تتصرّف "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" كأن الانتخابات النيابية الفرعية في دائرة طرابلس التي قرّر المجلس الدستوري إعادة إجرائها، لا تعنيها في الوقت الحالي، فيما تبدو الساحة الطرابلسية سياسياً وشعبياً بانتظار صدور المراسيم الرسمية عن وزارة الداخلية بنشر لوائح الشطب ضمن المهلة القانونية وبدعوة الهيئات الانتخابية وتحديد موعد إجراء الانتخابات، لتحدّد الأطراف السياسية موقفها، وسط ترجيحات باحتمال عدم خوض "جمعية المشاريع" هذه الانتخابات بالمرشّح على "لائحة الكرامة" طه ناجي، إذا تجمّعت القوى الأساسية خلف ترشيح المُبطلة نيابتها ديمة جمالي.
ووصف عضو قيادة "جمعية المشاريع" وعضو "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" النائب الدكتور عدنان طرابلسي قرار المجلس الدستوري "بالفضيحة الدستورية والقانونية، وبأنه لا يمثّل جوهر القضاء اللبناني النزيه"، وقال لموقعنا: "نحن لن نسكت على هذه الفضيحة وسنثيرها يومياً وفي كلّ المحافل والمنابر حتى لا يتكرّر مثل هذا الخطأ القاتل الذي ارتكبه المجلس الدستوري مع غيرنا مرة أخرى، حيث أن الخطأ المادي باحتساب الأصوات كان يقتضي تصحيح النتيجة لمصلحة مرشحنا طه ناجي لا بإعادة الانتخابات".
وأضاف طرابلسي: "قرار المجلس الدستوري بمثابة تزوير واضح، وحتى لو كان قراره غير قابل لأي وجه من أوجه المراجعة، فمن المفترض عدم السكوت عليه لأننا كنا ننتظر كلمة حقّ من المجلس لا قراراً مجحفاً".
وعن موقف الجمعية من الانتخابات؟ قال النائب طرابلسي: "الانتخابات لا تعنينا الآن بقدر ما يعنينا فضح قرار المجلس الدستوري، وعلى كل حال نحن ننتظر تبلّور الأمور وسنتّخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب."
وتفيد مصادر طرابلسية متابعة بأن خوض "جمعية المشاريع" للانتخابات يتقرّر حسب التحالفات التي ستقوم، والتي يبدو أن مؤشراتها تتجه نحو تحالف عريض يضمّ "تيار المستقبل" والنائب السابق محمد الصفدي و"الجماعة الإسلامية"، وربما "تيار العزم" الذي يرأسه الرئيس نجيب ميقاتي. فإذا حصلت هذه التحالفات تكون المعركة قد حُسمت سلفاً ولا داعي لأن يخوضها مرشح "الاحباش".
وتشير المصادر إلى أن "تيار الكرامة" الذي يرأسه النائب فيصل كرامي، وتيار النائب السابق مصباح الأحدب وتيار اللواء أشرف ريفي والمجتمع المدني، لم تبلّور مواقفها حتى الآن، موضحة أن الوزير الأسبق ريفي يحدّد موقفه بناء على مصير العلاقة بينه وبين الرئيس سعد الحريري حيث تجري محاولات لإعادة التواصل بينهما لكن لم تصل إلى نتيجة حتى الآن. أما تحالف "تيار الكرامة" مع "المشاريع" فإن لم يخض الانتخابات يكون قد سجّل موقفاً سياسياً يعتبره مكسباً له لجهة اعتبار مرشحه طه ناجي هو الفائزعملياً على الرغم من قرار المجلس الدستوري وقيام تحالف عريض بوجهه.