hit counter script

الحدث - مروى غاوي

ماذا يجري بين عين التينة ومعراب؟

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد لا يكون مفاجئاً أنْ يبدي الرئيس المكلّف سعد الحريري تعاطفاً ومرونة مع مطالب "القوّات اللبنانيّة" الحكوميّة لكنّ اللافت أنّ عدداً من القوى السياسيّة، ومن بينها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، من ضمن هذا التوجّه أيضاً لإعطاء "القوّات" ما تطالب به في الحكومة. وليس سراً على العارفين في المطبخ الحكومي أنّ برّي لعب دوراً في وساطة سياسيّة لصالح "القوّات" وهو يميل إلى إعطائها حصّة من منطلق تمثيلها المسيحي، فلماذا يهتم برّي بحصّة "القوّات"؟

ينقل الذين يلتقون رئيس المجلس النيابي عنه تأكيده أنّه على الحياد ولا يتدخّل بالحصّة المسيحيّة تاركاً حلّ العقدة بين "التيّار" و"القوّات" لحلفاء تفاهم معراب على غرار ما يحصل لدى الثنائي الشيعي الذي يرفض أنْ يتدخّل أحد في شأن الحصّة الشيعيّة. ولكن بما أنّ الخلاف المسيحي وقع حول الأحجام والأوزان وظهر التباين بعد الإعلان عن المسوّدتين الحكوميّتين فإنّ برّي يرى ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة نظراً إلى الأوضاع الاقتصاديّة السيئة إذ إنّ العقدة المسيحيّة هي المدخل إلى الحل.
إهتمام "دولة الرئيس" بحل عقدة "القوّات" ليس موجّهاً ضدّ أحد وتحديداً لا يقصد رئيس المجلس استفزاز "التيّار" من منطلق حرصه على عدم اهتزاز علاقة "التيّار" و"حركة أمل" وتجدّد الخلافات بينهما؛ وعلى هذا الأساس ينتقي برّي خطواته في الموضوع الحكومي، فيلعب دور المحايد ويتعاطى مع كل الأفرقاء بمعيار واحد وعلى قاعدة الأبواب المفتوحة للجميع. لكنْ في الواقع فإنّ رئيس المجلس لا يمانع إعطاء "القوّات" ما يحق لها في الحكومة بعد أنْ فاضت انتهاكات "التيّار" الحكوميّة.
 ثمّة الكثير من نقاط التلاقي بين عين التينة ومعراب في الآونة الأخيرة رغم التباين الحاد في المواقف السياسية العامة. فرئيس المجلس ورئيس حزب "القوّات" سمير جعجع يجمعهما عدم الارتياح لرئيس حزب "التيّار" جبران باسيل الذي انتفخ حجمه أكثر من اللازم ويعيش اللحظة الرئاسيّة في قراراته. وليس سراً أيضاً أنّ رئيس المجلس الذي يحافظ على "ستاتيكو" التهدئة مع "التيّار" لا يطمئن للمساكنة الحالية معه على المدى الطويل، وقد لا يشبك يده معه في الكثير من الملفّات الأساسيّة وما صدر عن نائب كتلة التنمية والتحرير ياسين جابر في موضوع عرض شركة "سيمنز" من دون تبنّي برّي له، كاف لتثبيت أنّ الاختلاف مستمر في ملف الكهرباء بين الجهتين.
التفسير العقلاني لما يجري بين عين التينة ومعراب يأتي في إطار الالتقاء رغم الاختلاف في الاستراتيجيات. فرئيس المجلس ركن أساسي في الطائفة الشيعيّة وأحد أعمدة فريق "8 آذار" الأساسيّة وينتمي إلى هذا الفريق عقائدياً واستراتيجياً، فيما معراب في صلب قوى "14 آذار" أكثر حتى من "تيّار المستقبل" اليوم. وعليه يمكن فهم ما يحصل بأنّ برّي باق على ثوابته إلى جانب فريقه السياسي لكنه قريب أيضاً من الحريري وجنبلاط وجعجع في التكتيكات السياسيّة.
من جهة معراب، فإنّ لرئيس المجلس موقعاً خاصاً متمايزاً عن أفرقاء "8 آذار". وللنائب جورج عدوان حضوراً في عين التينة هو امتداد لعلاقة خاصة مع "الأستاذ" ومثله النائب السابق أنطوان زهرا الذي خرج من المجلس ولا يزال مُمسِكاً بمفتاح العلاقة مع برّي.
تبدو "القوّات" أخيراً أكثر التصاقاً برئيس المجلس من المرحلة الماضية، فالعلاقة تجاوزت استحقاقات كثيرة من دون ان تسوء كما حصل عندما اقترعت "القوّات" بأوراق بِيضْ في انتخابات رئاسة المجلس إلا أنّ التلاقي، ولو عن بعد، يطغى دائماً على خيارات التباعد.
 

  • شارك الخبر