افتتح محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ، بالتعاون مع منظمة اليونيسف، معرض صور في متحف قلعة بعلبك الأثرية، عن "عمالة الأطفال اللبنانيين"، في حضور راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، رؤساء بلديات، ورؤساء دوائر رسمية وفعاليات ثقافية وإعلامية واجتماعية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم تحدث رئيس قسم المحافظة دريد الحلاني فاوضح أن "هذا المعرض يلقي الضوء حول عمالة الأطفال في لبنان، التي أصبحت ظاهرة مخيفة تشير إلى وجود ما يزيد على مئة ألف طفل على مستوى الوطن يعملون في سن مبكرة، وسيستمر المعرض يستقبل الزوار لغاية 18 تشرين الثاني القادم".

واعتبر أن "الطفولة مرحلة عمرية تأسيسية في حياة كل إنسان، تتسم بالبراءة والطهارة والحب والجمال، ويقتضي أن تتوفر لكل طفل الظروف المناسبة بيئيا وصحيا ونفسيا واجتماعيا، كي يعيش هذه المرحلة ببراءتها وطهرها وحبها وجمالها".

وتحدث المحافظ خضر فقال: "المعرض الذي نفتتحه اليوم والذي سيستمر لمدة شهر في متحف قلعة بعلبك، موضوعه هو عمالة الأطفال، ويهدف إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة جداً، والتي تهدد سلامة المجتمع اللبناني، حيث يوجد 100 ألف طفل لبناني يعملون في سن مبكرة، وفي منطقة بعلبك لدينا عشرة آلاف طفل يعملون، فكيف نبني المستقبل ولدينا هذه المشكلة المأساوية على مستوى الوطن، فمكان الأطفال مقاعد الدراسة، فالتعليم هو من أبسط حقوقهم".

وأشار إلى أن "هناك العديد من الأطفال ذكورا وإناثا يتعرضون للتحرش الجنسي خلال عملهم، وبالتأكيد مكان الطفل ليس في الشارع، وأنا فخور بعد عدة اجتماعات مع اليونيسيف وتبادل الأفكار بيننا، أن أطلق شعار حملتنا الجديدة "بعلبك الهرمل محافظة صديقة للطفولة"، وسنعمل لصون حقوق الأطفال، وتأمين التعليم لهم وهذا من أبسط حقوقهم والتشدد بحق مشغليهم ، لمنعهم من استغلالهم مجددا".

وقال: "لا بد من اعتماد التخطيط الأسري وتنظيم الأسرة لتحسين المستوى المعيشي للأطفال وتأمين الخدمات والرعاية والخدمات. كما أن زواج الأطفال لا يقل خطورة عن عمالتهم، وثمة مشكلة أخرى علينا العمل للحد منها، تتعلق بالتسرب المدرسي".

ورأى أن "أهم استثمار هو في الجيل الجديد وفي استثمار الطفولة، لأنهم هم مستقبل هذه المنطقة ومستقبل لبنان، فلنضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض، من أجل النهوض بهذه المنطقة على كافة المستويات، وأتمنى التبليغ عن أي ظاهرة عمالة أطفال في المحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق مشغل الأطفال، والسعي لتأمين الحضانة والحصانة للطفل المستغل".

وختم: "نتشارك مع منظمة اليونيسف القيم نفسها، وهدفنا واحد هو مساعدة الطفولة والمرأة والفئات المستضعفة".

وارنيري
بدورها نائب ممثلة منظمة اليونيسيف في لبنان فيوليت وارنيري قالت: "الشكر لسعاده المحافظ وسيادة المطران ولكل من يشاركنا في هذا اليوم المميز، ونشكر المحافظ خضر على كلمته المميزة، والتي تؤكد بانه من أهم المدافعين عن حقوق الطفل".

واعتبرت أن "عمالة الأطفال لا تتعلق فقط بالأزمة السورية، وإنما هي أيضاً أزمة لبنانية، حيث نجد أكثر من عشرة آلاف طفل لبناني يعملون في هذه المنطقه، وبحسب دراسه اجرتها منظمه اليونيسيف سنه 2016 فإن 6 بالمئة من الأطفال في لبنان يعملون اي ما يعادل 60 الفا، وهذا الشيء جعلنا نفتح حوارا حول هذا الموضوع، ونحن منظمه يهمنا أن ينعم كل طفل موجود على الأرض اللبنانية مهما كانت جنسيته، بحياه كريمة يستحقها، وأن يتلقى التعليم، لأن مكانه الطبيعي في المدرسة".

وأشارت إلى أن "المعرض يتضمن صوراً لخمسة أطفال يتحدثون عن عملهم في سن مبكرة، ومن أجل خصوصية هؤلاء الأطفال غيرنا الأسماء، ولم تظهر الملامح واضحة في الصور، بينهم من لا يجيد القراءه والكتابه والذي كان يعتبر أن الوقت قد أصبح متأخراً لكي يعود إلى المدرسة. أما الطفلة زينة فهي تعمل بالحقل مع امها، وتقدم لها احدهم للزواج منها وهي ما زالت صغيرة السن، فقررت الأم الانتقال مع طفلتها إلى منطقة ثانية، وهنا يتبين لنا أن الزواج المبكر هو خطر ثان يهدد الاطفال. في حين أن مهدي هو ولد يعمل في مطعم يحضر النراجيل، وهذه مسالة غير جيدة ومسيئة أيضاً لصحته".

وتابعت: "القوانين في العالم، ومنها لبنان، تمنع عمل الاطفال في سن مبكرة، ولكن ينبغي تطبيق القوانين، وهذه مسؤولية الجميع، وتتطلب تضافر جهود الوزارات والبلديات وأرباب العمل وهيئات المجتمع المدني، وأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض لإنقاذ الأطفال من مشكلة العمل المبكر. وستنطلق خطه عمل بالتعاون مع المحافظ قريبا، وسترون نتائجها تباعا".

وختمت بشكر وزارة الثقافة" التي سمحت لنا باستخدام هذا المكان المميز لإقامة المعرض".

وقص المحافظ خضر ووارنيري شريط الافتتاح، وجال الحضور على أقسام المعرض.