hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - د. فادي خلف ? أمين عام إتحاد البورصات العربية

الاقتصاد من العناية الفائقة الى الطابق العلوي

الإثنين ١٨ شباط ٢٠١٩ - 05:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرَّت الأزمة على خير ولم ينهار الإقتصاد، فهل من سبيل إلى الشفاء؟ السبل كثيرة، معقدة وطويلة، وحتى لا نغوص بالحلول الشاملة، تعالوا ننظر إلى المدى القصير والمتوسط والبعيد بطريقة مُبَسَّطَة. خرج الإقتصاد من غرفة العناية الفائقة حيث كان الطبيب الوحيد المعالج إسمه رياض سلامة. دوره الرئيسي في تلك المرحلة كان مُحدداً: الحفاظ على حياة المريض إلى أن يصل فريق الوزراء الأطباء ومعهم وحدات دم سيدر المنتظرة. لقد أدّى الدكتور سلامة دوره على أكمل وجه وحان للوزراء الأطباء نقل إقتصادنا المريض من غرفة العناية إلى الطابق العلوي للمعالجة.
فما أهمية أموال سيدر للبنان؟ سمعت مؤخراً بعضهم ينادي بأن لا حاجة لنا لأموال سيدر وأنها ليست إلّا ديون تضيف عبئاً على لبنان. إن القول بأنها ستكون عبئاً إضافياً على لبنان قوْلَ حقٍ، أمّا أن نقول أننا بغنىً عنها فهذه مغالاة لا أتفق عليها مع أحد، إذ أنني أعتبرها ضرورة أكثر من مُلِحَّة. لقد أصبحنا نهلل إذا ما قبلت إحدى الدول شراء سندات خزينتنا وأصبح أقصى أمنياتنا أن نجد من يُقرِضُنا ولو بفوائد مرتفعة، فكيف إذا توفرت هذه القروض عبر سيدر بفوائد ميسَّرة؟!
في مسألة حسابية بسيطة، يبلغ عجز الموازنة السنوي حالياً 6،5 مليار دولار، ولو إعتبرنا أنه لن يرتفع مستقبلاً (وهذا أمر ليس مؤكداً)، وعلى إعتبار أن إستخراج النفط والذي هو أملنا الوحيد سيبداْ بعد 6 سنوات (وهذا أمر ممكن)، ذلك يعني أننا بأحسن الأحوال سنحتاج إلى تمويل عجز بما يقارب 39 مليار دولاراً حتى ذلك الحين (وأنا أتوقع إرتفاع هذا الرقم نظراً للإرتفاع المتواصل لخدمة الدين).
نعم، سيزيد دين الدولة عن 125 مليار دولار مع حلول العام 2025. نعم، إن زيادة الودائع السنوية قد لا تعود تكفي لتلبية إحتياجات الدولة السنوية من القروض ولكن الوضع ليس ميؤوساً منه بتاتاً. إن مؤتمر سيدر متوقع أن يساهم بسدِّ الفجوة بين إحتياجات الدولة من الإستلاف ومقدرة المصارف على إقراضها، ذلك في حال وُجِدَت هذه الفجوة على المدى القصير. وقد يأتي إعمار سوريا على المدى المتوسط ليعطي أملاً إضافياً، خاصة إذا ما مرَّ 70% منه عبر لبنان. أمّا على المدى البعيد، فيبقى النفط هو المُنقِذُ الأوّل. الزمن دقيق وعلينا أن لا نُفَرِّط بأي مورد مالي أكان عبر سلفات أو غيرها.
لقد ولَّ زمن الهبات وولَّى معها زمن الترف وحان وقت العمل الجاد. لقد أصبح لدينا حكومة اليوم وأجمع كافة المعنيين على وجوب إيجاد خرقٍ في الوضع الإقتصادي القائم. المُوفَدون يهنئون ويعرضون التعاون. السعودية رفعت حظر السفر عن رعاياها. البلدان الخليجية لا بد أنها ستسير بالإيجابية عينها نحو لبنان. إن إتحاد البورصات العربية، كما وباقي الإتحادات العربية التي إتخذت من لبنان مقراً دائماً لها، لا يستطيع إلّا أن يتفاءل بهذه الخطوة الإيجابية، خاصة أننا كغيرنا خلال تنظيمنا المؤتمرات في لبنان عانينا في السنوات الماضية ليس فقط من إحجام المشاركين الخليجيين عن المجيء إلى لبنان، بل الغربيين أيضاً الذين كانوا يهدفون من خلال مشاركتهم إلى مُلاقات المؤسسات الخليجية على الأرض اللبنانية.
المرحلة القادمة عنوانها تمويل عالمي وإنفتاح خليجي "والباقي مسؤوليتنا"، فهل ننجح بتجنّب العودة إلى غرفة العناية؟ أمّا للدكتور رياض سلامة فنقول؛ كل التقدير على عنايتكم الفائقة، وللحكومة كل التوفيق.

الدكتور فادي خلف - أمين عام إتحاد البورصات العربية

  • شارك الخبر