hit counter script

السياسيّون والنجوميّة

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٠ - 04:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
عندما يتعلق الامر بالساسة في مختلف أنحاء العالم، فالأهم بالنسبة إليهم هو الوصول الى السلطة، ويستخدمون لأجل ذلك خدماتهم الكلاميّة والفعليّة ويضبطون توقيت إطلالاتهم الاعلاميّة من أجل سعة انتشار أكبر بين الناس. ولا يخلُ الامر من المبالغة في التصريحات الصحافيّة والمقابلات الإعلاميّة التي تكون هادفة حيناً واستعراضية في أحيانٍ كثيرة.أما في ما يتعلق بلبنان... فالأمر مختلف تماماً. السياسيّون اللبنانيّون، فيهم من لا نعرفه بالإسم حتى، ككثير من النواب قليلي الكلام، وفيهم من نسمع باسمه في مواقف لافتة، لكن حين نراه على إحدى الشاشات لا ندرك أنّ هذه هي الصورة التي تجسّد تلك التصريحات.أما النخبة منهم، وهم السياسيّون النجوم، فهم من الذين يتهافتون على المنابر الإعلاميّة بهيبتهم الكلاميّة وتصاريحهم الصارخة - وليس بالضرورة هادفة - هؤلاء كثيرون ويعانون من "عقدة الظهور" أكثر منها الحساسيّة لخدمة الناس وملاحقة حقوقهم ومطالبهم الأساسيّة، وكثير منهم يتذرّعون بتلك الحقوق من أجل البقاء تحت بقعة الضوء.ويشتهر هؤلاء في الوسط الاعلامي، حيث أنّ الصحافيين الذين يتابعون العمل السياسي حفظوا "أجندة" هؤلاء وأدركوا مفتاحهم، حتى أنّهم حين يحتاجون الى مقابلة سياسيّة وليدة آخر لحظة، ولا يدركون كيف ينقذون موقفهم أمام رؤسائهم، فهم يعرفون تماماً مع من سيتكلّمون لأنّ من سيتّصلون به لن يفوّت فرصة ظهوره مجدداً!وعندما يتعلّق الأمر بالشكل الخارجي، تاريخ السياسيّين بالتجميل طويل، وآخر تلك التجارب مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث ذكرت التقارير أنّه انفق ملايين الدولارات من أجل تصحيح تجاعيده الاولى والحفاظ على نضارة بشرته في الحملة الرئاسيّة التي جمعته مع خصمه سيغولين رويال.في لبنان، لم تنضج مسألة الاعتناء ببشرة الساسة للعلن كالغرب، انما نلحظ الاعتناء بتسريحة الشعر عند البعض، ومن آخر صيحاتها هي إطالة الشعر عن المشهد المعتاد، واستخدام مجفّف الشعر في تسريحه للخلف، كما بالنسبة الى اختيار ربطات العنق المناسبة التي تتزيّن بألوانها الهادئة. ومن الألوان الرائجة في المشهد السياسي الأخير هي الأزرق الفاتح والزهري والبنفسجي وغيرها، فقد أثبتت أنّها تضفي هدوءاً لدى السياسي وترسم لدى المواطن مشهداً من الارتياح لدى متابعته.جعلت عقدة الظهور من السياسيّين اللبنانيّين نجوماً على الساحة السياسيّة، حتى أشرفوا على منافسة النجوم الفنانين، وسحبوا البساط من تحت كثيرين من حيث سعة الانتشار.لذا حذارِ الفنانين، دقّوا ناقوس الخطر، فالسياسة هي القطاع الأكثر رواجاً في لبنان بدل الاقتصاد والاجتماع وشؤون الناس.أيّها الفنانون، إحذروا فإطلالاتكم أصبحت ظرفيّة، أما السياسيّون فعاديّة واستثنائيّة ودوريّة و"إلهائيّة"، وفي القريب العاجل سيتجاوزوكم جماهيريّاً ونجوميّاً... وأعذر من أنذر!

  • شارك الخبر