hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - جنى جبّور- الجمهورية

أمراض الدم الوراثية... هل يمكن تفاديها؟

السبت ١٦ شباط ٢٠١٩ - 06:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هناك سلسلة من الأمراض يمكن أن نرثها من والدينا، لاسيما امراض الدم المتعددة التي تعتبر مزمنة ويجب التعايش معها مدى الحياة. فكيف يحدّ الشريكان من إصابة ولدهما؟ وهل يمكن تحول هذه الامراض الى أخرى سرطانية؟
كثيرة هي أمراض الدم الوراثية التي تنتقل الى الابناء عن طريق المورثات (الجينات)، ورغم انها لا تكون خطيرة الّا أنه ينتج عنها نوعية حياة صعبة وحاجة الى المتابعة الدائمة. في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» اختصاصي الدم والأورام الخبيثة الدكتور جاد واكيم الذي استهلّ حديثه قائلاً: «نبدأ بأكثر امراض الدم الوراثية المنتشرة في لبنان وهي الثلاسيميا، التي تصيب بشكل خاص سكان حوض البحر المتوسط. كثيرون منّا يحملون نسخة واحدة من جين الثلاسيميا من دون أن يعانوا فقر دم او مشاكل اخرى، أمّا الذين يحملون نسختين من هذا الجين، فنجد عندهم عوارض الاصابة على شكل فقر دم بسيط (منذ الولادة) غير مرتكز على النقص في الحديد او الفيتامينات، من دون ان يتطلب الامر العلاج، فهي لا تؤثر على المريض سوى عند قيامه بالمجهود، خلال الرياضة مثلاً. أمّا الذين لديهم نسخات عدّة من هذا المرض فإنهم يعانون نقصاً في الهيموغلوبين ما يمنع نقل الاوكسيجين الى أنحاء الجسم بشكل طبيعي، فيتسبّب ذلك بفقر دم جدّي يتطلب المتابعة والعلاج، وعلى الأثر تكون الثلاثيميا مرضاً مزمناً يحتاج المتابعة مدى الحياة».

الهيموفيليا
بعد الثلاسيميا، ينتشر في لبنان ايضاً مرض الهيموفيليا، هذا الاضطراب يسبب السيلان المفرط، وبحسب د. واكيم «تتباين علامات المرض وعوارضه، وفقاً لمستوى عوامل التجلّط لدى المصاب؛ فإذا كان مستوى عوامل التجلط منخفضاً، قد ينزف الشخص فقط بعد إجراء عملية أو التعرّض لحادث ما، بينما اذا كان النقص شديداً فتكون الاصابة بالنزيف تلقائية. ويكون النزيف في غالب الاحيان في المفاصل ما يسبّب الخلل فيها على المدى الطويل، والحاجة لاحقاً الى الجراحة فيها. ويحتاج المصاب الى المتابعة الدائمة والى تناول أدوية مخصصة لهذه الحالة التي تؤمنها وزارة الصحة اللبنانية».

الأنيميا
في المقابل، لدى البعض استعداد للتعرض لجلطات الدم، وقد تكون أسبابها غير وراثية أو وراثية ناتجة عن خلل في نسخة او اكثر من جين معيّن، وبحسب د. واكيم «هذه الاصابة قد تحفّز عوامل معينة تعرّض المريض للجلطات في الرجلين او في الرئتين او في أماكن اخرى من الجسم (في حال الاصابة بخلل بأكثر من نسخة)، مع العلم أنّ الوقاية في هذه الحالة غير موجودة. وبالنسبة لفقر الدم أو الأنيميا فهو لا يندرج ضمن لائحة الامراض الوراثية التي ذكرناها آنفاً، بل يوجد أسباب عدّة من فقر الدم أبرزها تلك الناجمة عن نقص الحديد أو الفيتامينات (كحمض الفوليك والفيتامين B-12) أو المرتبطة بمرض نخاع العظم أو بالامراض المزمنة (كالسرطان والسيدا ومشكلات الكلى وغيرها).

فحوصات الزواج أساسية
من جهة أخرى، هل يمكن الحد من امراض الدم الوراثية او الوقاية لمنع الاصابة؟ يجيبنا د. واكيم «في لبنان، قبل الزواج يُخضع الشريكان لفحوصات دم للكشف عن وجود عوامل أو أدلة تشير الى إمكانية حمل جين الثلاسيميا (أو غيره) مثلاً، واذا أكّدت النتيجة وجود هذا الجين، يصبح التوجه عند الاختصاصي أمراً ضرورياً للقيام بفحوصات اكثر دقة هدفها إظهار نسبة خطر ولادة طفل مصاب بمرض دم وراثي. وتجدر الاشارة الى أنّ الامراض التي ذكرناها سابقاً لا تسبب سرطانات الدم. كذلك، لا يوجد حتى اليوم وسائل وقائية جدّية أو فعالة، ومن المهم القيام بفحوصات الدم العامة التي تظهر الاصابة بأيّ مرض والحاجة الى زيارة الاختصاصي، وننصح الجميع بالابتعاد عن وسائل التدخين المختلفة، خصوصاً انه لدينا البراهين التي تثبت ارتباط الدخان على المدى الطويل ببعض أنواع السرطانات في النخاع العظمي».

  • شارك الخبر