تلقي الأيام البيئية في مهرجانات القبيات الضوء على معالم طبيعية وأثرية وتراثية لبلاد عكار، للتعرف على جمالات هذه المنطقة وكنوزها الاثرية والتراثية التاريخية الهامة ...لكن المنسية.

الرحلة الأولى من ضمن نشاطات هذه السنة كانت إلى وادي السبع في منطقة جبل أكروم وهو الممر الصخري الشهير الذي يربط الساحل بالداخل اللبناني وبالداخل السوري حيث تنفتح الطريق حتى بلاد ما بين النهرين، فعبرت جيوش الأزمنة الغابرة من فرس واشوريين وبابليين ورومان وغيرهم هذا الممر المعروف باسم "وادي السبع".

ولذا تزخر أكروم بما تركه اولئك على ضفاف هذا الوادي وفي داخله، مثل قلعة الحصين حيث المعابد الرومانية ومثل اللوحات البابلية المنحوتة في الصخر في هذا الوادي الذي يضج بعدد كبير من المغاور المدفنية القديمة.

انطلق المشاركون وعددهم 120 شخصا، من كل المناطق اللبنانية ومن فرنسا وكندا ومن الجاليات الاغترابية اللبنانية، من الجسر الفاصل ما بين كفرتون وأكروم الضيعة، يواكبهم ويشرح لهم تاريخ وتفاصيل المنطقة رئيس مجلس البيئة في القبيات - عكار الدكتور انطوان ضاهر، حيث ساروا في الوادي ما بين الضفاف الصخرية الجميلة و "جداول" زيتة ضفافها نبتة الدفلة بازهارها الجميلة، حتى اول لوحة صخرية بابلية عمرها 2568 سنة من أيام حملة نبوخذنصر سنة 550 قبل المسيح، وتظهر اسدا واقفا يحارب رجلا بابليا. ولقد اعطى هذا الأسد اسم الوادي (السبع).

بعد هذه اللوحة الاولى وعلى علو أكبر لوحة ثانية، احتاجت بعض التسلق لمعاينتها بدقة ، تظهر هلالا "نائما" من جهة وشمسا من جهة أخرى وما بينهما مثلث له منقار وكأنه طير، وعلى شمال اللوحة إلى أسفل كاهن بابلي يتضرع، يشبه كثيرا البابلي المنحوت على شير الصنم في أعالي القبيات، إنما عوامل الطبيعة وعبث الانسان وجهله فعلت فعلها في محو الكثير من معالم هذه اللوحة المحفورة على صخر هذا الوادي العريق.

ثم أكمل السائرون حتى وسط الوادي الذي يصل في أعلاه الى الحد الفاصل بين عكار والهرمل، والذي منه ينفصل وادي يدخل إلى الأراضي السورية.

سلك المشاركون طريق العودة على الدرب نفسه وكان المغيب قد قارب، متنعمين بسكون وادي السبع ورهبته وليستعدوا لرحلة ثانية ولخيرة في ربوع اعالي بلدة القبيات للتعرف على طبيعتها وغاباتها.