hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

التآلف يبدأ عند برّي وباسيل

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 05:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أنْ يبدأ تحرّك الوزير جبران باسيل من مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، في محاولة لإيجاد حل للعقدة الوزاريّة السُّنية، فهو أمر إيجابي ومهم. وأنْ يحمل باسيل مشروع التسوية السياسيّة الذي يحاول تسويقه، لطلب مساعدة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أوّلاً، هي خطوة لافتة، وضروريّة.

يستطيع الرجلان إنجاز عمل سياسي مشترك، يشكّل مدماكاً لمرحلة إعادة الثقة بين الفريقين. علماً أنّه لا توجد علاقات خاصة قائمة بين باسيل ومعاون برّي الوزير علي حسن خليل، منذ أشهر. فلا تحصل بينهما لقاءات خارج الاجتماعات الرسميّة الوزاريّة، ولا حتى اتصالات، كما كان عليه الحال على مرّ الأعوام الماضية.
ربما من حسنات الانقطاع بين باسيل وخليل أنّ الاتصالات صارت قائمة مباشرة مع عين التينة، فكسرت الجليد تدريجاً، علماً أنّ رئيس المجلس النيابي سبق وامتدح وزير الخارجيّة والمغتربين في محطات عدّة، مشيداً بنشاطه أو بمواقفه. لكنْ عدم وجود كيمياء بين الرجلين، لا يجب أنْ يُشكّل مانعاً من التعاون السياسي المطلوب، لمصلحة البلد. فلا يمكن لرئيس المجلس تجاهل وجود باسيل، ولا يمكن لوزير الخارجية عدم التواصل مع برّي.
ولذلك، فإنّ أيّ خطوة يُقدِم عليها باسيل بحجم محاولته حلّ أزمة الحكومة الآن، لن يُكتَب لها النجاح من دون مباركة عين التينة أوّلاً. ولا قدرة لرئيس المجلس على فرض مشاريع سياسيّة بأبعاد وطنيّة من دون موافقة رئيس الجمهوريّة ميشال عون، الذي يرمي الكرة في ملعب باسيل، إذا كان الأمر يتعلّق بالتموضعات السياسيّة والحزبيّة.
إنّ التعاون بين رئيسي "أمل"، و"الوطني الحر" يسمح بتسهيل الحلول الداخليّة، بعد حصول تجارب في التباعد وممارسة النكايات المتبادلة، التي لم تثمر، ولم تطعم اللبنانيّين خبزاً.
وبما أنّ الحكومة آتية، ولو بعد انتظار طويل، ولأنّ القرارات المصيريّة مطروحة على طاولتها، فلا بدّ من مواكبة الفريقين أوّلاً لتسهيل حصول الإصلاحات المطلوبة، كي لا نغرق في دوّامة التجميد التي سبق واختبر اللبنانيون تداعياتها السلبيّة.
لذلك، فإنّ المسؤولية تقع على عاتق الطرفين معاً، ومن ثمّ على كل الأطراف مجتمعة. ولا بدّ أنْ تعود العلاقة بين باسيل وخليل، وأنْ يكون الطقم الوزاري التابع للفريقين متعاوناً ومنسجماً سياسياً وبارعاً في حياكة العلاقات والتسويات، ويتكامل في تصنيع مشاريع الإصلاحات التي يتطلّبها تنفيذ مقرّرات مؤتمر "سيدر". فالممارسة السياسيّة الحسنة على طريقة برّي، هي الطريق الأمثل للمرحلة المقبلة.
إنّ التآلف الحكومي الذي يكرّر بري الحديث عنه، يبدأ من عين التينة والرابية. فلا تآلف من دون تحسين علاقاتهما، لتنقية الشوائب في أدائهما تجاه بعضهما بعض.
فإذا أتت التشكيلة الحكوميّة عند الفريقين مسيّسة، ومرنة، ومنفتحة، وقادرة على حياكة التواصل، وتلتقط الإشارة "عالطاير"، فإنّ المهمّة ستكون أسهل على الطرفين معاً. واذا كانت التشكيلة محكومة بالنكايات، وقلّة الخبرة، وضعف الإمكانات، فلا قدرة على تسهيل التآلف الحكومي لفرض الإصلاحات والمقرّرات.
إنّ التفاهم بين البرتقاليّين والخضر، بات أكثر من ضروري. فهل يقلب باسيل الآن صفحات الأزمة مع "أمل"، ويفتح بهدوء صفحات بِيْضْ؟

  • شارك الخبر