أشار مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر إلى أنّ السياسة اللبنانية لا تتغيّر بل تندفع إلى الأمام. وتناول المواضيع المستجدة من الزيارات الإيرانية والسعودية إلى لبنان. كلام الهبر جاء في حديث لإذاعة صوت لبنان (100,5) ضمن "مانشيت المساء" الذي تقدمه الاعلامية ريتا أسعد، حيث إعتبر أنّ زيارة وزير الخارجية الإيرانية اتت الى لبنان عارضة تزويد الجيش اللبناني بالسلاح فأتى الردّ الأميركي فورًا بتزويد الجيش بصواريخ ذكية، من ثم دخلت المملكة العربية السعودية على الخط بإعلان وقف الحظر التي فرضته سابقًا.

وأكمل الهبر: "روسيا حظيت بنفوذ في سوريا، وأميركا في العراق، ومصر على غزة، فأصبحنا أمام تقاسم للنفوذ، والخلاف كان على لبنان، ومن حصة من يكون لبنان. فإيران تريد ان تمسك بورقة لبنان، كونه دولة مواجهة مع اسرائيل وحزب الله يشكل من دون شك حليف لإيران وأحد أذرعها في المنطقة. وبالمقابل أميركا ترى أنّ لبنان قاعدة أساسية لها ومفتاح للشرق وسوريا، وإذا لم تكن في لبنان فستخسر بوابة المنطقة.

وأضاف الهبر: "الرئيس سعد الحريري صديق للمملكة العربية السعودية وهو مواطن سعودي وبالتالي الاندفاعة السعودية اليوم أتت لتخفّف من الاندفاع الإيراني في لبنان. وسنشهد في الأيام المقبلة المزيد من الإندفاعات السعودية والأميركية".

ورداً على سؤال قال الهبر، وعما اذا كان الرئيس ميشال عون قد وصل إلى رئاسة الجمهورية ببندقية المقاومة على حد ما قاله النائب نواف الموسوي، شدّد الهبر أنّ الخطأ ليس بما قاله النائب بل الخطأ من نواب التيار الوطني الحر الذين لم يردّوا عليه " كان عليهم الردّ بأنّنا في نقطة توافقية وبلحظة توافقية وبزمن الوحدة استطعنا الاتفاق على الرئيس ميشال عون، لأنّه شكل القاسم المشترك بين جميع اللبنانيين، وتساءل الهبر من في ظل الوضع الحالي باستطاعته أن يصل إلى الرئاسة اذا عارضه حزب الله؟".

وقال: "الفساد بالنفسيات، فهل يصل أحد إلى السلطة ولا يأتي بجماعته معه؟ أين عامل الكفاءة والنزاهة في التعيينات الإدارية والمؤسسات الرسمية؟ اضاف الإتكال اليوم هو على رئيس الجمهورية من جهة وعلى المعارضة بكشف الفساد من جهة اخرى.

اضاف الهبر، عندما قرر اللواء عثمان محاسبة الفاسدين من ضباط وعناصر الامن الداخلي، تبين ان هؤلاء محميين بالسياسية، وعندما تم رفع الغطاء عنهم بدأت عملية المحاسبة، ومن ذلك تبين عدم قدرة المسؤول على المحاسبة في ظل الغطاء السياسي، وبالفعل بدأ عثمان بالمحاسبة فور رفع الغطاء.

وعن البيان الوزاري قال الهبر: البيان الوزاري يُنتسى ويستعمل عند المشاكل السياسية، فهو وسيلة لغطاء سياسي عند بعض الأطراف، وبالتالي فإن البيان الوزاري لا قيمة له ووضعه شكلي فقط.

وبما خصّ المحاسبة وطرح الثقة أوضح: "مجلس النواب هو مرآة لمجلس الوزراء، فمن هم بمجلس الوزراء يمثّلون من هم بمجلس

النواب. فإذا أخطأ أحد وزراء التيار الوطني الحرّ فهل يحاسب بمجلس النواب؟ كل شيء مسيّس وأنا لا أصدّق بأنّ طرح الثقة سيكون بالوزير بل هو بحزب الوزير. فكم وزير مستقل لدينا؟ بالمبدأ لا أحد".

فيما يتعلّق بكلمة سامي الجميل قال الهبر: "إنّ: "حزب الكتائب يتولّى المعارضة وهو رأس الحربة في قيادتها، وهذه المسؤولية تقع على سامي الجميل إمّا بنجاحها أو بفشلها. فإذا أبقى الجميل صوته قوي سيمثّل صوت الآخر. وأضاف نحن لا نريد أن نصبح مثل سوريا، أي سمفونية بلون واحد بل نحن لدينا أكثر من سمفونية واحدة في لبنان. وعندما يأتي الصوت المختلف فالجميع سيصغون إليه، هذا هو صوت المعارضة. وهذه المعارضة يجب أن تكون بنّاءة وبحوزتها خطّة وملفات. مثل ما حدث في ملف النفايات حيث رفعت الكتائب الصوت عاليًا للفت النظر، والآن انظروا أين أصبحت قضية النفايات. أنا أتكلم عن سامي الجميل ليس لوجودي بصوت لبنان، بل لأنّه سبح بعكس الموجة".

وعن حديث رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من دبي، حيث أعلن أنّ القطار أقلع بتوافق سياسي كبير ردّ الهبر: "حدا بينادي على زيتاتو عكرين؟ هو رئيس حكومة ويمثّل 29 وزيرًا معه، عليه أن يتصرّف كرئيس مجلس وزراء. ولكن كيف تسري الأمور في داخل مجلس الوزراء؟ وكيف تكون العلاقة بين الأحزاب والتواصل بين الوزراء والمشاريع؟ فهي مبنيّة على أنّ كل وزير أحضر معه مشروع حزبه. فهل أنت تصدّقين أنّ حزب الله ليس لديه هدفه اليوم بأن يستورد الدواء الإيراني؟ فهم صرّحوا علنًا، الم يقولوا بأنّهم

سيُحضرون دفاع جوّي من إيران؟ فإن كان لمصلحة اللبنانيين فليحضروه. لكن سننتظر من سيعارضهم، ولنرى كيف سيتصرّف تيار المستقبل والقوات اللبنانية".

وأوّل استحقاق بنظر الهبر هو: "الفساد ومكافحته، والكلام عنه زاد في الإعلام ليستقطبوا أموال سيدر. فالتصاريح اليوم بأكملها عن مكافحة الفساد وتحسين الوضع المالي وفي النهاية يتأثّر الشعب، والمشكلة أنّنا شعب يصدّق كلّ شيء. فسيدر اليوم غير كافٍ ونحن في حلبة صراع حيث نجد مصارعين يتعاركان ونحن الجمهور الذي يتلقّى الضربات".

وفي سؤال عن الزيارة السعودية ردّ الهبر: "نحن مستفيدون لأنّها انفرجت سعوديًا بفعل التجاذب الدولي على لبنان، ولا بدّ أنّه سيأتي من مؤتمر سيدر مليار دولار سعودي ما يؤدي إلى إستعادة جزء من الثقة. وكان يجب أن يسمّوا الحكومة إستعادة الثقة وليس إلى العمل. فأهم شيء هو إستعادة الثقة من اللبناني الذي يهاجر كل يوم، والذي يحاول أن يجد له عمل في الخارج، والذي يعلق في زحمة السير. فهل يجوز عدم تفعيل خطة النقل؟ أنا لا أريد خطة نقل متكاملة بل حل، نريد حلاً سريع".

وأكمل: "نحن اليوم لدينا مشاكل عديدة منها قروض الإسكان، فمن أعطانا قروض الإسكان كالذي يقول لنا "تعا وما تيجي"، هناك إختراعات مثل إبرة بنج هناك أخطاء تراكمية ستؤدي إلى المزيد من عدم الإستقرار الإجتماعي وإلى مزيد من عدم الثقة الداخلية بالسلطة وبالأحزاب".

وأضاف:" ما يضحكني هو أنّ الجميع ضد الدولة لكنهم صوّتوا لصالح هذه الأحزاب. فالمشكلة بالناس وليس بالأحزاب".

وقال الهبر: "أنا أخشى أن تكون هذه الحكومة على صورة وشكل الحكومات السابقة. فخوفي الزائد نابع من عدم رؤيتي بُعد إستراتيجي لمكافحة الفساد وبعد فترة سنجد أنفسنا أمام تعيينات في ملاك الدولة ليست على أساس الكفاءة بل على أساس المحاصصة "وعطيني لأعطيك" دون ان نستثني الموظفين الجدد في الادارة الذين اثبتوا نزاهتهم وجدارتهم، لكي لا نعمم التجارب السيئة.

وختم الهبر قائلًا "يبقى مبدأ حرية سيادة إستقلال فعليًا وليس مبدئيًا، وإذا لم نفكّر بهذه الطريقة نكون قد خسرنا".