hit counter script

خاص - ليبانون فايلز

ملف عودة النازحين... فتوحي: السياسة بالعمل وليست بالكلام!

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تُعتبر معضلة النازحين السوريين أحد أبرز القضايا الشائكة في لبنان، مع تجاوز عددهم المليون وسبعماية الف نازحاً، من جرّاء ما يترتّب عن هذا الوجود من تداعيات خطرة على الصعد كافة ومختلف المستويات، سياسيّاً وأمنيّاً وديموغرافيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً... ومع إطلاق المبادرة الروسيّة لعودة النازحين السوريين إلى أرضهم وتنظيم عودة دفعات من النازحين من لبنان إلى سوريا بإشراف الأمن العام اللبناني، برزت إلى الواجهة حملة أطلقها الحزب "اللبناني الواعد" تحت عنوان "المشروع الوطني لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم".
ولتسليط الضوء أكثر حول هذه المبادرة ومعرفة خلفيّاتها وفحواها وأهدافها، أوضح رئيس "الحزب اللبناني الواعد" فارس فتوحي لموقع "ليبانون فايلز"، أنّ "المشروع الوطني لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم، أُطلق لتثبيت نظرية أنّ السياسة تُمارس بالعمل على الأرض وليس بالكلام الإعلامي كما يفعل بعضهم، فالمبدأ الأساسي في الحزب أنّ السياسة بالعمل وليست بالكلام"، مضيفاً: "لا نُريد أنْ نُبرِز أنفسنا في الاعلام من أجل الشهرة، إنّما هدفنا بناء وطن وتحصيل حقوق اللبنانيين".
وتابع فتوحي: "موضوع النازحين ملف يخصّ الدولة والحكومة اللبنانية، خصوصاً من ناحية التنسيق مع الدولة السورية وغيرها من الأمور"، معتبراً أنّ "التنسيق مع دمشق ضرورة من أجل مصلحة لبنان الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، ومؤكداً أنّه "لا يوجد تنسيق بين الحزب اللبناني الواعد والنظام السوري، بل إنّ التنسيق يتم عبر الأمن العام اللبناني، المفوّض من قبل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون".
ولفت إلى أنّ "التحرّك الروسي فتح الباب أمام هكذا مبادرات وأظهر أنّ هناك قناعة دولية للتنسيق مع الدولة السورية لعودة النازحين إلى بلادهم، إضافة إلى المبادرة التي أطلقها "حزب الله" في هذا الإطار، أي عودة النازحين السوريين".
وأشار فتوحي إلى أنّ "المبادرة الروسية تعمل على عودة نحو 900 ألف نازح سوري"، سائلاً: "ما هي حصّة المناطق المسيحية من هذا الرقم؟"، وتابع: "لهذا سأجتمع قريباً مع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين للحصول على وعد منه على هذا الصعيد".
وقال: "لا يُمكننا كلبنانيّين أن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر الحلول في ملف النازحين، وعلى هذا الأساس قرّرنا أن نُطبّق هذه المبادرة ونعمل على الارض لتحقيقها، من خلال الجولات الميدانيّة لمنسّقي الحزب "اللبناني الواعد" في قرى وبلدات كسروان (كمرحلة أولى) لتعبئة استمارات العودة للنازحين السوريين".
وشدّد فتوحي على أنّهم يستهدفون النازحين السوريين تحديداً، وليس جميع السوريّين، ومنهم من العاملين في لبنان منذ ما قبل الحرب في سوريا، وقال: "نستهدف السوريّين الذين لديهم رغبة حقيقيّة بالعودة إلى وطنهم، أكانوا معارضين للنظام أو موالين، فنلجأ إلى تعبئة الاستمارات ونسلّمها إلى الأمن العام اللبناني، لكي يقوم بكلّ الاجراءات القانونيّة اللازمة مع الدولة السوريّة، وعندما تأتي الموافقة من الأمن العام على العودة، نؤمّن من جهتنا كلّ الوسائل اللوجستيّة الضروريّة التي تُسهّل عمليّة العودة، من خلال نقلهم إلى الحدود اللبنانيّة - السوريّة بإشراف من الأمن العام والأجهزة المعنيّة".
وكشف أنّه "خلال الاسبوع الأول من إطلاق المبادرة، تمّ تحضير نحو 169 "طلب عودة" قُدّمت إلى الأمن العام من منطقتَيْن في كسروان، هما فيطرون وزوق مصبح، والرقم المستهدف في المرحلة الأولى هو 1000 نازح سوري من كسروان وجبيل"، مضيفاً: "نتوقّع أن نستهدف أكثر من هذا الرقم مستقبلاً، لكن الأمر يبقى مرتبطاً بآلية العمل ومدى تجاوب البلديات وعدد المنسّقين على الأرض، فلدينا حالياً 120 منسّقاً على الأرض في كسروان".
وتابع فتوحي: "نعمل بطريقة منهجيّة ومقسّمة على مراحل عدّة، وليس المطلوب اليوم تأمين عدد معيّن من النازحين السوريين لاطلاق الدفعة الأولى إلى سوريا، بل الامر متعلّق بالمدّة التي تأخذها الموافقة من قبل الامن العام".
وأردف: "نلمس تجاوباً معنا من قبل الدولة اللبنانية، لكنّنا نُواجه مشكلات مع بعض البلديّات، فنحن نجتمع مع رئيس البلديّة التي نرغب بالعمل ضمن نطاقها، لكي نضعه بصورة الآلية المتّبعة من قبلنا في هذا الشأن، ويعود لرئيس البلديّة أنْ يقبل بالأمر أو لا... هناك رؤساء بلديّات لم يحدّدوا لنا موعداً لعقد لقاء معهم، وما زلنا ننتظر جواباً منهم منذ نحو أسبوعين".
وحذّر فتوحي من انه "في نهاية المطاف سيعقد الحزب مؤتمراً صحافياً في شأن ما أنجز على الأرض، وسيُكشف خلاله كلّ من عرقل الأعمال ليصار إلى وضع الحقائق كافة أمام الرأي العام".
وأضاف: "مسألة النازحين موضوع وجودي وديموغرافي واقتصادي واجتماعي... لهذا علينا ان نتحرّك لكي لا يكون مصيرنا الهجرة. 80% من الأراضي السوريّة أصبحت آمنة والنظام السوري باق ورهانات الداخل على ان النظام السوري سيسقط أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. الدولة في سوريا بحاجة إلى مواطنيها، خصوصاً مع دخولها مرحلة إعادة الاعمار، والنازحون بدورهم بحاجة إلى وطنهم".
وأوضح ان "الدولة السوريّة تُصدر مجموعة من القوانين والاعفاءات والاجراءات التي تُسهّل عودة النازحين إلى أرضهم، والقانون رقم 10 ضُخّم وشوّه إعلامياً من قبل بعض الاطراف في لبنان"، مؤكداً ان "مصلحة الشعب اللبناني ليست في خلق مشكلات مع "الجارة سوريا"، فنحن بحاجة إلى الدولة السوريّة في ملف النازحين والمعابر الحدودية، التي تُعتبر "بوابة صادراتنا" إلى الخليج، لهذا لا يُمكننا ان نفرض "شروط مهينة" على النظام في دمشق".
وطالب فتوحي كلّ الأحزاب والفعاليات والمواطنين والطلاب... بـ"المشاركة مع الحزب اللبناني الواعد في هذا المشروع الوطني للوصول إلى أكبر عدد ممكن من النازحين السوريّين، فليس للحزب أيّ مشكلة في التنسيق مع أيّ طرف أو حزب آخر لمصلحة لبنان، لأنّه لا يمكن أن تُحلّ هذه القضيّة من طرف واحد وهدف الحزب في نهاية المطاف مصلحة لبنان واللبنانيّين".

  • شارك الخبر