hit counter script

الحدث - حـسـن ســعـد

"العدل" عقدة مثاليّة... فالخلاف مع الرئيس ليس كالخلاف مع التيّار

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بغض النظر عن المؤثرات الخارجيّة والعقد الداخليّة، لا شك أنّ "القوّات اللبنانيّة" تلعب دوراً أساسيّاً ومحوريّاً في الأزمة الحكوميّة، دور من الصعوبة بمكان تخطيه بسهولة، حتى بات من الجائز القول أنّها "عَرَفت قَدْرَها فتدلّلت"، وأصبحت، بإصرارها على مطالبها والتشدّد بمواقفها، تشكّل "عقدة" كاملة المواصفات تشغل بال بعض الأفرقاء وبالأخص منهم الفريق الرئاسي.

الكلّ يوافق على أن العقدة المسيحيّة هي العقدة "الأكبر"، والكلّ نفسه يسأل لماذا تتمسّك "القوّات" بالحصول على "حقيبة العدل" دون غيرها من الحقائب، رغم علمها المسبق بأنها من حصّة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ومن شبه المستحيل أنْ يتخلّى عنها؟

حسب الواقع والوقائع، ولأنّ المردود السياسي والمعنوي من الخلاف مع رئيس الجمهوريّة على حقيبة "العدل" لن يوفّره الخلاف مع أيّ فريق من الأفرقاء ومن بينهم التيّار الوطني الحر على أيّ حقيبة "أساسيّة" أخرى، جاءت عقدة "العدل" - بكل ما تعنيه للرئيس وعهده - على طبق من ذهب، فكانت بمثابة العقدة "المثاليّة" - على سلبيتها - و"الأفعَل" التي سيؤدّي استثمارها "المدروس" من قِبَل "القوّات" إلى تمكينها، على سبيل المثال لا الحصر، من:
- إعلاء شأنها وإثبات أنها قوّة سياسيّة وازنة وفاعلة ومؤثرة في الحياة السياسيّة العامة.
- اكتساب صفة ومفعول "النديّة" مع القوى الأساسيّة في البلد، والتأكيد على حيثيتها في الساحة المسيحيّة.
- إظهار رئيس الجمهوريّة أمام الرأي العام بصورة اللاعب السياسي والأساسي في ملعب الحكومة من خلال حصّته الوزاريّة، لا الحكم الرئاسي بين الأفرقاء اللاعبين.
- وضع حصّة رئيس الجمهوريّة الوزاريّة وحقائبها على طاولة التفاوض شأنها شأن حصّة أيّ فريق آخر.
- التمايز عن البعض من خلال احترام الدور الدستوري للرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري عبر إلتزامها التفاوض على الحصّة والحجم والوزن والحقائب معه فقط.
- مساعدة الرئيس المُكلّف على مواجهة ما يُطرح من معايير مُبتكرة وظرفيّة.
- إقناع الرئيس الحريري بأنّ "القوّات" حاجة له في أكثر من ميدان وعلى أكثر من صعيد.
- تجنّب التصادم مع معظم الأفرقاء وعدم الاقتراب من حصصهم وحقائبهم.
- الاستفادة من الوقت الإضافي الذي وفّره - وإنْ كان غرضه مختلفاً - قول الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير عندما تطرّق إلى الشأن الحكومي: (... لا ننصح أحداً بأنْ يضع مهلاً زمنية).

بالإستناد إلى موقف ووعد الرئيس المُكلّف بأنْ (لا حكومة بلا القوّات)، فإن إحراج "القوّات" لإخراجها - بإرادتها في الشكل - إنما هو عمل "عبثي" لا طائل منه لا للبلد ولا للعهد.
وفي حال سقط في يد الحريري وجرى إقصاء "القوّات" من الحكومة "المعجزة"، فإنّ هذا يعني سقوط مبدأ "الوحدة الوطنيّة" ومعيار "نتائج الانتخابات النيابيّة" وشعار "بيّ الكل" سقوطاً مدويّاً.
أمّا إذا ما استمرّت "القوّات" في تصلّبها، فيبدو أنّ البلد في خضم "انتفاضة قوّاتيّة" لا تُفرّق بين تيّار وشعب.

  • شارك الخبر