hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

خير الله في قداس عيد الصليب: نحن اقوياء بكنيستنا والصليب علامة انتصارنا

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٨ - 14:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إحتفلت بلدة اجدبرا في البترون، بعيد إرتفاع الصليب وبتدشين كنيسة بيت العذراء مريم التي هي جزء من مشروع الصليب الاكبر في البلدة.

وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا إحتفاليا في ساحة المشروع، عاونه فيه خادم الرعية الخوري شربل خشان والخوري سامي نعمه، بمشاركة رئيس بلدية اجدبرا حميد خوري وأعضاء المجلس البلدي، مختار البلدة شوقي مرعي، رئيس واعضاء لجنة الوقف وفاعليات.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى خيرالله عظة بعنوان "ليس من اجلي كان هذا الصوت بل من أجلكم". وقال:"تعودنا أن نلتقي في كل عام في هذا المكان الذي تقدس في حضور العذراء مريم وبمشروع الصليب، لكي نقول دائما ليرتفع الصليب على قمم جبالنا ونبقى ثابتين في إيماننا بيسوع المسيح".

وتابع:"إنجيل هذا العيد، يسوع يعلمنا فيها أن بموته على الصليب انقلبت كل المقاييس وكل المفاهيم عند البشر، لأن هذا الصليب الذي أرادوا أن يصلبوه عليه، كان إهانة وكان مصير المجرمين مع موت يسوع إبن الله طوعا، وبإرادته ورضاء فقط، لأنه يحبنا وفي سبيل خلاصنا ومع موت يسوع على الصليب تغيرت كل المفاهيم".

وأضاف:"الحكمة عند البشر أصبحت حماقة وحماقة البشر بيسوع المسيح وبصليبه، أصبحت حكمة عند الله. هذه هي الطريق التي أراد الله أن يدلنا عليها، وهو الذي يقول لنا في تعليمه في انجيل يوحنا الذي سمعناه حبة الحنطة فأخذها مثلا عن موته وقيامته، حبة الحنطة عندما يزرعها الزارع تموت في الارض واذا ماتت تعطي ثمارا وثمارا كثيرة، واذا لم تمت تبقى حبة واحدة مفردة في الارض."

وتابع:"موت يسوع المسيح على الصليب، كان مثل حبة الحنطة اعطت حياة لكل البشر، حياة ابدية، حياة الله، اعطيت لنا مجانا لأن الله يحبنا، فقط لأنه يحبنا ولم يكن يستطيع الا ان ان يخلصنا لأن لا حدود لمحبته ابدا".

وقال:"مات يسوع على الصليب وقام، وبعد موته وقيامته صار ايمان المسيحيين وايمان الكنيسة معلما من معالم طريق الخلاص. في كل مرة نجتمع في الكنيسة لكي نعيد اعلان ايماننا بالله الآب والابن والروح، وبالابن الذي تجسد انسانا مثلنا والذي ارتضى ان يموت على الصليب من اجلنا. وبموته وقيامته اعطانا الحياة، وبالروح القدس ترك هذه النعمة في الكنيسة"، لافتا الى "انه في كل مرة نعلن ايماننا نعود لنرفع رأسنا أننا اصبحنا اقوى من الموت، وأننا كلنا مدعوين الى الحياة والى القداسة، وهذه الدعوة موجهة الينا، اليوم وكل يوم، نحن بشكل خاص، ابناء وبنات ابرشية البترون، ابرشية القداسة والقديسين بفضل عائلاتنا التي كانت عائلات مباركة ومصلية فأعطت قديسين وقديسات".

اضاف:"نحن اليوم، وفي الظروف التي نعيشها، وفي ظل الصعوبات والتحديات التي نواجهها، مدعوون الى القداسة. وعندما نكون مدعوين الى القداسة، حتما، سنعبر بالموت على الصليب لنصل الى القيامة والى الحياة الابدية. لهذا السبب لم يعد لدينا خوف من الموت ومن كل مسببات الموت، لأننا اقوى من الموت وأقوى من الشيطان وبالمسيح ننتصر وبصليبه ننتصر، لكن لكي نصل الى الانتصار بصليب المسيح علينا ان نقدم تضحيات كبرى، تضحيات كبيرة جدا،" متسائلا "هل نحن قادرون اليوم، أمام مغريات العالم وملذاته، ان نقدم التضحيات؟ ام اننا نستسلم لأننا غير قادرين القيام باي شيء؟ اصبحنا عاجزين عن تربية عائلة، وعن الاهتمام باولادنا وتعليمهم وبناء مستقبلهم، هكذا نقول وهذا كلام اليأس وليس كلام الرجاء بالمسيح وبالانتصار بصليب المسيح".

واردف:"ان الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا عبر التاريخ، على هذه الارض التي نعيش عليها اليوم في لبنان ارض القداسة، كان اصعب واقسى من ما يمر علينا اليوم، وقبلوا التضحيات وثبتوا في ايمانهم على الرغم من الاضطهادات والحروب والتنكيل والفقر، صمدوا بايمانهم الكبير ورجائهم بالمسيح وعاشوا مرفوعي الرأس بحرية وكرامة. نحن نتساءل اليوم، نحن المدعوون ان نرتفع مع المسيح، عن حريتنا وعن كرامتنا وعيشنا بالرأس المرفوع فهل اصبحنا نعيش في اليأس ونستسلم لأي صعوبة او تحد".

وتابع:"هذا ليس مقبولا، أم اذا كنا نريد ان نتبع السياسيين ونتعلم منهم فأين اتباعنا للمسيح، فلنختر منذ الآن وللمستقبل من نريد ان نتبع، ومع من نريد ان نعيش بحرية وكرامة؟ مع المسيح او مع سلاطين واسياد هذا العالم؟".

وقال:"اعتقد انكم جميعا مستعدون لأن تقولوا نعم، نحن نختار المسيح حتى ولو على الصليب، المسيح المائت من اجلنا والقائم من الموت. فالصليب هو علامة انتصارنا على كل سلاطين هذا العالم وشياطينه. لا تخافوا، نحن اقوياء بكنيستنا، اقوياء بتاريخنا وبايماننا بيسوع المسيح المصلوب، اقوياء بالقيامة ونحن مدعوون اليها. لا تخافوا اذا، نحن وعلى الرغم من كل شيء، قادرون على بناء مستقبل لأولادنا على ارضنا المقدسة، نعم نحن قادرون على الرغم من كل شيء. فلنعمل معا بوحدة وتضامن وقلب منفتح للدعوة الى القداسة وكل واحد يستطيع ان يكون قديسا كما قال لنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني في اعلان قداسة القديسة رفقا وكل واحد منكم قادر ان يكون قديسا، اليوم وغدا وبعد مئات وآلاف السنين والقداسة تكون في التضحيات والجهد الكبير والمحبة وقبول الانسان للانسان الآخر".

وختم داعيا "الى الصلاة في هذا المساء ولنرتفع مع المسيح من هذا المكان المقدس لنلبي دعوة الله لنا الى القداسة، ونطلب شفاعة العذراء مريم، ام المسيح وام الكنيسة وامنا، هي التي رافقت ابنها يسوع المسيح حتى الى اقدام الصليب والى القيامة ورافقت الكنيسة بعد القيامة في عمل الروح القدس. نطلب بركة الله لنا على كل عائلة من عائلاتنا لتبقى عائلاتنا مباركة وتبقى عائلات مصلية تشهد بايمانها للمسيح بالمحبة والمصالحة والسلام واحترام الانسان، كل انسان".

وكان قد سبق القداس، تدشين كنيسة بيت العذراء مريم حيث أقيمت رتبة التبريك التي رأسها المطران خيرالله بمشاركة الكاهنين خشان ونعمه وتم مسح المذبح الجديد بالميرون المقدس، ورش المياه المباركة، في حضور المشاركين.

  • شارك الخبر