفوّت للعملاء فرصة إلا وانقضّ عليهم  بمهارة ما خلا هذا المختل الذي قطع عبر سياج المطار عشرات الأمتار، إن لم نقل المئات من دون أن يراه أحدٌ على الرغم من موقع المطار المطلّ على الآلاف ممّن يقطنون حوله وعلى التلال المشرفة. لكن ما هي قصة هذا الشاب الضحيّة الذي، لو كان إرهابيّاً، لحصلت كارثة أبشع من تفجير الطائرات، بمعنى أنّه لو كان من رجال القاعدة ونقل عبوة الى الطائرة ودسّها بين عجلاتها لانفجرت الطائرة السعودية.للوهلة الاولى، تبدو الثغرة صغيرة إنما لم تكن سوى من أكبر الثغرات الامنية قاطبة إذ لو حصلت في البلدان المتقدمة لاستقال من جرّائها وزيران على الأقل هما وزيرا النقل والداخلية.إنها مسؤولية مضاعفة كونها مرتبطة بسلامة الملاحة الجويّة والوضع الأمني غير المستقر، وهي تكاد تهدّد الموسم السياحي في لبنان إذ كيف السبيل لإقناع القادمين الى لبنان بأنّ أمن مطار بيروت مضبوط وتحت السيطرة بينما بإمكان رجلٍ مكتمل الأوصاف الجسديّة الدخول الى حرمه من محيطه والوصول الى عجلات الطائرة .ثمّة معلومات تناقلتها وسائل الاعلام أفادت أنّ راكباً في الطائرة روى، لدى الشروع في اقلاعها، لإحدى المضيفات أنّه شاهد شخصاً انبطح أرضاً بمحاذاة الطائرة فنقلت المعلومة الى قائد الطائرة الذي اتصل ببرج المراقبة، ولكن، في المحصلة، سمح له بالاقلاع .وهنا يجدر السؤال، ألم يكن واجباً تأخير الإقلاع وتفتيش محيط الطائرة خشية من أن يكون قد تمّ دسّ مواد متفجرة تحتها؟ حادثٌ فردي سلّط الضوء على خللٍ أمني كبير واستهتار بسلامة حركة الطيران المدني وبمصداقيّة الدولة اللبنانيّة وأجهزتها، وخصوصاً ما يرتبط منها بالقواعد الأمنيّة والنظم التي تبقى مطلوبة من أجهزة أمن المطارات في العالم وإن استمرار تعاقد شركات الطيران العالميّة مع مطارات العالم مرهون بحسن ضبط الأمن في هذه المطارات وفي محيطها وفي الأجواء التابعة للدولة، ما يعني أنّ مطارنا سيكون معرّضاً للمقاطعة في حال تكرار ما حصل مع الطائرة السعودية .فهل تلقفت السلطات الرسميّة اللبنانيّة هذا الانذار تمهيدأً لضبط الوضع وإعادة ما خسرته على مستوى مصداقيتها تجاه العالم؟
  • شارك الخبر