hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

مطر في اليوم العالمي للمريض: قادرون على صنع حضارة طبية في لبنان نفتخر بها

الإثنين ١١ شباط ٢٠١٩ - 17:46

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رفعت أبرشية بيروت المارونية المارونية صلواتها اليوم، على نية المرضى في الأبرشية ولبنان والعالم في اليوم العالمي للمريض.

وفي المناسبة احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر بالذبيحة الإلهية في مستشفى جبل لبنان- الشياح، يحوطه كاهن رعية السيدة في الحدت الخوري بيار أبي صالح والمرشد الروحي في المستشفى الخوري روجيه شرفان ولفيف من الكهنة. وشارك في القداس رئيس العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو ممثلا وزير الصحة جميل جبق، والنواب: بيار بو عاصي وآلان عون وحكمت ديب وفادي علامة ونقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون ورئيسا بلدية الشياح إدمون غاريوس والحدت جورج عون وشخصيات روحية واجتماعية وممثلو هيئات اجتماعية ورعوية ورئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور نزيه غاريوس.

وبعد الإنجيل ألقى المطران مطر عظة روحية من وحي المناسبة، فقال: "نشكر الله على هذا الجمع في هذا اليوم المبارك، نصلي معه على نية كل مريض ومريضة وكل متألم ومتألمة في لبنان والعالم ونسأل الله لهم الشفاء والتخفيف من الآلام والأوجاع والصحة التامة. ونحن اللبنانيين، من دون أن ننتبه لمعنى كلامنا، عندما نقول لإنسان نسقيه ماء "صحتين"، نكون نذكر بذلك صحة الجسد وصحة الروح. كم هو جميل الجمع بين صحة الروح وصحة الجسد. والرب يسوع الطبيب السماوي، أتى ليشفي جراح البشرية بكل أنواعها. وكم شفى عميانا ومقعدين ومخلعين. وشفانا، أيضا من أمراض الروح، أمراض البغض ورفض الآخر والتسلط والإستغلال وقلة الرحمة. الرب أتى ليعيد إلينا إنسانيتنا الجريحة بالخطيئة، فنستقيم روحا وجسدا. هذا هو مقصد المسيح في رسالته على الأرض، لكي نكون بصحة جيدة، روحا وجسدا أمام الله والناس، ونخدم الخدمة الصالحة لنمجده في حياتنا.
الكنيسة تابعت خدمة المريض منذ البداية. في القرون الوسطى بدأت المستشفيات في الكنيسة تكبر وتأخذ شكلها، الذي نعرف بعضه اليوم. الدول كانت "دول بوليس"، أي دول بعيدة عن أمور الناس، لا بجوعهم ولا بأمراضهم . تهتم بالأمن وبالنظام العام ولكن لم تكن بعد دولة راعية للناس".

وأضاف: "عندما صارت الدولة راعية في الشرق كما في الغرب، أخذت على عاتقها المستشفيات وتعاقدت مع الأطباء وأشرفت على العملية الإستشفائية. الكنيسة لا تهتم بالنظام العام. ولكن الحكمة تقول: إن العمل الخاص والعام يلتقيان من أجل المنفعة العامة. في المدارس كما في المستشفيات. والمجتمع السليم والمجتمع المتحرك، لا بدولته فقط، ولكن بقواه الحية، كمجتمع له مبادراته. ليس من الضروري أن تقتل الدولة بمبادرات الناس، بل عليها أن ترعاها وتنظمها لتكون لخدمة الناس لا لاستغلالهم. علينا أن نتعاون كلنا على خدمة الإنسان وخدمة المريض وخدمة أي إنسان كان بحاجة. العلم والصحة ليس سلعة تشرى وتباع، هي حق للناس. وهذا الحق يجب أن يحترم لكي يصل كل إنسان إلى حقه. أنا غير قادر لأدفع مالا على صحتي، فالمجتمع مجبر لتأمين هذا المال للصحة. هذا حقي لأن أكون في الحياة".

وتمنى "من صميم القلب وفي الظروف الجديدة التي نواجهها بمسؤولية وكرامة، النجاح للحكومة الجديدة وللعهد الجديد، في إرساء السلام الإجتماعي والوطني بين جميع اللبنانيين، ليقوموا بالخدمة اللازمة للناس وبعضهم إلى بعض بالتكافل والتضامن. المعيار الأساس هو خدمة الناس. في الكنيسة حقوق، وهناك أيضا تنظيمات داخلية. نقول عنها كلها ان معيارها الأساس هو خلاص النفوس، ولا شيء يقف أمام خلاص النفوس. ولا شيء يقف أمام خدمة الناس. نعمل جميعا لخدمة الناس في سبيل صحتهم وعلمهم، نكون كلنا يدا واحدة بمحبة وأمر من الله. الرحمة واجب مقدس وخدمة المريض واجب. المجتمع ملزم بخدمة الإنسان. كلنا مسؤولون بعضنا عن بعض. هذا شرف لنا أن نكون خداما بعضنا لبعض. الله أرادنا أن نكون بحاجة بعضنا إلى بعض. ولذلك عندما يطلب منا أي خدمة علينا أن نعتبرها نعمة من الله. "من نعم الله عليك حاجة الناس إليك". لذلك وفي مثل هذا اليوم، اليوم العالمي للمريض، يصادف عيد سيدة لورد، العذراء مريم أم الشفاء، التي شفت مئات المرضى، لا بل الآلاف. نحن نقول للعذراء في صلاتنا لها، يا شفاء المرضى ويا ملجأ الخطأة ومعزية الحزانى. اختار قداسة البابا يوم عيد سيدة لورد، مناسبة اليوم العالمي للمريض، إنطلاقا من محبة مريم لكل إنسان".

وتابع: "في هذا القداس نصلي على نية المرضى ليخفف الله آلامهم الخلاصية، إذا قارناها بآلام المسيح، تفدي الأرض من الخطايا. الآلام تطهر النفوس، وتجعلها نقية. آلامهم نخففها على يد الأطباء الذين نصلي أيضا من أجلهم، فهم على صورة المسيح الشافي. إنها نعمة كبيرة تعطى للأطباء ليكونوا في خدمة الحياة وفق أخلاقية طبية. الطبيب لا يخدم الموت، بل الحياة. الذي يأخذ الحياة هو رب الحياة الذي أعطانا الحياة، وهو الذي يقرر مصير كل حياة. وللأطباء نقول: طوبى لكم لأنكم تخدمون الحياة. نصلي على نية كل العاملين في المستشفيات، الجسم الطبي والجسم التمريضي والمساعدين والذين يسهرون ليلا ونهارا على الخدمة حتى يكافئهم الله على تعبهم. هم مكان الوالدين في بعض الأوقات. لهم نصلي ليكون الرب معهم في خدمتهم وسهرهم على المرضى.
نصلي على نية دولتنا العزيزة وحكومتها ووزير الصحة ومعاونيه، حتى يكملوا العمل الذي فيه نلتقي حول خدمة المريض فنتفاهم ونتعاون حتى يكون الإنسان مرتاحا في بلده. هذه مسؤولية تقع علينا جميعا. اللبنانيون شعب متعلم ومتخصص، ولدينا أطباء ومهندسون بالألاف ولسنا بحاجة إلى أحد، بل بحاجة إلى الإرادة الصالحة والأخوة الحقيقية فيكون بلدنا الأفضل في العالم. إنها نعمة من الله. أتمنى من صميم القلب حوارا جديدا ومتجددا برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمسؤولين كافة، لتتم معالجة كل الأمور العالقة ليكون لبنان كما يستحق أن يكون. نحن قادرون على صنع حضارة طبية في لبنان نفتخر بها جميعا".

وختم: "نصلي على نية جميع الذين يصلون على نيتنتا حتى نوفق في هذه الخدمة الإنسانية الرائعة. والشكر الخاص لعائلة غاريوس الحبيبة، هذه العائلة التي نحبها من قلبنا وهي ليست فقط إبنة الكنيسة، بل عائلة بنت كنيسة على نية المرحوم والدهم ميخايل غاريوس وقدمت العائلة الكنيسة إلى الرعية. كافأكم الله كل خير. كل بيت من بيوتنا هو كنيسة صغيرة وكنيستنا الكبرى هي بيتنا جميعا. نحن كلنا وبكل أدياننا نؤمن بالإنسان والمحبة والخير، وهذا سيساعدنا لنتعاون كلنا ليكون وطننا وطن التلاقي والمحبة والأخوة الإنسانية. قداسة البابا وشيخ الأزهر الأكبر تحدثا عن الأخوة الإنسانية في الإمارات ووقعا وثيقة الأخوة الإنسانية. كنا نقول الإنسان إما هو أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، الآن صرنا نقول إننا أخوة بالإنسانية. كم هو عظيم هذا القول. تعالوا نطبق هذه الأخوة، أولا تجاه المريض وتجاه بعضنا بعض، فيسلم وطننا ويشفى من كل علة ونمجد الله".

وكان الدكتور نزيه غاريوس ألقى كلمة من وحي المناسبة قال فيها: "كنت عينا للأعمى ورجلا للأعرج. هكذا تكلم البابا فرنسيس في اليوم العالمي للمريض.
يعد تاريخ 11 شباط من كل سنة يوم المريض العالمي لدى الكنيسة ويذكر هذا اليوم الذي كرسه البابا يوحنا بولس الثاني بكرامة الإنسان سواء مريض أو كبير في السن، وهو مخصص للمرضى كما للأشخاص الذين يساعدونهم يوميا: أهل وأصدقاء وطاقم طبي ويكون هذا اليوم مناسبة خاصة للدعاء ومشاركة المرضى معاناتهم.
الطب يتطور والأمراض لا تزال تتفاقم والإنسان يتألم، لكننا نعلم أن الألم يصقل الإنسان ويقربه من الرب".

وأشار الى أن "خدمة المريض ولا سيما عندما تطول قد تصبح متعبة، فمن السهل نسبيا تقديم الخدمة لبضعة أيام ولكن من الصعب الاعتناء بشخص لأشهر أو حتى سنوات، كذلك عندما يصبح غير قادر على تقديم الشكر. ولا بد هنا من التذكير بحكمة العصر القديم: Primum nonnocere، أي أولا عدم إلحاق الضرر بالمريض، والعمل بضمير مهني وإعطاء المريض حقه من العناية والاهتمام". 

  • شارك الخبر