hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

مشكلة النظام السوري مع المطران عوده سياديـة تخضع لمعايير لبنانية - سورية

الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٩ - 17:27

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أن المسار الذي ينتهجه الرئيس السوري بشار الأسد في "إعادة تعويم" نفسه دولياً غير مشجّع أبداً، وقد يعني أن مزيداً من التأخير في الملف السوري سيحصل في المرحلة القادمة، ولا سيّما ما يتعلّق منه بملف إعادة الإعمار.
فأن يُعلن الأسد خلال استقباله أمس وفداً من حزب "روسيا الموحّدة" برئاسة عضو مجلس "الدوما" الروسي ديمتري سابلين عن رغبته بزيارة شبه جزيرة القرم التي سلختها موسكو عن أوكرانيا، والتي كلّفت روسيا عقوبات كثيرة والتي لا تزال موضع جدل كبير بين الروس والغرب، هي خطوة أكثر من إستفزازية لواشنطن وعواصم أوروبا الغربية من جهة، كما لكييف ودول كثيرة في أوروبا الشرقية لا تدور تماماً في الفلك الروسي. وسيكون لتلك الخطوة تداعيات كبيرة وحتمية على مسار إعادة دمشق الى المجتمع الدولي من جهة، كما على مسار إعادتها الى جامعة الدول العربية.
 وعلى هامش كل ذلك، يبدو غريباً جداً ما يقوم به الرئيس السوري من إقحام لنفسه في مشاكل الكنيسة الأرثوذكسية في العالم، والتي من ضمنها أنطاكيا. فأن يقول الأسد أمام الوفد الروسي إن محاولات تجري لفصل كنيسة أنطاكيا الأرثوذكسية في لبنان وسوريا من خلال مطرانية أرثوذكسية لبنانية مستقلّة، وتأكيده ضرورة منع ذلك، كان الجانب الأغرب في المحادثات الروسية - السورية.
فإذا كان الإتحاد السوفياتي ومن بعده روسيا الإتّحاد بنيا الجيش السوري واستثمرا سابقاً ويستثمران حالياً في سوريا بسبب ذلك. وإذا كانت سوريا تشكّل القاعدة الأكبر لموسكو على المتوسّط، وإذا كانت المصالح السياسية والإقتصادية الاستراتيجية بين موسكو ودمشق هائلة، ما هي علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بذلك؟ ولماذا تُعطي موسكو "مَوْنة" للأسد للدخول بملف العلاقات الأرثوذكسية - الأرثوذكسية؟ وهل أصبحت الأرثوذكسية فعلاً الأداة الفعلية لأعداء موسكو في محاربتها من جهة، كما لموسكو في محاربة أعدائها من جهة أخرى؟ وما علاقة دمشق الدولة بأنطاكيا العظمى التي تبقى بأبعادها الزمنية والروحية أبعد وأرقى وأسمى من أي ابتزاز أو استغلال أو سجال سياسي؟ وهل يريد الأسد تعويم نفسه لدى الروس أكثر، كوكيل لهم في المنطقة، عبر إقحام نفسه بالشؤون الأرثوذكسية أكثر؟؟؟...
ضربة ليازجي
كشف مرجع أنطاكي أرثوذكسي رفيع المستوى أن "الكنيسة الأرثوذكسية هي أحد أوجه النفوذ التاريخية لروسيا، وهذا يعني أن الأميركيين يهمّهم أن يضعوا يدهم عليها، كما أن الصراع يبقى عليها في أماكن تواجدها".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الكلام الذي قاله سابلين على الكنيسة الأرثوذكسية نقلاً عن الأسد كان يجب أن لا يخرج الى الإعلام، لأنه ضربة تطال البطريرك يوحنا العاشر يازجي ولا يفيده ابداً، وليس لمصلحته".
ولفت المرجع الى أن "أحد الأهداف الاستراتيجية للنظام في سوريا وأحد أدواته الأساسية والفعلية هي أن تكون الكنائس المسيحية تحت أجنحته. فهذا الأمر يخدم الرئيس بشار الأسد كثيراً تجاه أوروبا والرأي العام العالمي أيضاً، ويهمّه أن يكون المسيحيون معه وليس ضدّه".
وأضاف:"الكنيسة الأرثوذكسية في أنطاكيا هي الوحيدة التي يصعب إخضاعها، وهي الأكبر من بين كلّ الكنائس الأخرى. فعلى سبيل المثال، نذكر أن السريان في سوريا يخضعون للأسد، فيما الروم الكاثوليك هم في حالة "إنبطاح على الآخر" أمام النظام السوري. أما الروم الأرثوذكس فإخضاعهم أصعب، ولكن وضعهم حالياً بات أشدّ صعوبة. فالبطريرك يازجي، ولِكَوْنه سوريّ الجنسية، كانت له مرات عدّة مواقف تصبّ باتّجاه التماهي مع مواقف النظام السوري. كما سار البطريرك يازجي أيضاً باتّجاه سَوْرَنَة مفاصل الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، بحجج كثيرة".
المطران عوده...
وشدّد المرجع على "وجود مطبخ يتمّ العمل من خلاله على أمور كثيرة لها علاقة بالكنيسة الأرثوذكسية. فلا بدّ من تأكيد أنه بحسب الأصول البروتوكولية، لا يجب أن يتناول الأسد كرئيس دولة موضوع مطران، هو المتروبوليت الياس عوده، في دولة أخرى هي لبنان، خلال لقاء رسمي مع وفد خارجي. كما لا يحقّ للأسد أن يدخل في تفاصيل لها علاقة بالكنيسة أصلاً".
وقال:"العقبة الأساسية أمام وضع اليد السورية كاملة على الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، وأمام تجيير الكنيسة بكلّ زخمها الروحي وتاريخها ومقدراتها وحجمها المعنوي لدعم الأسد، هي (العقبة) مطران بيروت الياس عوده الذي طالما كان سيادياً لبنانياً بالملفات السياسية الوطنية ولا سيّما عندما لم يَكُن يوجد في لبنان من يتجاسر على قول شيء خلال زمن الوصاية السورية. وبموازاة ذلك، طالما كان (المتروبوليت عوده) وحدوياً في الملف الكنسي، إذ إنه من أشدّ المدافعين عن وحدة أنطاكيا، والأدلّة كثيرة في هذا الإطار".
الروس أيضاً وأيضاً...
وأكد المرجع أن "الروس يوسّعون الأزمة، وهو ما ظهر بوضوح من خلال كلام سابلين، ربّما لكي لا يبقوا وحيدين في الصراع الحاصل في أنطاكيا. ولكن المشكلة أنهم (الروس) لا يخدمون أنفسهم كما أنهم لا يخدمون الكنيسة الأنطاكية. وفي هذا الإطار، لا يبدو أن البطريرك يازجي في موقع مريح أبداً".
وتابع:"مشكلة النظام السوري وبعض رجال الإكليروس الأرثوذكسي مع المتروبوليت عوده هي سيادية تخضع لمعايير لبنانية - سورية، وليست مشكلة تتعلّق بوحدة الكنيسة. يتمّ مع الأسف تجييش الرأي العام الأرثوذكسي ضد المطران عوده بتُهَم مسبقة كثيرة، ولكن الهدف الحقيقي هو تحجيم دوره ودور مطرانية بيروت الأرثوذكسية في لبنان".
وقال المرجع:"قد يكون هدف الروس من خلال كلام سابلين نقلاً عن الأسد حول وضع الكنيسة هو إحراج البطريرك يازجي. ولكن كلّ ما قيل لا يخدم الوحدة، كما لا يخدم البطريرك يازجي بل على العكس يضعفه، إذ لا يُمكن ليازجي أن يكون بطريركاً على الطائفة في لبنان إذا أخذ صورة معيّنة تجاه الكنيسة في لبنان. لا بل أن الأمور تظهر وكأنه يتمّ الإستعانة بقوى سياسية إقليمية ودولية في كل ما يتعلّق بالكنيسة".

(أخبار اليوم) 

  • شارك الخبر