hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

تكريم فائزة من لبنان بالنسخة الـ21 من الجوائز العالمية لبرنامج لوريال اليونسكو

الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٩ - 10:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عالميّاً يعتبر تلوث الهواء أعظم خطر بيئيّ على صحة الإنسان. وبحسب تقديرات "منظمة الصحّة العالميّة"، من بين ثمانية حالات وفاة حالة واحدة تنتج عن تلوث الجوّ أو تلوث الهواء الداخلي (1).
تقوم البروفيسور نجاة عون صليبا، الحائزة على جائزة لوريال-يونيسكو في مجال الكيمياء، بأبحاث رائدة على مستوى العالم حول التركيب الكيميائي والسُميّ للهواء الملوث، مع التركيز على نسبة الهباء الجوي القابل للاستنشاق.
إنها باحثة رائدة في تقييم وفهم تحولات الملوثات الجوية في لبنان والشرق الأوسط ، وخبيرة عالميّة مشهود لها في مجال تحديد المواد السُميّة والمسرطنة الناتجة عن انبعاثات الأجهزة المشبّعة بالنيكوتين القابلة وغير القابلة للاحتراق مثل النرجيلة والسجائر الإلكترونيّة.

وفي موازاة عملها البحثي، تنشط البروفيسور صليبا في مجال تعميق وزيادة وعي السلطات الحكوميّة ومنظمات الصحة الدولية والمجتمعات الأهلية حول نتائج أبحاثها، وتسعى للتأثير على السياسات الصحيّة العامة. لقد أسّست أول قاعدة بيانات حول الملوثات الجويّة الرئيسيّة في لبنان، وأثبتت أنّ حرق نفايات البلد في الأماكن المفتوحة أدى إلى ارتفاع نسبة المواد السامة في الهواء بحوالي 1500%.

تنطلق دوافع د. صليبا من رغبتها في معرفة جذور المخاطر الصحيّة والبيئية على مستوى جزيئي. " إنّ فهم التركيبة الجُزيئيةوآليات التفاعلات تسمح لنا برؤية الصورة الشاملة للمناخ والبيئة"، كما صرّحت.
ترعرعت البروفيسور صليبا في مزرعة الموز التي تملكها عائلتها في ريف لبنان وتشاركت مع والدها تعلّقها العميق بالأرض. عندما اندلعت لاحقاً الحرب الأهليًة انتقلت إلى المدينة ، الأمر الذي أدى إلى عرقلة دراستها حيث أدركت أيضاً الوقائع المقلقة لتلوث الهواء وذلكبالتزامن مع إحدى الفضائح المتعلقةبصفقات استيراد نفط "غير نظيف" إلى لبنان. . وقد شهدت أيضاً على إصابة أقربائها وأصدقائها وزملائها بمشكلات صحيّة نتيجة للتعرض للمواد السامة المنتشرة في البيئة. كانت ترغب دائماً بأن تصبح معلّمة، فمارست مهنة التعليم الثانوي لمدة ست سنوات، قبل أن تتعمّق في المجال العلمي من خلال متابعتها لدراستها في الكيمياء التحليليّة وكيمياء الجوّ في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
وعندما عادت إلى لبنان، أنشأت فريق أبحاث بيئيّ من اختصاصات متعدّدة في الجامعة الأمريكيّة في بيروت. وقالت:"لم يردعني شيء من التقدم نحو الأمام. كنت أركّز بشدّة على عملي، وأثق بأبحاثي العلميّة وكنت متأكدّة بأن أثرها سيكون

حتميّاً". وهي تعتقد بأنّ برنامج منح لوريال-يونسكو "من أجل المرأة في العلم" سيساعد على تقدير الباحثات أكثر في لبنان وفي الاقتصادات الناشئة، وسيساهم في تعزيز قيمة الأبحاث المتقاطعة الإختصاصاتوضرورتها لتقدم العلوم البيئية.
قامت البروفيسور صليبا بابتكار طرق تحليليّة فعالة لقياس المكونات الرئيسية السامة لدخان التبغ وهذه واحدة من إنجازاتها الكثيرة. وكانت أول من حدّد المكونات المسرطنة في النرجيلة (مثل الفورمالديهايد)، وقامت كذلك بقياس كميات كبيرة من المكونات الرئيسة السامة التي تُستنشق بمجرد تدخين النرجيلة لمرة واحدة فحسب (مثل الهيدروكربون العطري المتعدّد الحلقات). وقامت مؤخراً بكتابة أول تقرير مناقض للرأي السائد في ما يتعلق بانبعاث أول أكسيد الكربون من السجائر الإلكترونيّة ...

حازت البروفيسور صليبا مع فريقها البحثي المتعدد الإختصاصاتعلى جائزة "الجمعيّة النفسانيّة الأمريكيّة"، وعلى جائزة التميز العلمي منالمجلس الوطني للبحوث العلميّة عن فئة علوم البيئة.
في المستقبل، ستساهم البرفيسور صليبا في ابتكار نهج متكامل وشموليّ يهدف لإيجاد حلول متلائمة وتحديات تغيُّر المناخ في الشرق الأوسط. وهي تتعاون مع زملائها الباحثين والباحثات لتحقيق حلمها وهو معرفة تأثيرات الجسيمات الجوية القابلة للاستنشاق على أعضاء الإنسان ووربطها بالإصابة بأمراض مثل الألزهايمر والخرف وسرطان الأطفال. تشعر د. صليبا بالحماسة بسبب ارتفاع عدد النساء الباحثات في مجال العلم، وتستطرد أكثر لتؤكد أن العلم " سيحقق العدالة في الأرض" عندما يتجاوز عدد النساء الباحثات نظرائهم من الباحثين.

وأضافت:" النساء أكثر معرفةً، لا يخفن من مشاركة آرائهنّ، ومنفتحات جدّاً إزاء التعاون مع الآخرين، وهذه مقومات حيويّة لتطوير مقاربات علمية كاملة وفعالة". لم تتراجع البروفيسور صليبا أبداً أمام التحيز والأفكار النمطية الجندريّة ، واضعة نصب عينيها تحقيق أهدافها بمنأى عن الانتقاد حيث أكدت: "أنا فخورة بنفسي ولطالما تصرفت على سجيتي أي كإمرأة حساسة جدّاً وذكيّة وأنيقة".

ولكسر هذا الحاجز الذي يعيق وصول النساء للمواقع القيادية، تعتقد بأنه على الباحثات تجاوز الحواجز الاجتماعيّة والثقافيّة على الصعيد الشخصي والمحلي والدولي. "المرأة في العلم هي طريقة حياة. إنها حالة ذهنيّة مبنيّة على منطق قوي وقرائن علميّة"، كما صرّحت. إضافة إلى ذلك، تعتقد أن هذه المسيرة تمر عبر الإقتداء بأمثلة رائدة ومشاركة قصص النجاح، فهي شخصياً قد تأثرت بمشرفتها في مرحلة ما بعد الدكتوراه، الدكتورة باربره فينلايسون بيتس الرائدة في مجال البيئة الجويّة. وأخيراً، غالباً ما تطلب من طلابها الإناث " الدفاع عن حقوقهنّ وتعزيز ثقتهنّ في أعمالهنّ... وأن يتجرّأن على الحلم".


 

  • شارك الخبر