hit counter script

إفتتاح المعرض المسيحي للاعلام والثقافة

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١١ - 21:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح مساء اليوم "المعرض المسيحي للاعلام والثقافة" الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان ucipliban بعنوان "الاعلام وقضايا الشباب الملحة" في دير مار الياس - انطلياس برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالرئيس العام للرهبنة الانطونية المارونية، تخلله تكريم "الوكالة الوطنية للاعلام" لمناسبة يوبيلها الخمسين، وسلم الأباتي رعيدي ورئيس الاتحاد الاب طوني خضره مديرة الوكالة السيدة لور سليمان صعب درعا تقديرية، كما تم إطلاق جمعية نبض الشباب – GROACT.

وحضر الاحتفال الى ممثل البطريرك الراعي الاباتي رعيدي بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غرغوريوس الثالث لحام ممثلا بالمطران ميشال أبرص، بطريرك السريان الكاثوليك البطريرك مارأغناطيوس يوسف يونان ممثلا بالمطران باسيليوس جرجس القس موسى، بطريرك السريان الاورثوذكس البطريرك اغناطيوس زكا الاول عواص ممثلا بالمطران دانيال كورية، بطريرك اللاتين البطريرك فؤاد الطوال ممثلا بالمونسنيور رفعت بدر، بطريرك الارمن الكاثوليك البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ممثلا بالأب فارتان كازانجيان، السفير البابوي غابريال غاسيا، المطران جورج صليبا، الرئيس العام للرهبانية المريمية اللبنانية الأباتي بطرس طربيه، وزير الاعلام وليد الداعوق، وزير الداخلية مروان شربل ممثلا بالمستشار الاعلامي ميشال كرم، وزير الطاقة جبران باسيل ممثلا بالأستاذ كابي جبرايل، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل ممثلا بعضو المكتب السياسي الدكتور ايلي داغر، رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون ممثلا بالنائب ابراهيم كنعان، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد الياس رحال، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد منير عقيقي، مدير عام الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ممثلا بالعقيد الركن الياس نصرالله حبيب، مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالمقدم بيار براك، مدير مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالدكتور هاني صافي، نقيب الصحافة الاستاذ محمد البعلبكي، رئيس المجلس الوطني للاعلام الاستاذ عبد الهادي محفوظ ممثلا بالاستاذ فؤاد دعبول، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، النائب أغوب بقرادونيان، النائب سامي الجميل ممثلا بالسيد بشير مراد، الاب سيمون فضول (رئيس كاريتاس)، وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير، وجامعات ومدارس.

خضره
النشيد الوطني اللبناني إفتتاحا، فكلمة ترحيبية من الاعلامية رانيا بارود، ثم ألقى رئيس الاتحاد الأب طوني خضره كلمة أكد فيها أن "معرض الاعلام المسيحي للاعلام يتجلى هذه السنة بصيغة مميزة، نظرا لعنوانه، "الاعلام والشباب"، وتنظيمه في ظرف وطني وإقليمي وكنسي مميز أيضا، وهو مطبوع ب "نبض الشباب" وربيعه "تا يقوى النبض"، في عالم راح يغلب عليه خريف شبه دائم للحياة في مختلف ميادينها".

وأضاف": إن معرضنا العاشر يتميز هذا العام بلمسات جديدة لغنى برامجه وتنوعها، تذكيها حساسية وراهنية فائقة للمعضلات المطروحة على الساحتين الوطنية والاقليمية. هناك تحولات سياسية واجتماعية وأمنية عميقة لم تكن تخطر بالبال جاءت في ظل تطورات تقنية في مجال المعلوماتية والعالم الرقمي فاقت كل تصور وخيال، وكان لها الدور الاساس في تحقيق هذه الثورات والانقلابات الدائرة على الساحة العربية.

الداعوق
والقى الوزير الداعوق الكلمة الآتية: "ليس غريبا على الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة ( ucip liban ) ان يطرح في حفل افتتاح معرضه العاشر قضية مهمة تعالج الترابط القائم بين الاعلام ودوره حيال قضايا الشباب الملحة، وهي كثيرة ومعقدة في آن، وقد سبق له ان طرح في معارضه العشرة السابقة قضايا كثيرة وشيقة خلصت الى نتائج واستنتاجات وتوصيات غنية وعميقة ساهمت كثيرا في القاء الضوء على اوجه عديدة من هذه القضايا.

مما لا شك فيه أن الإعلام في عصرنا الراهن يشكل عصب الحياة ومحركها الأساسي على مختلف الأصعدة، وقد ساعدت التقنيات الحديثة الوسائل الإعلامية على ان تتخطى الحدود وتعبر القارات، وتدخل البيوت على مدى الساعات الاربع والعشرين ليلا ونهارا من دون استئذان، تعرض على افراد العائلة كما كبيرا من الرسائل الإعلامية التي تتفاوت في المضمون والمحتوى وألاهداف، لكن تاثيرها المباشر يطاول فئة الشباب التي تعتبر الاكثر تأثرا، سلبا ام ايجابا.

اخواني،
ولان للشباب دورا فاعلا في المجتمع تحركه دينامية واعدة تتحدى الصعوبات ، فإننا كحكومة نجدد التزامنا قضاياهم ونعمل من اجل غد افضل للاجيال الطالعة ، وفي مقدمها الحرص على توفير المناخات الملائمة لكي يستيطعوا التعبير عما يكتنزونه من افكار ومشاريع وطموحات، وخصوصا في ما يتعلق بحرية التعبير التي نشدد على صونها وتعزيزها، بحيث تكون مطلقة من ضمن القوانين، وفي اطار من المسؤولية الواعية، تمكن هؤلاء الشباب من المشاركة الجدية في صوغ القرارات، وفي الحياة السياسية انطلاقا من مسؤوليتهم الطالبية على مقاعد الدراسة وتحصيلهم العلمي.

الا انه اذا القينا نظرة سريعة على برامج المحطات التلفزيونية نلاحظ مدى الغياب أو التغييب للبرامج الشبابية الجادة التي تناقش وتحلل وتقترح الحلول وترصد المشاكل لقضايا الشباب، خصوصا ان البرامج الجادة والهادفة لا تحتل سوى مساحات بث قصيرة لحساب برامج أخرى لا تعبر عن واقع واهتمامات الشباب الحقيقية وهمومه وهواجسه، وتأتي بمعظمها على شكل برامج منوعات ودردشة وفيديو كليب وما سمي مؤخرا برامج تلفزيون الواقع ( tele realite ) ، غالبا ما تناقش قضاياه بسطحية ومن وجهة نظر استهلاكية يغيب عنها عمق التحليل والإحاطة بجوانب القضية وإبداء الرأي من قبل المختصين والخروج بتوصيات تطرح على أصحاب القرار لتحقيقها، لان مهمة التلفزيون في الدرجة الاولى هي بث التوعية في المجتمع والارشاد والتثقيف قبل ان يكون وسيلة فقط للتسلية او للبرامج الاستهلاكية والترويجية، التي تستقطب ربما المعلن اكثر من البرامج التثقيفية. وهذا الامر ينص عليه دفتر الشروط الذي على اساسه يعطى الترخيص، وهو ضرورة تقيد التلفزيونات بساعات بث اسبوعية تخصص للتوعية في مختلف المجالات، وهو امر نادرا ما نشاهده على شاشاتنا المحلية، مع الاعتراف بالتقصير لدور وزارة اعلام المفترض بها اعداد مثل هذه البرامج بالتعاون والتنسيق مع مختلف الوزارت المعنية، وهذا ما نحاول القيام به قريبا.

هذا التجاهل والتقصير من قبل وسائل الإعلام حيال قضايا الشباب وخاصة في ما يتعلق منها بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كمشاكل البطالة وغياب المشاركة الشبابية في صنع القرار يؤدي بكل تأكيد إلى حدوث نوع من الإحباط قد تصل في مراحل متقدمة إلى المشاركة السلبية في أعمال قد تنعكس سلبا على المجتمع.

الا ان هذا الامر يختلف مع وسائل الإعلام المطبوعة نظرا الى الخصوصية التي تتمتع بها الصحف، واختلاف جمهور الصحيفة عن جمهور التلفزيون، لذلك فإن القضايا المطروحة في الصحف المطبوعة غالبا ما تتميز بعمق التحليل والتحقيق، كما أنها موجهة لجمهور أكثر ثقافة من جمهور الفضائيات، خصوصا ان صحفا كثيرة سواء المحلية منها أو الواسعة الانتشار تفرد صفحات شبابية وملاحق أسبوعية لمناقشة قضايا الشباب في أكثر من مجال ، ولاتزال هذه الصفحات هي الأكثر اقترابا من قضايا الشباب، على رغم أن انتشارها لا يقارن بانتشار الفضائيات.

الا اننا نلاحظ قطيعة بين الشباب والصحافة المطبوعة. فمعظم الشباب نراهم لا يهتمون بمحتوى الصحف المطبوعة التي غالبا ما تقع بين أيديهم مصادفة، كما أن كثافة المناهج الدراسية تمنع معظم الشباب من الاهتمام بالمطالعة عموما وقراءة الصحف في شكل خاص، اضافة الى أن سهولة التواصل بالانترنت قللت عدد المتابعين اليوميين للصحف والمجلات التي باتت بالنسبة اليهم ثانوية.

وهذا الاهتمام لدى الشباب لم يتغير على رغم التطور الذي شهدته ثورة الاتصالات، حيث كان تتبع الخبر يعتمد في الماضي فقط على الصحف التي تصدر في اليوم التالي لحدوثه، باستثناء تجربة جريدة لسان الحال التي كانت تصدر في فترة ما بعد الظهر. فيما نرى اليوم مدى سرعة وصول الخبر الى عامة الناس، ابتداء من تلقيها الخبر مختصرا ساعة حدوثه بواسطة الـ s m s عبر الرسائل القصيرة على الهواتف المنقولة، ومن ثم التوسع اكثر عبر الانترنت والمواقع الالكترونية، فضلا عما تقدمه الفضائيات من تفاصيل مصورة تنقل المشاهد مباشرة الى موقع الحدث، وصولا الى الخبر الموثق والمفصل الذي يصدر في الصحف في اليوم التالي، مع ما يرافقه من تحليل معمق لخلفياته وظروفه . هذا التطور لا يعني الشباب كثيرا لانهم في الاساس يعتبرون انفسهم غير معنيين بالشأن السياسي بالمفهوم التقليدي السائد، ولهم نظرتهم الخاصة بالاحداث والتطورات السياسية، والتي لا يرون في وسائل الاعلام على تنوعها ما يشجعهم للتواصل معها، ولهم عليها وعلى السياسيين اكثر من مأخذ وملاحظة، خصوصا انهم يحملون اهل السياسة مسؤولية كبيرة في ما آلت اليه الاوضاع، ويعتبرونهم غير مبالين بمستقبل شريحة كبيرة من المجتمع.

انني من موقعي المسؤول في وزارة الاعلام لا يسعني الا ان اشاطر هؤلاء الشباب تطلعهم الى كيفية بناء وطن لا مكان فيه للخطاب السياسي المتشنج والطائفي والتحريضي، ولا للمصالح الشخصية الضيقة، ولا للمشاحنات غير المجدية، ولا للحرتقات التي لا تسهم في تقدم الشعوب، ولا لغياب التخطيط والمشاريع البناءة، ولا للعصبيات المتزمتة . بل نؤيدهم في سعيهم الى ان يهتم السياسيون بكل ما من شأنه تعزيز فرص العمل امام الآف المتخرجين سنويا من المعاهد والجامعات، وان يشرعوا ويخططوا لمستقبل افضل، والا يحولوا ساحات الحوار الى شتائم وسباب، والا يستغلوا محطات التلفزة حلبات مصارعة، كما حدث مؤخرا من على احدى شاشات التلفزة، وما ادت اليه من تداعيات خطيرة على الناس وعلى سمعة البلد. وهذا مرده الى الشحن السياسي والطائفي والمذهبي والفئوي الذي تعيشه البلاد.

ان هذا الامر، ايها السادة، غير مسموح به وهو مستنكر ومدان بشدة، وهو يخرج عن المألوف والعادات والتقاليد والاصول المتبعة على مستوى العلاقات بين بعضنا البعض. واننا اذ نحمل الطبقة السياسية الحالية مسؤولية ما وصلنا اليه من التعاطي غير المستحب وطريقة مقاربة الامور بهذا المستوى المتدني وبهذا الاسلوب الذي لا يعبر عن اماني الشباب وتطلعهم الى مستقبل يحترم فيه الاختلاف في وجهات النظر، وتصان فيه الكرامات وحق التعبير عن الافكار بحرية.

لقد حاول الكثيرون تحميل الاعلام مسؤولية ما حصل، متهربين بذلك من تحمل تبعات جر البلد الى مثل هكذا اجواء، نتيجة تحريضهم وتعنتهم واستخدامهم لغة طائفية وفئوية ضيقة. ان الاعلام ليس مكسر عصا لاحد، وليس فشة خلق لاي كان، لانه ليس المسؤول عن خلافات اهل السياسة، وهو بالتالي لا يقوم بدور تحريضي، بل يقوم بدوره الاعلامي والمهني بكل شفافية ومسؤولية وجدية، الا ان ما حصل اخيرا يتحمل جزءا منه المسؤول عن الحلقة الذي كان يفترض به قطع الحوار وعدم ترك الامور تصل الى ما وصلت اليهن تفاديا لكل هذه المهزلة التي اصبحت على كل لسان وشفة، في الداخل والخارج، وشكلت اساءة كبيرة للبنان وسمعته.

ايها السادة،
ومن الاسباب التي تجعل هؤلاء الشباب غير مهتمين بما تقدمه وسائل الاعلام التي لا تقوم بالدور المطلوب منها لجهة الاهتمام بمشاكلهم واشراكهم في استخلاص الحلول. وهذا هو دور الاعلام الذي سبق ان اشرنا اليه.

ولان هؤلاء الشباب لم يجدوا في وسائل الاعلام العادية ما يحقق طموحهم، نراهم اليوم يلجأون الى وسائل اكثر تطورا كالانترنت الذي يضاهي، من حيث سرعة إلارسال وتلقي الاخبار والاحداث، الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة التقليدية.

ويعتبر الشباب من أكثر الشرائح الاجتماعية قربا واستخداما لشبكة الانترنت، فهم أقدر من غيرهم على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة التي لا يجيدها كثيرا من هم أكبر سنا، إضافة إلى هامش الحرية الكبير الذي تتمتع به هذه الشبكة ، والذي ربما وجد فيها الكثيرون من الشباب مساحات حوار مباشرة يمكنهم من خلالها طرح أفكارهم ومناقشتها مباشرة وفي معظم الأحيان من دون رقابة مسبقة على محتوياتها.

والملاحظ في هذا المجال ظهور الكثير من المواقع الإخبارية والمجلات الإلكترونية ، وإن كان عدد المواقع الإلكترونية المتخصصة بقضايا الشباب ومشكلاتهم الحقيقية مازال قليلا، الا ان يميز هذه الصحافة أنها فتحت المجال أمام الكثير من المواهب الإعلامية الشابة للظهور وممارسة دورها في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في المجتمع، كما أنها فتحت الطريق أمام الكثيرين لنشر أفكارهم التي قد لا تجد طريقها للنشر في الوسائل التقليدية الاخرى، عدا عن ذلك فإن سهولة النشر الإلكتروني وانخفاض تكاليفه وسهولة إنشاء موقع إلكتروني جعلت من الصحافة الإلكترونية ربما الوسيلة الأكثر قربا من اهتمامات الشباب، والأكثر تأثيرا وفاعلية في مناقشة قضاياهم ومشكلاتهم وإيجاد الحلول والتأثير على أصحاب القرار.

ولا يخفى اهمية المواقع الاجتماعية ك facebook و ال twitterالتي كانت اساس التواصل بين الشباب والتي ساهمت في شكل فاعل ومؤثر في حركة الربيع العربي والثورات العربية، التي شهدناها في بعض الدول العربية، والتي رأى فيها الشباب متنفسا لهم للتعبير عما يضج في نفوسهم من نزعة للتحرر من التسلط والكبت، ومجالا واسعا لترجمة افكارهم على واقع الارض تغييرا في منهجية الحكم وطريقة التعاطي مع قضايا الشباب بشيء من اللامبالاة وعدم الاهتمام.

ولان للمواقع الالكترونية هذا التاثير المباشر فأننا في وزارة الاعلام قمنا بوضع مشروع قانون ينظم عمل هذه المواقع ، نأمل ان يبصر النور قريبا.

اننا اخيرا اذ نهنىء الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة، وعلى رأسه الاب طوني خضرا، على الجهود الجبارة التي يقوم بها في مختلف المجالات، نتمنى لهذا المعرض النجاح في مقاربة قضايا الشباب وايجاد الحلول العلمية والعملية في آن والخروج بتوصيات تسهم في مد جسور التواصل بين الشباب ووسائل الاعلام المدعوة الى المزيد بالاهتمام بتطلعاتهم وبالانكباب على طرح مسائل تعبر عن هواجسهم وامانيهم واشراكهم في بلورة الصيغ المستقبلية للمجتمع اللبناني.

رعيدي
ورأى ممثل البطريرك الأباتي داوود رعيدي أن "هذا المؤتمر كان مناسبة لرعاة الكنيسة الكاثوليكية للتأمل بواقع الكنيسة في لبنان، ودور الشباب فيها. وقد لفتت المجتمعين أهمية الإعلام المعاصر ووسائل الاتصال التي جعلت الكرة الأرضية قرية كونية، وذلك من خلال ما تقدمه مواقع الإنترنت من معلومات لم يشهدها الإنسان من قبل. وقد عبر الآباء المجتمعون عن ثقتهم بأبنائهم المؤمنين بأن يكونوا الوسيلة المعاصرة لنشر كلمة الإنجيل، من خلال استعمال تلك الوسائل، التي، وإن صعب على الرعاة، آباء الإيمان، اكتشاف مجاهلها، وافتقدوا إلى التدرب على سهولة التحرك فيها، لكنهم، بكل ثقة، يجدون في أبنائهم المؤمنين، اليد الطولى التي يمكنها أن تعلن الإنجيل للعالم. وهذا ما عبر عنه قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني بقوله: «إن الاعتماد عليكم، أنتم الشباب، في بناء مجتمع الغد، حيث كثافة المعلومات والاتصالات تساهم في زيادة الترابط الحياتي والتطور التكنولوجي وتهدم الحواجز بين الشعوب والدول، الاعتماد عليكم بأن يصبح هذا المجتمع الجديد عائلة بشرية واحدة، بحيث تستطيع جميع الشعوب العيش معا بطريقة متكاملة ووثيقة في التبادل، أما في حال العكس فستزداد الانقسامات التي تمزق العالم المعاصر.

بهذه الروحية يضع الآباء ثقتهم بأبنائهم المؤمنين لكي يغدوا من جهة شهودا أمينين للانجيل، ومن جهة أخرى جسور تواصل في الوطن، يسقطون حاجز الانقسام والتباعد الذي خلفته السياسة، فيلتزمون مع شركائهم في الوطن، إخوانهم المسلمين، على إطلاق وطن القيم والمحبة والتعاون، وطن التقاليد العريقة التي تؤمن بالإنسان شريكا، بغض النظر عن انتمائه. وهذا الشعور بقيمة الإنسان وبحريته، نريده أن يكون ميناء الأمان حيث نتطلع لأن يشطط «الربيع العربي ويعطي الأمل لتلك الشعوب التي تفتش عن هويتها.

واتمنى أن يضيف هذا المعرض مدماكا في بناء الكنيسة ويسهم في تعريف وجهها الديني ويكون حافزا لإنتاج إيماني ينبع من مصادر إيماننا المسيحي: الأسرار، والكتاب المقدس، والتقليد، وسير الآباء والقديسين؛ ويكون منارة للتنوع".

ورافقت الإحتفال فرقة Batuka Parade الموسيقية بقيادة الأستاذ جيلبار سلامة.

كما ويستمر المعرض الى الرابع من كانون الأول، يفتح أبوابه أمام الزوار من العاشرة صباحا إلى التاسعة مساء.
 

  • شارك الخبر