hit counter script

المقال الأخير

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠٠٩ - 11:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
ساعات ونودّع عاماً آخر من عمرنا. ساعات وتتألق الأسهم الناريّة في كبد السماء، حين تتعانق عقارب الساعة عند منتصف الليل، كمثل حبيبين بعد طول فراق. إذا شئنا التفاؤل، لبنانيّاً، ونحن على عتبة العام الأول من العقد الثاني من هذا القرن، لقلنا إنّ لبنان يطلّ على نافذة أمل بغدٍ أفضل، بعد توافق لبناني داخلي بالحدّ الأدنى وانطلاق عمل الحكومة، وعودة المياه الى بعض مجاري العلاقات اللبنانيّة السوريّة.ننظر الى الواقع السياسي اللبناني ونقول "حسناً"، فالأمر حسنٌ حقّاً إذا ما قورن بالغابر من الأشهر والسنوات. ولكن ثمّة مشهد لبنانيّ آخر، لا يختصر بالحياة السياسيّة. فالفساد لا يوفّر إدارة رسميّة في هذه الجمهوريّة. والفقر يسكن في منازل كثيرة. والأميّة كذلك. السجون مكتظّة وبعض القضاء متروك للقدر. فاقدو الأطراف الى ازدياد بفعل مخلّفات العدوان الإسرائيلي. يفقد الأطفال أطرافهم أثناء اللهو في البساتين، ولا يبلسم جراح أهلهم تصريحٌ واحد من مسؤول... فمن المسؤول؟التسرّب المدرسي الى ازدياد، وبعض المدارس، خصوصاً الدينيّة منها، بات أشبه بمسالخ، ورجال الدين  يشاركون في الجرم أو يشهدون زوراً في أحسن الأحوال.عامٌ يطوي عاماً. تزداد الأيّام وحشةً. ما عاد الجار يخاطب جاره. الطائفيّة تفتك بأفكارنا. بقايا موائد الأغنياء تكفي لإشباع فقراء لبنان كلّهم. عامٌ يطوي عاماً. نكبر. ننضج. لكنّ بعضنا لا يفعل. يصرّ على سماع السياسيّين و... يصدّق.
  • شارك الخبر