hit counter script

أخبار محليّة

الراعي: المطلوب من لبنان ان يقدم رسالة الى الإنسانية

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٢ - 23:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولته الراعوية على مناطق وبلدات أبرشية بيروت، ووصل في السابعة الا ربعا الى ساحة كنيسة مار نوهرا- التحويطة - فرن الشباك على انغام موسيقى المتين، وقد ازدانت الساحات والشوارع بالاعلام اللبنانية والبابوية وصور البطريرك الراعي، كما صدحت مكبرات الصوت في الشوارع بالترانيم والتراتيل الدينية، ورفعت اليافطات المرحبة "انكم يا صاحب الغبطة بشارة رجاء للبنان وراعي شمل ابناء الوطن". وتولت فرقة التدخل تأمين الامن بقيادة المقدم ابراهيم انطون، وتولت شرطة بلدية فرن الشباك قطع الطريق المؤدية الى ساحة الكنيسة.

ولدى وصول موكب البطريرك الراعي الى امام الكنيسة، عزفت موسيقى المتين الاناشيد المرحبة بقدومه، وكان في استقباله على الطريق النائبان ناجي غاريوس وحكمت ديب، كهنة الرعية الخوري دومينيك لبكي والخوري ميشال كيروز والخوري بولس العلم والخوري جورج عكي، والخوري طوني كرم من رعية سيدة المعونة الدائمة للروم الكاثوليك وكاهن رعية مار انطونيوس للروم الاورثوذكس الخوري جهاد ابو مراد، ورئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان واعضاء المجلس البلدي ومخاتير التحويطة جوزف نهرا، امين ضو وجوزف قسيس ونائب لجنة الوقف المحامي روكز قسيس والاعضاء واخويات الحبل بلا دنس والقديسة تريزيا الطفل يسوع، والميتة الصالحة، والرهبنة الثالثة للعلمانيين اخوية مار فرنسيس، والحركات الرسولية. وتولت كشافة الاغاثة فوج التحويطة التنظيم داخل الكنيسة.

ولدى دخول البطريرك الراعي الى داخل الكنيسة استقبل بالتصفيق والزغاريد وسط حشد كبير من المؤمنين والحركات الرسولية.
وصلى البطريرك على نية ابناء رعية مار نوهرا وكهنتها في حضور رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر والمطرانين طانيوس الخوري وميشال عون ولفيف من الكهنة يتقدمهم المونسنيور انطوان سيف ابن رعية مار نوهرا، النائب الاسقفي للشؤون الادارية في مطرانية بيروت المارونية المونسنيور عصام ابي خليل، رئيس المجلس الرعوي في الابرشيةالمونسنيور انطوان عساف.

وألقى الخوري دومينيك لبكي كاهن الرعية كلمة جاء فيها:"صاحب الغبطة الكلي الطوبي، صاحب السيادة راعي الأبرشية، أصحاب السيادة السامي احترامهم، آبائي الأجلاء، إخوتي وأخواتي بالمسيح يسوع.
هي العناية الالهية اختارتكم يا صاحب الغبطة أبا وراعيا لكنيستنا المارونية، وهي العناية عينها تسكب اليوم على قلوبنا فرحا وعزاء بقدومكم إلينا وزيارتكم رعيتنا مار نوهرا-تحويطة النهر-فرن الشباك.
زيارتكم يا صاحب الغبطة هي لنا أكثر من مناسبة، إنها فعلا لا شعارا، بشارة رجاء جديد لكنيستنا ووطننا الحبيب لبنان، إنها بشارة الراعي والمدبر الحكيم الذي يتفقد القطيع الصغير، كنيسة المسيح الراعي الصالح الذي أوكل رعايتها اليه.
هذه الزيارة هي نعمة من نعم الله علينا ونحن نحتفل بأسبوع الأبرار والصديقين، فهي تحفزنا لنتشدد جميعا في الايمان، لنتحصن كلنا بالرجاء، ولنحيا معا بروح الشركة والمحبة مستشفعين أمنا العذراء مريم سيدة لبنان، ومستلهمين نهج أبينا مار مارون في ليلة عيده المجيد، وروح شفيع كنيستنا مار نوهرا الشهيد.
وإذ نتوجه اليكم يا صاحب الغبطة بجزيل الشكر والامتنان لكل ما تقومون به من جهود حثيثة وتضحيات جمة للحفاظ على وحدة كنيستنا المارونية وعلى منعة وطننا الحبيب، نرفع الدعاء الى الباري تعالى أن يؤيدكم وأصحاب السيادة، رعاتنا الصالحين، بنعمته وحكمته الفائقة لترفعوا الصوت عاليا في كل حين منادين بحقوق من لا صوت لهم، ولتقووا العزائم الواهنة ولتشددوا القلوب الضعيفة ولتقودوا كنيستنا التي تلاطمها المحن والشدائد قيادة الربان الحكيم وتبلغوها شاطىء الأمان والسلام.
إننا بإسم رعيتنا هذه كهنة ولجنة وقف وأخويات وحركات رسولية ورعائية وكشافة ومؤمنين ومع بلدة فرن الشباك ومخاتير هذه البلدة، نعرب لكم عن عميق فرحنا وعن صدق محبتنا بكل أمانة أمامكم وأمام صاحب السيادة راعي الأبرشية السامي احترامه وأمام هذا الجمع الحاضر، أن نعود دوما الى المسيح يسوع لأنه هو رجاؤنا الوحيد، لأننا بروحه نتجدد ولأننا معا ومعكم يا صاحب الغبطة للمحبة نشهد. ونحن على يقين أن النعمة الالهية التي حلت في قلبكم يوم توليكم السدة البطريركية، تحل عليكم كل حين لتكونوا عنوان حضارة الشركة والمحبة التي تقوم عليها كنيسة المسيح لتؤدي شهادتها من أجل قيامة لبنان الرسالة وخلاص العالم.

ثم كلمة رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان قال فيها:"قدومكم الى منطقتنا راعيا متفقدا رعيته، ومبشرا يحمل بشارة التقارب والمحبة والتلاقي بين أبناء كنيسته، أحيا فينا وأشعل غبطة وطمأنينة.
فثلاثية أسمكم تزيدنا نحن أبناء منطقة عانت ودفعت الكثير لأجل دوام ثلاثية صليبنا راسخة شاهقة.
نحن في منطقة تعتبر حجر الزاوية في صمود كنيستنا الجامعة وما قدومكم ووجودكم بيننا اليوم إلا ليزيدنا تمسكا بكنيستنا رعية وراعيا مؤمنين بخطابكم وتطلعاتكم، ان في المسيرة الدينية أو في المسار الوطني".

اضاف "سدد الله خطاكم ووفقكم في هذه المهمة الصعبة في ظل التحديات والمصاعب التي تحيط بوطننا من كل جانب.
ونحن أبناء الكنيسة، أبناء الرجاء، أبناء القيامة، أبناء قوة الحق، أبناء الايمان، في صلابتنا كصلابة صخرة بطرس.
نعاهدكم العمل لدوام ثبات وتمسك وصمود أهلنا في هذه المنطقة، التي كانت وستبقى رمزا نفخر به".
وقدم كاهن الرعية الخوري لبكي أيقونة تمثل للشهيد مارنوهرا شفيع الرعية. وكذلك قدم كتبا دينية الى المطران مطر. وقدم رئيس البلدية ريمون سمعان الى البطريرك الراعي أيقونة تمثل العذراء حاملة على يدها الطفل يسوع. ثم قدمت طفلة من الرعية باقة من الزهر للبطريرك الراعي.

ثم تحدث البطريرك الراعي الى جمهور المؤمنين وسط التصفيق، قائلا:"تحية كبيرة الى أبناء رعية مارنوهرا تحويطة النهر-فرن الشباك، إنها من القلب شاكرا المطران مطر الذي أعطانا المجال للقاء معكم هذا المساء ولدي معرفة قديمة مع هذه الرعية. إنني أحمل تحية مع سيدنا المطران طانيوس الخوري أحملها من بكركي من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال صفير. والمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات كل خير. ونحن في ليلة عيد مار مارون في كنيسة مار نوهرا أريد ان أطلب شفاعتهما من أجل أن يفيض ربنا عليكم كل خير ونعمة وأنتم اختبرتم حضور الله في حياتكم لأن هذه الرعية وفرن الشباك وهذه المنطقة دفعت الثمن الغالي في أثناء الحرب ولكنكم صمدتم وقويتم واستمررتم. هذا يعني ان يد ربنا الخفية كانت معكم. وأريد أن اقدم التحية الى كاهن الرعية والكهنة الآباء الموجودين، الآباء دومينيك لبكي وميشال كيروز وبولس العلم وكذلك أريد تحية اخوتنا كهنة رعية الروم الاورثوذكس الخوري جهاد أبو مراد وسيدة المعونات للروم الكاثوليك الخوري جورج عكي والخوري طوني كرم وعلاقتنا قديمة معهم.

وحيا عائلات الرعية الذين هم عائلات مسيحية ملتزمة ولو لم تكن كذلك لما أعطت ثمانية كهنة ورهبان، منهم المونسنيور انطوان سيف و5 راهبات. أريد أن أمتدح عائلاتكم المسيحية الملتزمة لو لم يكونوا كذلك لما كانوا يستطيعون سماع صوت الله.
نريد الصلاة من أجل أن تستمر عائلات ككنيسة بيتية ننقل من خلالها الايمان وتعليم أولادنا الصلاة وأن تكون العائلة بالنسبة لمجتمعنا ووطننا الخلية الأساسية التي تعطينا أحسن مواطنين لمجتمعنا اللبناني، والتحية أيضا لرئيس المجلس البلدي الاستاذ ريمون سمعان مع شكري الكبير لكلمتك وكذلك أشكر الخوري دومينيك على كلمته أيضا واحيي النائبين غاريوس وديب والمؤمنين والحركات الرسولية ومنظمات وجماعات ولجنة إدارة الوقف وهذه الزيارة وان كانت قصيرة حلوة بالنسبة لي اذ أرى شعبا طيبا ومحبا يعطي من كل قلبه ويأخذ منا كل تعب. إن شعبنا اللبناني مهم بحرارة عاطفته وقلبه ونحن بأمس الحاجة للمحافظة عليها. وإذا خسرنا الصفة الانسانية الموجودة لدى الشعب اللبناني نكون خسرنا كل شيء، ونشكر الله أنها موجودة وأحيانا تعكرها أمور وأزمات فاقة وعوز. أجل فقد الناس البسمة وتعبوا لكن ما زالت هذه ميزة اللبناني. ونسأل السفراء الأجانب لماذا تحبون لبنان فيقولون لنا لأنه يوجد فيه حرارة إنسانية وقلوب تحب وهذه الصفة موجودة عند جميع اللبنانين، مسيحيين ومسلمين،أي ان الضيافة والروح الحلوة لدى اللبنانيين هي كنزنا الكبير. نأمل أن تبقى هذه الميزة وأن ننميها أيضا، وأن تبقى ليس فقط على المستوى الشعبي بل على المستوى السياسي. ما أجمل من أن يحب السياسيون بعضهم البعض ويكون هناك صداقة ومشاعر إنسانية لدى أعضاءالمجلس النيابي ووجود روابط صداقة ومسؤولية لدى اعضاء الحكومة".
وقال "التنافس فضيلة وضرورة ولكنه ليس الذي اتنافس معه عدوي، نريد ان نبقى محافظين على صداقتنا بين بعضنا البعض ونتنافس على التحسين من اجل جذب الناس واختيارهم الافضل. التنافس موجود في المدارس والمجالس البلدية لخدمة البلدة، والشعب يحاسب كذلك الحال في المجلس النيابي، ويؤسفنا انه بسبب التنافس تحصل عداوة بين اللبنانيين. انني اتكلم هكذا لاول مرة هنا، لاننا امام حرارة انسانية كبيرة ولبنان يجب ان يحافظ على المحبة على كل المستويات وزيارتنا الرعوية لنقول لكم انا كبطريرك مع مطارنتنا نحبكم نحبكم نحبكم"

واضاف "نحن معكم بالشركة والتضامن والصلاة، معكم يدنا بيدكم ونواصل طريقنا اللبنانية معكم.جئت لاقول لكم انتم الذين اخترتم الايام الصعبة في لبنان ولا تحتاجون لشيء جديد لأن خبرتكم انضجتكم، والبرهان انكم حافظتم على وجودكم، صمدتم وقدمتم للوطن شهداء.قدمتم الجرحى واعطيتم اناسا افتقروا، سافروا، تهجروا وهاجروا، لكن نشكر الله انكم بقيتم صامدين وبقي مار نوهرا رفيق دربكم والنور لبصيرتكم وقلبكم، ومن حيث لا تدرون كان يعطيكم القوة من داخلكم من اجل المحافظة على وجودنا، وخصوصا في مدينة بيروت. البعض يقول لنا انكم قلة، كيف ذلك ؟ لسنا قلة لا عددا ولا علما ولا مقدرات ولا مؤسسات، نحن نريد المحافظة على وجودنا لأن لدينا الدور الكبير الذي يجب ان نلعبه في لبنان من اجل ان يضع المسيحي ثقافته المسيحية، وعلى الاخ المسلم ان يضع ثقافته الاسلامية. اريد ان اضع قيمي وتقاليدي وتاريخي وتراثي الكبير لكي ابني مجتمعا لبنانيا ودولة لبنانية وانتظر من اخي المسلم ان يحذو حذوي، وسوية مع اخواننا المسلمين بهذا الاختبار اللبناني الرفيع المميز الخاص والوحيد في هذا الشرق، لدينا الدور لنلعبه في العالم العربي ايضا. لا نستطيع ان نحيا ونحن غرقى في مشكلاتنا اليومية وينتظر منا العالم العربي الدور الكبير. انهم ينظرون الينا جميعهم، مسلمين ومسيحيين، من العالم العربي كيف سيتصرف لبنان، لأنهم يعرفون اهمية القيم التي نتمتع بها في لبنان، انهم بحاجة الى الحريات والديمقراطية والعيش المشترك وحقوق الانسان وحقوق المرأة الموجودة في لبنان، انهم بحاجة لهذا النمو والتطور والابداع على المستويات الفكرية والعلمية والهندسية والثقافية والاعلامية. اننا نرى العالم العربي يشاهد الاقنية التلفزيونية اللبنانية وان الاقباط والكلدان في الدول العربية يرتلون التراتيل اللبنانية من خلال تلفزيون "تيلي لوميار".نعم لدى لبنان الدور الكبير.اقول لكم يجب علينا المحافظة على وجودنا هنا لأن وجودنا منتظر وفاعل لا نستطيع الاستغناء عنه، اكان في لبنان ام تجاه العالم العربي وعالم الانتشار، هذه هي غاية الزيارة ولو كانت سريعة، لقد عبرتم بكل الطرق عن محبتكم، لذلك اتيت لاقول لكم شكرا، نحن نبادلكم الحب والصلاة هذه رعية مار نوهرا هذه رعايانا".
ثم غادر البطريرك الراعي بالحفاوة ذاتها التي استقبل بها.

وزار البطريرك الراعي عند الثامنة مساء كنيسة سيدة لورد فرن الشباك يرافقه المطارنة بولس مطر، طانيوس الخوري وميشال عون. وكان في استقباله كاهن الرعية خليل شلفون وكهنة رعايا المنطقة والنواب ناجي غاريوس، الان عون وحكمت ديب، رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان والمجلس الرعوي وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الصلاة القى الأب شلفون كلمة رحب فيها بالبطريرك وقال: "اعانكم الله على استكمال النسيج الوطني في لقاء اخوة شاملة لكي يظل لبنان مزدهرا ونموذجيا ونموذج
الديانات والثقافات والحداثة المبنية على الحرية والديموقراطية والتعددية".

وقال البطريرك الراعي "احمل تحية من صاحب الغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومطارنتنا، واحيي النواب ورئيس المجلس البلدي والمخاتير وكل المنظمات والهيئات الموجودة".

اضاف "زيارتنا هي سابع وقفة بدأت منذ الثانية من بعد الظهر ونحن معكم بشركتنا الروحية والكنسية والوطنية الكاملة والمحبة التي هي لكل منكم. تعلمون بأن قوة البطريرك هي من مطارنة الكنيسة وكهنتها ورهبانها وراهباتها وشعبها الذي هو الأساس. انتم عضدنا وقوتنا ونحن نتعاون سويا لنوصل رسالتنا، هذه الرسالة الكبيرة في لبنان والشرق وفي عالم الإنتشار.
بواسطتكم نحن قادرون على ان نواصل رسالتنا رسالة انجيل يسوع المسيح، انجيل الاخوة السلام والحقيقة والسعادة وخلاص الإنسان على المستوى الروحي والإقتصادي . الحاجات بلبنان كبيرة ونحن بحاجة لأن نتعاون ونتضامن. العالم العربي الذي ننتمي له ينتظر رسالتنا، والمسيحيون في العالم العربي ينظرون الينا، والى النموذج اللبناني وهل سنتمكن من العيش بمساواة واحترام متبادل، مسيحيين ومسلمينن وان نبني الدولة المدنية".

ودعا الراعي الى "حياة يحيا فيها المسلم والمسيحي حياة منظمة دستوريا بالمساواة لبناء كل يوم لبنان الذي هو مشروع حياة يبنى كل يوم".

ورأى "ان العالم يعيش تنافرا وصراع ثقافات وحضارات، وكأن الدين عنصر خلاف بين الناس، والمحبة جفت من القلوب، وشعوب تهجر بضربة قلم، والمطلوب من لبنان ان يقدم رسالة الى الإنسانية". 

  • شارك الخبر